العدد 104 -

السنة التاسعة – رجب الفرد 1416هـ – كانون الأول 1995م

فَبَسٌ من نشيد الشيشان

الشاعر: يوسف إبراهيم

بسم الله الرحمن الرحيم

لقد قرأتُ نشيدَ الشيشان الأبطال مترجماً إلى العربية، فهزني من الأعماق. ولقد سمعته مراراً وأعدتُ سماعه، فلم أَرْتَوِ منه. وتصورتُ ذلك الشعب الأبي وهو يصارع الطغيان، ويستَرْوح أبطالُه نسيمَ ذلك النشيد في لفَحات الحرب وأتَونها المستعر في ميدان الجهاد. لقد أردتُ أن أترجم هذا النشيدَ شعراً، ولكنْ هيهات، فأين الساقية الوانية الهادئة من النبعِ الثرَ المتدفق! وأين القبس اليسير من شعلة الشمس المتوهجة! من أجل لك أسميتُ هذه الترجمة: قَبَساً. إنه قبس من ذلك النور الإيماني الخالد. وحسبَي أن أسير على ضياء هذا القبس في هذه الظلمات المتراكمة، حتى يشرق فجر الإسلام، ويغمرُ أرجاءَ العالم الإسلامي، بل أرجاءَ العالم كله.

نحن بنو الشيشانِ نحن الأُسْدُ في الميدانْ

نحن فروعٌ أينعتْ من دوحة الإيمان

نحن ضياءٌ من سيوف الفتح نحن قَبَسٌ من شعلة القرآن

نحن جنود الواحد الجبارِ للحق سيوفٌ تصْرَع الطغيان، وتنصر الرحمنْ

اللهُ لا إله إلا اللهُ ربٌ واحداٌ مقتدرٌ ديّانْ

نحن بنو الشيشانِ نحن الأسْد في الميدان

¯¯¯

نحن عرفنا فاطراً للأرض والسماءْ

وهْو الذي يرعى خطانا في سبيل البذل والفداءْ

إذا دعانا للجهادِ ننطلقْ أعِزّةً يهزُّنا لساحة النداءْ

ونُرْخِصُ الأموالَ والأرواحَ في سبيلهِ والأهلَ والأبناءْ

حتى يكون الحَقُّ أعلى رايةً، ويَشْمَخَ اللواءُ والبناءْ

¯¯¯

اللهُ لا إله إلا اللهُ ربٌ ناصرٌ لفيلقِ الإيمانْ

وهازمُ الأحزابِ والعدوانْ

وهو الذي بنصره يثبّتُ الأقدامَ في الميدانْ

نحن بنو الشيشانِ نحن الأسْد في الميدانْ

¯¯¯

جبالنا مكسُوّةٌ بحجرِ الصوانْ

وأرضنا مزروعةٌ بجندِها الشجعانْ

تاريخنا علّمنا أن نَلْطِمَ الأعداءَ بالسلاح والإيمانْ

نسعى لإحدى الحسنيين: رايةٌ منصورة تحرر الأوطانْ

أو فرحةٌ تَزُفُّها شهادةٌ نَحيا بها في أرفعِ الجنان

اللهُ لا إله إلا الله ربٌ قاهرٌ محققٌ لجندِه الفلاحَ والتأييدَ والأمانْ

نحن بنو الشيشانِ نحن الأسْدُ في الميدانْ

¯¯¯

لم نستكنْ لظالمٍ ولم نَخَفْ من لهبِ الحروبِ والكفاحْ

ولم ينلْ من شعبنا عَبْرَ العصورِ القيصرُ السفاحْ

نشيد أمهاتنا من خلفنا يُضَمِّد الجراحْ

وصيحة التبكير في الزحف تقوّي عزمنا وتشحذ السلاحْ

ولفحةُ الرمضاء في الميدان والغبارُ في أفواهنا كالسلسل القَراحْ

كأنما قد صُهِرَتْ عظامُنا ورُكّبَتْ من معدِن السيوفِ والرماحْ

¯¯¯

الله لا إله إلا الله ذو الجلالِ والقوّةِ والسلطانْ

مزلزلٌ لعصبةِ الطاغوتِ والطغيانْ

وهازمٌ لعسكرِ الإلحادِ والعدوانْ

نحن بنو الشيشانِ نحن الأسْدُ في الميدانْ

¯¯¯

بلادنا ساحُ الإباء موئلُ النسورِ والآسادْ

والتربُ فيها عَبِقٌ كالمسكِ ذاكٍ بدم الآباءِ والأجدادْ

يثورُ فيها إن تمادى الظلمُ، حتى الصخرُ والجمادْ

لقد ورثنا المجدَ نَبْضاً ودماً ينسابُ في الأنفاس ولأجسادْ

وأمَّة التوحيد في كل بقاعِ الأرضِ أسفارٌ من الضياءِ والأمجادْ

تزلزلُ الدنيا بوجهِ المعتدي، ولم تُرِدْ للناس إلا الهدْيَ والرشادْ

¯¯¯

الله لا إله إلا الله بالدين الحنيفِ أنزلَ القرآنْ

وأزهق الباطلَ والضلالَ والبهتان والعدوانْ

وأنزل الفرقان والنصرَ على رسوله يوم التقى الجمعانْ

وهْو الذي ينصرُنا على جنود الشر والشيطانْ

وهْو الذي يَهدي سُرانا نحو فجر النور والإيمانْ

نحن بنو الشيشانِ نحن الأُسْدُ في الميدانْ     

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *