العدد 264 -

العدد 264- السنة الثالثة والعشرون، محرم 1430هـ، الموافق كانون الثاني 2009م

صرخة تتعلق بنصرة الله ودعاته

صرخة تتعلق بنصرة الله ودعاته

 

أيها المسلمون، يا أمة القرآن، يا جنود الإسلام، يا حراس العقيدة، يا أنصار الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى الله، يا أنصار الخلافة الراشدة الثانية

قال تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) [محمد 7].

إن الذين نذروا أنفسهم لله وأخلصوا دينهم له هم الذين يقوون على البذل في سبيل المقصد الأعلى، هم الذين يبدلون أفكار العالم، ويغيرون مجرى الحياة، ويدخلون التاريخ من أوسع أبوابه، هم الذين قال الله عز وجل فيهم: (وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ) [الواقعة 14] هم الذين قال فيهم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) «يحيون سنتي عند فساد أمتي» هم الموعودون بالنصر لسابقتهم في الإسلام امتثالاً وتقيداً وإحساناً، هم الصفوة التي تباشر مهمة الانتشال السريع من وحل الوهن ووهدة الإحباط.

وفي جنح هذا الظلام الحالك والليل الأليل تكاد أمتنا تفتقد البدر وتترقب مجيء رجل الساعة والمصلح المنتظر، ويحدوها الأمل في طلوع فجر قريب يؤذن ببعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها.

فيا شباب الإسلام: قد فتح باب الترشيح، فهيا تسابقوا إلى العلا، وتسابقوا إلى جنة عرضها السماوات والأرض، واختطوا لأنفسكم طريق المجد، فتالله ما ارتفع صوت الحادي يوماً لرفقة أولي صمم، ولا ارتفع الفلك الأعلى لغير أهل الشموخ والشمم.

لكل مجال فارس يستحق الانتظار، قد يكون الفارس واحداً منكم فبادروا.

ستعلم أمتنا أننا
فإن نحن فزنا فيا طالما
وإن نلقَ حتفاً فقد قدمت

ركبنا الخطوب هياماً بها
تذل الصعاب لطلابها
كؤوس المنايا لشرابها

فمن منكم ينتدب نفسه لهذه المهمة الجسيمة (نصرة دعاة الخلافة)؟

من منكم يعرف قدر نفسه بلا وكسٍ ولا شطط فيراها أهلاً لهذه الوظيفة العظيمة المقدسة؟ من منكم يقول بكل عزة وشموخ: أنا لها، أنا لها؟

من منكم يزاحم بكتفيه وساعديه قوافل العظماء المجددين العاملين لإقامة صرح الخلافة العظيم؟ فإن مرور الزمن ليس من صالح أهل الحق، وإن الطغيان كلما طال أمده تأصلت في نفوس المتميعين معاني الاستخذاء. فلا بد من مبادرة تنتشل الأمة.

أخا الإسلام: من للخلافة الراشدة الثانية لإنقاذ الأمة من بؤسها وشقائها؟ من لفلسطين وعراق الرشيد وأفغانستان والفلبين وغيرها من بلاد المسلمين؟ من للمسج الأقصى الحزين؟ من للأسرى والمعذبين في سجون الغاصبين؟ من للفقير والمسكين والحيارى التائهين؟ من لنصرة المظلوم وردع الظالمين؟ من لصرخات الثكالى وأنين المصابين؟

أنسيت صرخة الصدّيق يوم الردة: (أينقص الدين وأنا حي؟) أنست صرخة عمر قبل فتح مكة: (أنعطي الدنية في ديننا ونحن على الحق)؟

إن أمتك تترقب منك صرخة عمرية توقد في قلبها مصباح الهمة في ديجور هذه الغفلة المدلهمة، وتنتظر منك صيحة أيوبية تغرس بذرة الأمل في بيداء اليأس، وعلى قدر المؤونة تأتي من الله المعونة، فاستعن بالله ولا تعجز ولا تتردد، فوالله ليس بعد هذه الدنيا الفانية إلا جنة عالية أو نار حامية.

قد نهضنا للمعالي ومضى عنا الجمود

ورسمناها خطا للعز والنصر تقود

فتقدم يا أخا الإسلام قد سار الجنود

ومضوا للمجد أن المجد بالعزم يعود

روى الإمام أحمد بسنده عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: «لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرساً يستعملهم فيه بطاعته إلى يوم القيامة».

نسأل الله العظيم أن يجعلنا منهم، ونسأله سبحانه أن لا تكون هذه صرخة في واد ولا نفخة في رماد.

اللهم أكرمنا بدولة الخلافة الراشدة الثانية واجعلنا من شهودها وجنودها المخلصين.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *