العدد 262 -

العدد 262- السنة الثالثة والعشرون، ذو القعدة 1429هـ، الموافق تشرين الثاني 2008م

ظاهرة الحشود على الحدود

ظاهرة الحشود على الحدود

 

– ظاهرة الحشود على الحدود ظاهرة قديمة بين الدول وازدادت تكريساً في ظل قاعدة فرّق تسد، وليس مستغرباً أن تحشد دولة عدوة جيشها على حدود دولة من دول العالم الإسلامي، لكن أن تحشد أنظمة حاكمة غير عدوة جيوشها ضد بعضها البعض وبشكل متكرر، ولأهداف غريبة وغربية، فمعناه أن هذه الدول تسير على خطا أعدائها بل على طريقهم وطريقتهم.

– قبل بضعة أعوام حشدت تركيا جيشها على حدودها المصطنعة مع سوريا، فوضعت النظام أمام خيارين: إما تسليم عبد الله أوجلان (زعيم حزب العمال الكردستاني) وإما الزحف العسكري نحو المدن السورية، فوافق النظام السوري على الشروط التركية وتوقف الزحف، وها هي تركيا اليوم تتوسط في التفاوض بين سوريا و(إسرائيل).

– تركيا حشدت في الماضي والحاضر جيشها على الحدود مع العراق عدة مرات، وفي بعض الأحيان كان جيشها يتوغل عدة أميال ويضرب ثم يعود، وذلك ضمن إطار ما تسمح به الظروف الدولية وصراع المحاور والنفوذ

– إثيوبيا وإريتريا وكينيا والصومال وليبيا وتشاد والسودان عاشت أجواء حشد عسكري متبادل، أو من طرف واحد، خلال العقود الماضية وذلك بتحريك من قبل بعض الدول الكبرى التي تدير الصراع في القارة المنكوبة.

– المغرب والجزائر مارستا الحشود ضد بعضهما البعض، والمغرب ضد الصحراء المغربية ولا تزال الأجواء متوترة ومجمدة إلى حين.

– العراق مارس الحشد تجاه الكويت، وتبادل العراق وإيران الحشد ضد بعضهما، واليمن الشمالي حشد ضد اليمن الجنوبي، وضمّ البلد كلياً للشمالي، ومع أنه إجراء في الطريق الصحيح إلا أنه حدث بأوامر طرف دولي ولأهداف لا يراد بها إلا وجه الآمر الناهي له.

– لبنان يعيش الآن أجواء حشد عسكري شقيق، وهو متخوف من نتائج ذلك الحشد؛ لأنه اكتوى بناره عام 1976م حينما أتى من الشرق، لكنه هذه المرة يأتي من الشمال والشمال الشرقي.

– الحدود في بلاد المسلمين بدعة استعمارية غربية، يحرمها الإسلام ويعتبرها جريمة كبرى ويراد منها فصل الأمة عن بعضها، وقتال بعضها لبعض، وإضعاف المسلمين بتفرقتهم، ونهب ثرواتهم… ولا يقوم بتكريسها إلا عدو لئيم للأمة. يريد نكايتها. وحكام الغرب هم العدو اللئيم وحكام المسلمين هو نواطيره، ونواظيره، وسواطيره…

– نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجمع المسلمين من جديد بخلافة راشدة يعز بها الإسلام وأهله ويذل بها الكفر وأهله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *