العدد 62 -

السنة السادسة، ذو الحجة 1412هـ، حزيران 1992م

إدارة بوش هي التي خدعت (صدام) وورطته في احتلال الكويت

— ذكرت صحيفة لوس انجلوس تايمز الأميركية الصادرة في الثامن والعشرين من نيسان الفائت أنها عثرت على وثيقة أخرى قبل شهرين من غزو العراق للكويت تدل على أن عدداً كبيراً من كبار المسؤولين في الحكومة الأميركية الذين عقدوا اجتماعاً مهماً حول طبيعة الرد الأميركية على تهديدات بغداد للكويت وقد رفض المسؤولين استخدام جميع الخيارات للتشدد مع (الرئيس صدام) وقرروا مواصلة تقديم المساعدات له ونقلت الصحيفة عن لسان مسؤولين اشتركوا في المباحثات قولهم أن الرئيس جورج بوش وأقرب مستشاريه كانوا مقتنعين بأن (الرئيس صدام حسين) لا يشكل خطراً على المصالح الأميركية، ويمكن السيطرة عليه عن طريق الروابط بينه وبين الولايات المتحدة.. وتكوّن هذه التفصيلات التي كُشف عنها صورة عن الجو الذي كان يعمل فيه المسؤولون الأميركيون مثل المسز ابريل غلاسبي سفيرة الولايات المتحدة في بغداد والتي نشر الشيء الكثير من أقوالها المهادنة التي أبلغتها (للرئيس صدام) وتكشف هذه التفصيلات أيضاً عن السبب الذي حمل الرئيس العراقي على الاعتقاد بأن مغامرته لن تثير ردة فعل أميركية.

— صحيفة الكارديان البريطانية الصادرة في الثاني من شهر أيار الجاري نشرت تحقيقاً مطولاً تقول فيه أنه كشف النقاب عن أن الرئيس جورج بوش وحكومته بذلا قصارى جهدهما لإخفاء مدى تأييدهما للعراق قبل أزمة الخليج ويقول المستر هنري كونزاليس عضو مجلس النواب الأميركي أن تواطؤ الولايات المتحدة ربما يكون قد أتاح (للرئيس صدام حسين) القوة الخوض غمار حرب الخليج… ويقول كونزاليس أن البيض الأبيض وضع يده على جميع الوثائق الحكومية المتصلة بالعراق؟! بحيث أصبح من المستحيل الحصول على نسخ منها على الرغم من السياسة الأميركية التي تقول أن المعلومات يجب أن تكون متيسرة بحرية لأي كان؟!.. وتجعل صحفية الكارديان.. الاتهامات الأميركية ضد الرئيس بوش وتقول أولاً: اتبع الرئيس جورج بوش ووزير خارجيته جيمس بيكر شخصياً سياسة طائشة لترضية (صدام حسين) وضللا الكونغرس على الرغم من أنهما كانا على اطلاع بأن العرق منهمك في سياسته للحصول على معدات تتصل بالأسلحة النووية من جميع أنحاء العالم وأن القوانين الأميركية قد انتهكت.

ثانياً: كانت معلومات المخابرات الأميركية ترسل سراً إلى (صدام حسين) حتى أسابيع معدودة من غزو العراق للكويت.. وتنقل الصحيفة عن كونزاليس قوله أن السياسة الطائشة والفاشلة للحكومة الأميركية تجاه (الرئيس صدام حسين) والتي كانت تحاط بالسرية كانت واحداً من الأسباب الرئيسية إن لم تكن السبب الرئيسي في حرب الخليج.

— صحيفة النيويورك تايمز الصادرة في 27/04/92 كشفت عن وثائق أميركية انطوت على اتهامات للعراق باستخدامه أموالاً أميركية قدمت له في إطار معونة غذائية بقيمة 5 آلاف مليون دولار لشراء أسلحة من الكتلة الشرقية وتركيا والأردن قبل غزو الكويت عام 1990.. وأضافت الصحيفة التي استندت – بالإضافة للوثائق – على مقابلات مع كبار المسؤولين الأميركيين؛ إلا أن حكومة واشنطن توفرت لديها أدلة على قيام العراق بتحويل مبالغ المعونة الغذائية لشراء الأسلحة منذ أكير من سنتين.. ورغم هذه الأدلة والاتهامات ذكرت الصحيفة أن الرئيس بوش جدد برنامج المعونة الغذائية للعراق بمنح ضمانات مصرفية لحكومة بغداد تقدر بـ (500 مليون دولار)؟؟!! £

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *