العدد 61 -

السنة السادسة ذو القعدة 1412 هـ, أيار 1992 م

نظرية «الانفجار الكبير»

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله تعالى: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأََرْضَ وَأَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنْ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمْ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمْ الأَنهَارَ) (سورة إبراهيم 32).

وقال تعالى: (ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لاَ إِلَهَ إِلاّ هُوَ فَأَنَّا تُؤْفَكُونَ) (سورة غافر 62).

وقال: (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (سورة يس 82).

نقرأ هذه الآيات الكريمة وغيرها من الآيات التي تتحدث عن الخلق والخالق والمخلوقات في الوقت الذي عاد علماء الفلك والفيزياء للحديث عن نظرية «الانفجار الكبير» وكيفية بدء الكون وماذا كان قبله… الخ.

نظرية «الانفجار الكبير»

نشرت الصحف أن المركبة الفضائية الأميركية «مستكشف الخلفية الكونية Cosmic Back ground Explorer» اكتشفت في أواخر نيسان 1992 غيوماً هي عبارة عن تموجات عمرها حوالي 15 بليون سنة ويرجح أنها تكونت بعد 300 ألف سنة من وقوع «الانفجار الكبير». وكان من المتوقع ان يعلن العلماء في الشهر المقبل (حزيران 92) يأسهم من العثور على أي دليل يدعم نظرية «الانفجار الكبير»، ولو كان ذلك حدث لوضع نهاية لأهم نظرية فلكية في القرن العشرين. ولكن اعلانهم عن اكتشاف هذه الغيوم أنقذ النظرية.

نظرية «الانفجار الكبير» Big Bang وضعها العالم الروسي اليكساندر فريدمان سنة 1922، وقدم قياساتها الأميركي ادوين هبل في 1929، وملخصها أن كل ما في الكون من مجرّات ونجوم وكواكب تتمدد بسرعة هائلة مبتعدة عن بعضها كأنها شظايا قنبلة هائلة منفجرة. وتعتبر هذه النظرية أن الكون الذي نعيش فيه انطلق من العدم (أو ما يشبه العدم؟) منفجراً على شكل كرة نارية هائلة نشأ عنها في لحظة واحدة كل شيء في الوجود: المادة والطاقة.

في هذا المرجل المستعر اختلطت الأشعة الكهرومغناطيسية الناجمة عن الانفجار مع جسيمات مجهرية من مادة لا وجود لها في كوننا الحالي. وكما يبرد الهواء الساخن عندما يتمد أخذت هذه الكرة الملتهبة تبرد تدريجياً فتنشأ عنها الجسيمات الأساسية التي تدخل حالياً في تركيب جميع أنواع المادة المعروفة في الكون. ثم بدأت هذه الجسيمات تتكاثف في ذرات والذرات في كتل هائلة كونت النجوم والمجرات.

علماء الفلك والفيزياء لا يستطيعون تقديم تفسير مقنع للحظة الانفجار الكبير. وأقصى ما يستطيعون تصوره حتى الآن هو محاولة وصف ما يظنون أنه حدث في جزء من بلايين الأجزاء من الثانية الأولى من عمرالكون في اللحظة 10-35 من الثانية ومع ان هذه الفترة الزمنية بالغة الصغر فهي ليست لحظة الانفجار نفسها. ويظن علماء الفيزياء ان أحداثاً مهمة وقعت في الأجزاء العشرة الأخيرة من الثانية الأولى من عمر الكون، وأحداث أهم منها في الأجزاء العشرة قبلها، وهكذا حتى البداية نفسها. ويظنون أن حجم الكون المتمدد أصبح بحجم حبة بازلاء بعد انقضاء ثانية على بداية الانفجار أصبح الكون بحجم الشمس الحالية، وتكونت الجسيمات المعروفة حالياً مثل الفوتونات والالكترونات والبروزيترونات والنيوترونات… الخ إلا أنها لم تتحد لتكون الذرة إلا بعد 300 ألف سنة. حينذاك تكونت المادة كما نعرفها، وتكونت معها قوى الجاذبية التي تجمع أجزاء المادة إلى بعضها.

هذه هي خلاصة النظرية التي يقول بها علماء الفيزياء وعلماء الفلك عن كيفية بدء الكون. ونطرح هنا بعض الأسئلة:

1- إذا كان العلماء قد قرروا هجرة هذه النظرية في حزيران القادم (حزيران 1992) وكانت النظرية قد وضعت في 1922. فعلام كانوا يبنون كل هذه التفسيرات طيلة هذه السنوات؟

2- أليس ممكناً أن يكون المشرفون على المركبة الفضائية الأميركية قد كذبوا حين أعلنوا عن اكتشاف هذه الغيوم.

3- على فرض صحة نظرية «الانفجار الكبير»، ما هو هذا الشيء الذي انفجر، هل يُعقل أن ينفجر العدم المطلق من تلقاء نفسه؟ علماً أن العدم ليس شيئاً لينفجر أو لتحول.

4- إذا كان هناك من يفترض أن الذي انفجر هو شيء غير هذه المادة المعروفة عندنا، نسأله لماذا حصل الانفجار في تلك اللحظة ولم يحصل قبلها ولا بعدها؟ )فإن كان الجواب أن هناك ألهاً حكيماً هو شاء أن يخلقه في تلك اللحظة. نقول بأن هذا يقود على النتيجة القطعية بأن هذا الشيء ليس أزلياً وإلا لكان قد أخذ الوقت الذي يلزمه لحصول الانفجار قبل ذلك وهذا يوصل أيضاً إلى الإله الخالق(.

وقد تساءل العالم الروسي الكسي ستاروبنسكي عام 1976: (ماذا كان هناك قبل الانفجار الكبير)؟ وخلال هذا الاسبوع قال الدكتور صالح عبد الرحمن العذل رئيس «مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية: (إن العثور في الأسبوع الماضي على غيوم عمرها 15 بليون سنة بمكن أن يدعم صحة النظرية التي تقول بأن كوننا نشأ عن انفجار كبير، وهي لا تتعارض مع فكرة وجود الخالق سبحانه وتعالى، بل تؤكدها. فهي تبرهن على وجود قوة تتجاوز قدرات وتصورات البشر أنشأت الكون ن العدم خلال فترة زمنية أقل من واحد من بلايين الأجزاء من الثانية) □

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *