أذربيجان تستغيث
1993/04/08م
المقالات
1,833 زيارة
في 27/03/93 قامت قوات أرمينيا مدعومة بالجيش الروسي السابع الموجود في أرمينيا من جهة والقوات الأرمينية الموجودة في قره باخ من جهة أخرى وحاصروا إقليم (كلبادجار) لمدة أسبوع حيث سقط الإقليم كله بأيديهم في 03/04/93. ثم بدأوا هجوماً جديداً على إقليم فضولي واحتلوا عدة قرى منه ووقفوا على بعد كيلومترات قليلة من مركز الإقليم. وخرج من استطاع الخروج من السكان مشردين مرعوبين إلى بعض القرى البعيدة أو إلى باكو (العاصمة) وهم يَصُبّون اللعنات على رئيس أذربيجان وحكومتها، لأنهم لم لا يقومون بالدفاع عن البلاد والعباد.
الحكم في باكو استنجد بتركيا، فقام الحكم في تركيا ومنع المرور عبر أراضيه إلى أرمينيا، ووضع بعض قواته على الحدود مع أرمينيا البالغ طولها حوالي 250 كلم. وهدد ديميريل رئيس وزراء تركيا بأن صبر تركيا على وشك أن ينفذ، وكلنه ما زال يفضل العمل من خلال الأمم المتحدة. أما أوزال رئيس الجمهورية التركية فقد أعطى تصريحاً هدد فيه باستعمال القوة على غرار التدخل التركي في قبرص عام 1974.
وأصدرت القيادة الأذرية نداء عاجلاً إلى دول العالم والأمم المتحدة ومؤتمر الأمن الأوروبي ومنظمة المؤتمر الإسلامي دعتهم فيه إلى إدانة العدوان الأرمني فوراً.
واجتمع مجلس الأمن وقرر وقف القتال ومل يوجه إدانة إلى أحد.
وأعلن الأرمن أن قره باخ أصبحت الآن مستقلة واقعياً والمطلوب تأمين الاعترافات الدولية بها. وقالوا بأن حماية استقلالها تكون بالسلاح وبواسطة الأرمن وليس بالاعتماد على تعهدات دولية.
وأعلنت أذربيجان أن أرمينيا صارت تحتل الآن 10% من مساحة أرض أذربيجان (إقليم قره باخ + إقليم كلبادجار + قسم من إقليم فضولي) أي صارت قره باخ متصلة بأرمينيا تماماً وليس فقط عبر ممر لاتشين الذي فتحته أرمينيا في شهر أيار من العام الماضي. وقد أصبح عدد اللاجئين المسلمين الفارين من هذه المناطق حوالي 600 ألف نسمة منهم 500 ألف من السابق و 100 في المعارك الأخيرة هذه.
أرمينيا دخلت في أسرة الدول المستقلة (الاتحاد السوفياتي سابقاً) وهي تستطيع الاعتماد على الدعم العسكري الروسي بناء على ذلك. أذربيجان لم تدخل في هذه الرابطة وهي تعتمد على تركيا وعلى إيران في الناحية الدفاعية.
حتى الآن لم يصدر عن تركيا وإيران أكثر من الكلام. ورغم أن سكان أذربيجان هم من المسلمين الشيعة ولكن إيران لا تساعدهم. وتركيا يبدو أنها لا تملك ضوءاً أخضر لمساعدتهم حتى الآن.
ونقول حتى الآن لأن المتوقع أن يتدخل الجيش التركي (بإذن من أميركا) في البلقان. والآن يقوم أوزال بجولة على جمهوريات المسلمين في آسيا الوسطى وسيمر عند عودته على جمهورية أذربيجان حيث يمكث من 13 إلى 15 من نيسان الجاري. وقد أشارت وسائل الإعلام التركية إلى أن جولة أوزال هذه هي تعزيز للأواصر التي تربط تركيا بـ «العالم التركي من الادرياتيكي إلى سور الصين العظيم»؟ أي أن الدول الواقعة في هذه المنطقة تتكلم اللغة التركية أو لغات مشتقة من اللغة التركية، ولذلك يطلق على هذه البلاد كلها «تركستان» c
1993-04-08