العالقون… مصطلح جديد
2008/11/01م
المقالات
1,574 زيارة
العالقون… مصطلح جديد
أصبح لدى الإعلام الرسمي العربي مصطلح جديد هو مصطلح العالقين، ولمن لا يعرف معنى العالقين عليه مراجعة مصطلحات سابقة بدأت مع مصطلح النكبة وشقيقاته، مثل حق العودة، واللجوء، والشتات، والنكبة، والنكسة، وحق تقرير المصير، والمعابر، وفلسطين المحتلة، وفلسطين من البحر إلى النهر، وفلسطين التاريخية، وخارطة الطريق، وأوسلو، وكامب ديفيد، وواي ريفر، وواي بلانتيشن، وشرم الشيخ …إلخ.
وبالعودة إلى مصطلح العالقين، من هم العالقون هؤلاء؟ إنهم بضعة مئات من أهل فلسطين قادهم القدر إلى أرض مجاورة لهم في قطاع غزة بعد أن صّدقوا أن الحدود التي تفصلهم عن مصر هي حدود مصطنعة، فهي إذن منتج استعماري كريه وبغيض، فعبروا إلى الضفة الأخرى من بلادهم ، مصدّقين النشيد العروبي الذي أنشدوه في الصّغر(بلاد العُرْب أوطاني)، وكانت المفاجأة أن هذا النشيد وأمثاله من الشعارات التي استُهلكت كان للتضليل والتخدير ودغدغة عواطف الصغار وتكريس الفرقة والتمزيق لهذه الأمة المنكوبة كثيراً وطويلاً.
في يوم الأربعاء وبتاريخ 15- 10- 2008م تظاهر “العالقون” من أهل فلسطين في مدينة العريش (مصر) للمطالبة بتسريع تشغيل “المعبر” لكي يعودوا إلى قطاع غزة، أي إلى سجنهم الكبير بموافقة رسمية عربية، وتواطؤ رسمي عربي، وجد بين “العالقين” مرضى وأطفال ونساء وكبار في السن، ورفع المتظاهرون لافتات كُتب عليها:”عالق من حقي العودة” ليس إلى فلسطين التاريخية المحتلة بل إلى قطاع غزة فقط لا غير… حتى كلمة فلسطين المحتلة التي أصبحت ثقيلة على مسامع البعض، سنبقى نرددها ولو كره الكارهون، وستبقى أرض فلسطين أرض وقف محتلة من قبل يهود حتى تتحرر أرضاً وبشراً ومقدّسات ومياهاً وبحاراً.
قبل 12عام، وفي عام 1996م، وفي هذه الزاوية من المجلة، ورد مقال بعنوان: :أمتي أسيرة المعابر”، وكان المقصود بالمعابر كل المعابر في العالم الإسلامي بدءاً بمعبر وادي بانشير في أفغانستان، مروراً بمعابر جنوب لبنان، ومثل معبر بيت ياحون، وصولاً إلى معابر غزة، ومثل معبر إيريتز بين غزة وسائر فلسطين المحتلة، ومعبر رفح بين غزة ومصر، هذه المعابر أصبحت واقعاً لا مفر منه في بعض المناطق، وهناك معابر أصبحت من الماضي، لكن الأسوأ في هذه المسألة تعايش الناس وتأقلمهم معها وكأنها قدر لا مفر منه.
حمى الله المسلمين من المعابر والمتحكمين بها، ومن مناطق عبور الحدود القائمة بين دول الضرار في العالم الإسلامي.
2008-11-01