مجلة الوعي: الجزء الثاني من مذكرات السجن وشرف الصحبة مع أمير حزب التحرير

عدد كانون الأول/ديسمبر 2013م

حصلت الوعي على جزء من مذكرات الأخ الكريم «سالم العمرو» وهي تنشر على صفحاتها بعض هذه المذكرات، فإن فيها العبرة إن شاء الله لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

وإننا نتقدم بالشكر والتقدير للأخ سالم على هذه المذكرات المعبرة والمؤثرة إن شاء الله تعالى، ونسأل الله سبحانه أن يحقق ما جاء في خواتيم مذكراته، وأن يحفظه من كل سوء ويقيه من كل شر…

مذكّـرات السـجن وشــرفُ الصُّحـبَةِ (6)

كتب الأخ «سالم العمرو»:

كنتُ أسألُ أيا ياسين عن سبب الرّعشة التي تصيبه عند خاصرته عندما كان يؤمُّنا في الصلاة، فعرفتُ أنّها نتيجة التعذيب الذي كان يلقاه من قبل جلاوزة الأنظمة في سجون المخابرات في الأردن وليبيا والعراق نتيجة الصعقات الكهربائية وغيرها من فنون العذاب. أذكر أنّه قال لي بأنَّ الشباب كانوا يتعرّضون للتعذيب في تلك السجون لدرجة أنّهم كانوا يربطونهم بجرار الغاز ليدوروا حول أنفسهم وقت البرد الشديد في ساحات التعذيب والسياط تلفّهم من كل جانب.

أكتفي بهذا لأنقل بعض الشهادات التي سمعتها من إخوة (من غير شباب الحزب) عرفناهم داخل السجن وخارجه عن شباب الحزب فمنهم:

1) الأستاذ الأزهري أحمد الفرخ (أبو الأمين) من سكّان الكرك، وقد توفاه الله سبحانه سنة 2006م، وكان قد مضى من عمره ما يزيد عن 80 عاماً: كنتُ أسألهُ عن أفكار الحزب فكان يقول: الحمد لله الذي جعل لي من حزب التحرير فرقاناً يا سالم، أشهد أنَّ حزب التحرير على حق…. نقل لي رواية عن أحد الشيوعين في عنبتا كانوا على جدال دائم مع الشباب، وكان لهذا الرجل الشيوعي ابنة محترمة فتقدّم ليتزوجها كثير من أصدقائه بالحزب الشيوعي إلاَّ أنّه رفض، وعندما تقدّم لها أحد الشباب من الحزب المشاكسين له بالفكر كانت الموافقة سريعة جدّاً. فلمّا سألوه:لمَ وافقت على أن تزوّج ابنتك شاباً تحريرياً طول نهاره يداقر فيك ولم توافق علينا علماً إنّنا من حزب واحد (الحزب الشيوعي)؟؟!!! فكان جوابه بأنَّ هؤلاء يحافظون عليها ويكرمونها أمّا أنتم فلن تكرموها.

قال لي يوماً بأنَّ أحد الإخوة الحاقدين على حزب التحرير من عنبتا قرر أن يصل بأي طريقة إلى الشيخ تقي الدين النبهاني ليناقشه بأفكاره. المهم وصل إلى لبنان عن طريق الشباب ومكث في ضيافة الشيخ تقي، وبعد الرّجوع من لبنان سألوه عن الشيخ تقي فقال لهم: ألخّص لكم المشهد بكلمات بسيطة عن هذا الرّجل بالتالي: (لولا أنَّ القرآن أُنزلَ على محمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم لقلتُ أنَّ القرآنَ أُنزِلَ عليه).

رحمَ الله الشيخ أحمد الفرخ العالم الجليل الذي شهد له كل من عرفه من أهل الكرك. فقد بقي الشباب على تواصل معه حتّى قرر أن يكون من الشباب قبل ثلاثة أيّامٍ من وفاته.

2) الشاعر المعروف المهندس الدكتور أيمن العتوم رفيق السجن سأنقل لكم بعض ما كتبه عن شباب الحزب من كتابه (يا صاحبَي السجن) من الصفحات 192 – 197:

في مهجع (12) وفي الغرفتين المتقابلتين، يقبع شباب حزب التحرير، كانوا حوالى عشرة سجناء، ووفدتُ عليهم ضيفاً لتشابهنا في القضيّة التي اتُّهمنا بها، وهي: (إطالة اللّسان) عندما وصلتُ إليهم رحّب بي أمير المهجع (وليد)، كان ذا لحية طويلة في نهاية الثلاثينات من العمر، صوته قويّ وحاد ودافئ، وبسمته لا تكاد تفارقُ وجهه، ويميل جذعُه الأعلى عندما يمشي إلى اليمين قليلاً، فيبدو وكأنّهُ يتبختر في مشيته، أو كأنّهُ يؤدّي رقصةً من نوع ما. وكان (عطا) مسؤول حزب التحرير في الأردن أحد هؤلاء العشرة المساجين، رجلاً مَهيباً وقوراً، في الخمسينات من عمره، أشيب الرّأس قليل الكلام، ودوداً، وذا عينين زرقاوَيْن، ولحيته البيضاء ترتسم على وجهه باعتدال. ويحظى بإجلالٍ طاغٍ من قِبَل سجناء حزبه، فيتسابقون إلى خدمته، والقيام بشؤونه، والاستماع إلى كلِّ همسة صادرةٍ منه، كيف لا وهو زعيم حزب التحرير ليس على هؤلاء العشرة فحسب، بل على كلّ مَنْ ينتسب لهذا الحزب في شتّى أنحاء الأردن وربّما في فلسطين، وربّما يُصبحُ -يوماً- الزّعيم الأوّل له على مستوى العالم أجمع.

جهّز (وليد) لي بَرْشاً متميّزاً ولتقدير حزب التحرير لِمَنْ يُسجَنونَ على هذه القضيّة، ولِسماعهم بموقِفي وقصائدي، فقد اختار أميرُ المهجع (وليد) أن يكون هذا البَرْش المتميّز في تجهيزاته من فرشة نظيفةٍ جديدةٍ، ومن أغطية وفيرةٍ كافية، متميّزاً كذلك في موقعه الجغرافي،ّ وهكذا أصبح برشي إلى جانب مسؤول حزب التحرير الشّيخ (عطا).

كان (عطا) رجلاً تتمثّل فيه أفكار حزب التحرير واقعاً عمليّاً. وأهمّ فكرة محوريّة يعمل الحزب عليها، هي دولة الخلافة؛ إذ إنَّهم ربطوا كل ما يقومون به، وما يسعون من أجله، وما يتحمّلونه من عنت في سبيل تحقيق هذا الهدف الأسمى، وهو: إقامة الخلافة الإسلاميّة على وجه الأرض. أمّا كيف؟ وأين؟ ومتى؟ وما هي الوسائل؟! وما الفترة الزمنيّة اللازمة لذلك؟! فقد كانت لا تُعجز أيَّ فرد منتمٍ إلى هذا الحزب من الإجابة.

كم كان يتردّدُ على ألسنتهم، في كلِّ نقاشٍ يدخلونَ فيه، قول اللهِ تعالى: (( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ )). كانوا مطمئنيّن إلى أنّ وعد الله في هذه الآية سيتحقّق، ويُردفونها بآية أخرى: ((فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ)).

كان (عطا) يُعطي في الأسبوع ثلاثة دروس في التّفسير، وثلاثة دروسٍ في اللّغة. وهكذا توزّع أسبوع سجناء حزب التحرير إلى يومين: يوم للتّفسير والذي يليه للّغة. وكان (عطا) لعلمه بأنّني شاعرٌ يحثُّني أكثر من غيري من أتباعه على حضور هذه الدّروس، والتفاعل معها، ومتابعة علومها. وهذا ما كان. ولا زلتُ إلى اليوم أذكرُ تفسيره قولَ الله تعالى: ((هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ)) وقد توقّفَ الشيخُ طويلاً عند (الواو) في: ((وَالرَّاسِخُونَ)) هل هيَ (واو) العطف أم (واو) الاستئناف. ومع أنَّ القضيّة قد نوقِشت من قِبَل المفسّرين واللغويّين القدامى، غير أنَّ شيخنا أسهبَ في عَرض الآراء، ثمّ ذهبَ في رأيه بخلاف رأي الإجماع. أمّا رأي الكثرة الكاثرة من المفسّرين فتقول إنّ (الواو) هي(واو) الاستئناف… هذا الرأي الذي عليه جمهرة العلماء لم يُعجب الشيخ (عطا) كثيراً، بل رأى أنَّ (الواو) هنا للعطف…

كان التلامذة والمريدون من حزب التحرير، يمسكون بين أيديهم المصاحف والدفاتر، ويسجّلون وراء الشيخ ما يفتح الله به عليه. ورأيتُ بنفسي وبخطّ يد الشيخ ثلاثة دفاتر مملوءة من تفسير سورة البقرة، وكانت الّدفاتر تتنقّل بين أيدي الشّباب من حزب التحرير كأنّها كنوزٌ ثمينة، يحافظون عليها من التّلف والضّياع، ويكاد أحدُهم يضمّها إلى صدره أو قلبه، وهو يقرأ فيها، وللأمانة فقد كنتُ أرى الشيخَ فيها مجتهداً جريئاً في تفسير الآيات وما يصدرُ عنها من أحكام، وكانت هذه الكرّاسات لها من الألق الغامض مالها حتّى وجدتْ سبيلها إلى الأيدي تتناقلها كما يتناقل الصّائغ الجواهر واللآلِئ. كان الشيخ قد بدأ في السّجن تأليف كتابٍ في تفسير القرآن، وأنجز منه هذه الدفاتر الثلاثة، وكان حينها لا يزالُ مستمراً في مشروعه هذا. ولا أدري اليوم هل أتمَّ تفسير القرآن، أم أنَّ انشغاله بقيادة حزب التحرير حالت بينهُ وبين ذلك.

أمّا دروس اللّغة، فما زلتُ أذكر حين حضرتُ درساً شرح فيه الشّيخ المجاز وعلاقاته، وممّا قال. قولهُ تعالى: ((أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا)) : نحن لا نقول: سالت الأودية. بل نقول: سال الماء في الأودية. وهذا مجاز. أمّا علاقته فهي علاقة الأودية بالماء؛ إذ إنّها محلّ الماء. فيصبح اللّون البدعيّ في الآية: مجاز مُرسَل علاقته المحلّيّة.

وكان الشّيخُ يُعطي للمجموعة واجِباً عليهم تحضيره للمرّة القادمة، كان مثلاً، يقول لهم: أريد أن تأتوني بخمس علاقاتٍ للمجاز في سورة (آل عمران). أو يقول: أريدُ أن تستخرجوا النّواسخ بأنواعها من سورة (الفرقان). وتحدّدوا أخبارها وعلى أيّ هيئة جاءت. وكانت دروسهُ تلقى من أفراد حزبه تجاوباً إلى حدٍّ بعيد، وفيهم الكبير والصّغير، والمتعلّم وسواه، والطبيب والأستاذ.

كان التّعاون، وإطاعة الأمير والإشارة عليه، سماتٍ ظاهرةً عِشْتُها بين أفراد هذه المجموعة. وكانوا جُرَآء في الطّرحِ. ولا زلتُ أذكرُ أنَّ أحدَهم احتدَّ في النّقاش مع أحد الضّبّاط، ولم يملك فلتاتِ لسانه على القيادة في البلد. فسارع الضّابط إلى تقديم شكوى رسميّة فيه. وعُقِدَت لهُ مُحاكمة في محكمة أمن الدّولة، وقضت عليه بالسّجن لنصف سنة، أُضيفت إلى (السّنتين) اللتين كان محكوماً بهما سابقاً. وهكذا صدر عليه حكمٌ بالسّجن وهو مسجون، وكم رأيته يتلقّى بعض اللّوم من السّجناء السّياسيّين الآخرين، ويتشفَّون بما حصل معه، قائلين له: (خلّيك هيك يعني أحسن، ما قدرتْ تِمْسِك لسانك ثانية واحدة أنت وجماعتك بسْ شاطْرين بالحكي) فيردّ عليهم لومهم بلومٍ أشدّ، حينَ يرميهم هُم بالجبن، والخَور. وأنّهم خائفون من ظلّهم. وأنَّهم ليسوا بمستوى أن يجهروا بكلمة الحقّ، والتّحمّل في سبيلها. وكانَ يُردّد على مسامعهم مؤنِّباً: الحقّ بدّو رجال ومش كلّ النّاس رجال.

كان حزب التحرير -ولا يزالُ- يؤمن بأنَّ التّغيير التّدريجي مضيعةً للجهد، وأنّهُ يجب أن يبدأ برأس الهرم لا بالقاعدة؛ عليك أن تفصلَ رأس الحيّة عن جسدها لتنتهي من شرّها إلى الأبد، أمّا الوسيلة فيمكن الاستعانة بمن يُوثَق بهم من ضبّاط الجيش للقيام، مثلاً، بانقلابٍ عسكريّ. ومع انّهم لا يؤمنون باستخدام القوّة في الإطاحة بالأنظمة، إلاَّ أنّهم يُسوِّغون الاستعانة بالآخرين، لتنفيذ هذه التّغييرات التي لابدّ من القوّة لإحداثها.

كان (عكرمة) كثيراً ما يحلو لهُ النِّقاش معهم، وإذا لم يجد أحداً منهم يستمعُ إليه، كان يأوي إليَّ فيصدّع رأسي، على عادته، بنقاشي حول أفكارهم، كان يقول لي: مشكلة حزب التحرير أنّه نمطيّ، يريد أن يطبّق سياسة كانت صالحة لعهدٍ أو عصرٍ ما على عصرنا. هم أصحاب قوالب جاهزة. وكانَ يُمسكُ بيده كأساً ويقول: هم يريدون أن يدسّوا الكأسَ في عُنُق الزّجاجة، هم لا يريدون ان يفهموا أنَّ (13) عاماً في مكّة زمن الرّسول صلّى اللهُ عليه وسلّم ليست (13) عاماً في القدس أو في عمّان أو في بيروت، ولا حتّى (100) عام يا أخي…

كان الشيخ (عطا) بسيطاً في غير ابتذال، متواضعاً في غير امّحاء. وكان يحرصُ، لأسباب صحيّة ربّما، أن يحتفظَ تحت بَرْشه ببعض (الخِيار)، وكم رأيته يمدُّ يده، ويتناول حبّتين أو ثلاثاً، فيمسحها بيده، ويمدُّ بإحداها إليَّ داعياً إيّاي مشاركتهُ وليمته (الخياريّة).

3) وهذه شهادة نقلها لي الأخ محمد علي عبدالحميد (أبو بكر) من شباب الحزب .عمّان .

بسم الله الرحمن الرحيم

«شهادة من رجل منصف»

بعد أيام من تولي الأخ عطا أبو الرشتة إمارة حزب التحرير، وبعد خروجنا من مسجد الزميلي في عمان عقب أدائنا إحدى الصلوات الخمس جماعة تقدم السيد المهندس/صالح عبدالله الجيتاوي (من جماعة الإخوان المسلمين) إليَّ وصافحني بحرارة قائلاً: أُبارك لك … قلت: بماذا؟ قال: بتولي الأخ المهندس عطا أبو الرشتة إمارة حزب التحرير، وبهذا فإنني أيقنت منذ الآن أن حزب التحرير حزب مخلص؛ لأنه مكَّن الأخ عطا أبو الرشتة من الوصول لإمارة الحزب، فهذا الرجل أعرفه معرفة جيدة، وكان زميلاً لي وصديقاً عزيزاً .

منذ أيام امتحان الثانوية العامة وقد رافقته إلى بيروت للتقدم لامتحان لدخول الجامعة الأميركية في بيروت، ولكن لم يشأ الله أن نتمكن من دخول الجامعة الأميركية في بيروت، ثم ذهبنا لدراسة الهندسة إلى القاهرة وسكنا مع بعضنا في القاهرة وأنهينا دراسة الهندسة، وإنني أشهد خلال هذه المدة التي عرفته فيها أنه كان نعم الرجل في تقواه وأخلاقه ودماثة خلقه، وكنا نتزاور في عمان، وإن رأيته فأهده مني جزيل السلام.

سبحان ربّك ربِّ العزّة عمّا يصفون وسلامٌ على المرسلين والحمدُ للهِ ربّ العالمين.

شاهد أيضاً

تطبيق الوعي على الأندرويد

بسم الله الرحمن الرحيم لتنصيب التطبيق اضغط هنـــا  هذا هو الإصدار الثاني لتطبيق مجلة الوعي ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *