محنة مسلمي الصومال
1992/09/07م
المقالات
1,746 زيارة
* حكام العالم الإسلامي تجاهلوا محنة المسلمين منذ عام وحتى الآن، والغرب الذي يمثّل دور المدافع عن الإنسان وحقوقه تجاهلها أيضاً، وها هي مسؤولية الصليب الأحمر الدولي تكشف هذه الخيانة. فقد قالت بياتريس هيجي: «منذ سنة وأنا أدق ناقوس الخطر قبل وقوع الواقعة في الصومال، ولكن الرأي العام العالمي كان مشغولاً ما يجري في الصومال، وها هو الآن يذرف دموع التماسيح على تلك الأرواح التي كان بمقدوره إنقاذها».
* انتقدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عملية الإغاثة الأميركية وقالت: أن الأميركيين لا يتعاونون مع فرق الصليب الأحمر لإيصال المواد الغذائية إلى مناطق داخل الصومال.
* منظمة صندوق إنقاذ الطفل وصفت خطط منظمات الأمم المتحدة لإغاثة الصومال بأنها عديمة الجدوى.
* برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة يقول: إن الأميركيين ينقلون المواد الغذائية ويعطون انطباعاً بأنهم «الأبطال الذين ينقذون الشعب الصومالي».
* قال ديفيد شيرا رئيس بعثة (صندوق إنقاذ الطفل) وهو في مقديشو: «قررنا وقف التعامل مع المنظمات التابعة للأمم المتحدة. فبرامجها العشوائية تتسبب في موت آلاف الصوماليين. لقد خذلتنا في مناسبات عدة. وكانت تتعهد بإيصال كميات محددة من الأغذية لنحو 35 ألف طفل ثم تعود وتنقض تعهداتها مما أدى إلى وفاة عدد كبير من الأطفال. حتى التنسيق بين المنظمات الدولية شبه معدوم، فبرنامج الغذاء العالمي يرسل الحبوب إلى مناطق يحتاج أهلها إلى الحليب والمعجنات لأن غالبيتهم من الأطفال، فيما ترسل منظمة اليونيسيف الحليب إلى مناطق يحتاج سكانها إلى الحبوب. وتوزع (المفوضية العليا للاجئين) الأغذية في مخيمات اللاجئين في شمال كينيا حيث تعمل أكثر من ست منظمات أخرى على رعاية هذه المخيمات فيما يموت مئات النازحين في مخيمات داخل الصومال».
* قال عضو في منظمة (أطباء بلا حدود) وصلنا إلى (بيداوة) جنوب الصومال وأرسلنا تقارير إلى كل منظمات الأمم المتحدة نطلب أغذية ومضخات للمياه وفرق لإغاثة الأطفال، ووصلت الأسبوع الماضي ثلاث شحنات من الحبوب، لكن عدد الوفيات لم ينخفض لأن الأطفال لم يصلهم الحليب. وفي بيداوة يستخدم الناس مياه المستنقعات الملوثة بجثث الموتى لغلي الحبوب ويؤدي ذلك إلى وفاة الكثير منهم، وحتى المستنقعات بدأت تجف.
* قال بول ميتشيل رئيس دائرة الإعلام في برنامج الغذاء العالمي: «لم نكن بحاجة إلى الجسر الجوي الأميركي لنقل الغذاء من مومباسا إلى شمال كينيا، لكننا نحتاج إلى نقل الأغذية إلى خمسة مراكز أساسية وسط الصومال وجنوبه لنشرها من هناك في المدن والقرى المتضررة من المجاعة. لكن الطائرات الأميركية لم تستجب طلبنا سوى الجمعة الماضية ونقلت 35 طناً من الأغذية إلى مدينة هورد وأدى هذا التأخير إلى وفاة عدد كبير من السكان جوعاً».
وتعليقاً على هذه الأخبار نقول: كل هذه المآسي التي يعاني منها المسلمون في الصومال يقابلها تدفق الأسلحة والذخيرة إلى المتقاتلين في الصومال لتستمر المذابح بينهم، وجيرانهم من المسلمين يغطون في نوم عميق، ويحصون عدد الطلعات الجوية التي قام بها الطيران الأميركي فوق المحمية الجديدة جنوب العراق. فلو كانت أميركا جادة في حماية المسلمين الشيعة جنوب العراق لأسباب إنسانية لكان وضع مسلمي الصومال أكثر إنسانية، ولكانت الطلعات الجوية في العراق أصبحت طلعات جوية في الصومال لإسقاط الأغذية للقرى التي ضربتها المجاعة. وينبغي أن لا يعتبر هذا الكلام استنجاداً بأميركا العدو اللدود للمسلمين، ولكنه من قِبَل تكذيب إنسانية أميركا الزائفة. إنها تمثل على العالم أنها تغيث أهل المجاعة في الصومال وها هي عدة منظمات دولية تفضح التمثيل الأميركي. فهل يغيث الذئبُ الحملَ؟
1992-09-07