العدد 260 -

العدد 260- السنة الثالثة والعشرون، رمضان 1429هـ، الموافق أيلول 2008م

حزب التحرير: نجم جديد سطع في سماء الإسلام يعمل بالسياسة

حزب التحرير:

نجم جديد سطع في سماء الإسلام يعمل بالسياسة

 

هذه ترجمة لمقالة نشرت من قبل كاتب مستقل في صحيفة (Daily Jonokonto) البنغالية في 11/4/2008م، وقدر رأت الوعي نشر بعض ما جاء فيها.

يمكن ملاحظة ظهور نجم جديد بين الجماعات الإسلامية التي تعمل بالسياسة في بنغلادش. فجماعات إسلامية مثل (الجماعة الإسلامية ، واتحاد الوحدة الإسلامي، وجماعة المجاهدين، وجماعة حركة الجهاد) كانت تحتل الساحة الدينية البنغالية وتعمل بالسياسة. أما الآن فقد أُعلِنَ عن وجود حزب سياسي قائم على الإسلام في الوسط السياسي البنغالي. ففي فترة فرض قانون الطوارئ الذي فرضته الحكومة استمر حزب التحرير في نشاطاته الاعتيادية متجاهلاً حالة الطوارئ. ولم يتحرج من القيام بنشاطاته بالرغم من فرض هذه الحالة، فقد نظم المسيرات والاحتجاجات بشكل مستمر ضد “سياسة تطوير المرأة” التي أعلنتها الحكومة. ولما سئلوا عن سبب مخالفتهم لقوانين الطوارئ قال الناطق الرسمي للحزب محيي الدين أحمد: «إننا ندعو للإسلام وندافع عنه، ولا يعد هذا مخالفاً لقانون الطوارئ».

وبالرغم من أن هذا الحزب محظور في كثير من دول العالم، إلا أنه يتمتع بعدم حظره في بنغلادش. وقد أعلن في نشاطاته أنه يهدف لإقامة دولة الخلافة واستئناف الحياة الإسلامية.

وفي بنغلادش، للحزب حضور قوي في جامعة “دكا” وفي العديد من الجامعات الخاصة. وقد اعتقل 22 من أعضاء الحزب -وهم طلاب جامعات- لمخالفتهم لقانون الطوارئ، وقد نسبت الشرطة لهم تهمة مخالفة قانون الطوارئ لعام 2007م. إلا أنه أخلي سبيلهم فيما بعد بكفالة. من جانب آخر، فإن الحزب يضم إلى صفوفه النساء. ويستهدف شباب الحزب المتفوقين من طلاب الجامعات في مختلف التخصصات والجامعات. وأكثر ناشطي الحزب هم من طلاب الجامعات الخاصة التي تدرس باللغة الإنجليزية. وهم يدرسون بشكل مستمر في حلقات.

وعندما فقدت أكثر الأحزاب السياسية في بنغلادش البوصلة في خضم الاضطراب السياسي، طلع هذا الحزب تحت ضوء الشمس يقوم بالمسيرات كل يوم جمعة تقريباً بعد الصلاة. ففي الجمعة الماضية قام الحزب بمسيرة احتجاجية ضد قرار الحكومة لمشروع “سياسة تطوير المرأة”، والى جانبها مسيرة أخرى للاحتجاج على فيلم الدانمرك الذي استهزئ فيه بالقرآن. وبالرغم من أن الحزب بدأ نشاطاته في العام 2000م إلا أنه يضم إلى صفوفه اليوم أكثر من 10,000 ناشط. وأكثر هؤلاء الناشطين من المثقفين ثقافة عالية، سواء أكانوا من الطلاب أم من الشباب. والمنسق العام والناطق الرسمي للحزب هو الدكتور محيي الدين أحمد، وقد انضم إلى صفوف الحزب في بدايات التسعينات بينما كان يقدم لشهادة الدكتوراه في بريطانيا. وقد بدأ نشاطه الحزبي مع طلابه بعد عودته في العام 1998م. وشيئاً فشيئاً بدأ التنظيم القيام بالأعمال السياسية.

معلوم أن بدايات حزب التحرير الأولى كانت في العام 1952م، في القدس. ومؤسسه تقي الدين النبهاني، توفي في لبنان، وبعد وفاته خلفه فلسطيني اسمه عبد القديم زلوم في إمارة الحزب. وكان قد بدأ عمله العالمي في العام 1960م عندما بدأ نشاطه في الأردن. (وهناك مزاعم تقول بأن الحزب فشل في انقلابين اثنين قام بهما بين عامي 1968م 1969م. وقد فشل الحزب في انقلاب آخر قام به في مصر في العام 1974م. وبسبب هذه المحاولات أقدمت كلا الدولتين على حظر الحزب. ومنذ العام 1998م بدأ الحزب يولي اهتماماً اكبر  لإقامة دولة الخلافة). وفي عام 2003م عندما توفي أمير الحزب عبد القديم زلوم في لبنان خلفه في الإمارة المهندس المدني الفلسطيني عطا خليل أبو الرشتة. وهو للآن أمير للحزب.

وفي السابع من تموز 2005م عندما حصلت التفجيرات في لندن، بُذلت جهود لحظر الحزب في بريطانيا. وفي التاسع عشر من آذار أصدر المعهد الأوسترالي للسياساتِ الاستراتيجيِة دراسة ورد فيها أنه بالرغم من حظر الحزب في أوروبا والصين والسعودية إلا أنه مرخص له في أوستراليا، وهذا الحزب يشكل تهديداً على البلد. وقد أرسل المعهد رسالة تحذير للحكومة مطالباً بمراقبته عن قرب. وقد حظرت الحكومة الألمانية الحزب في 15/1/2003م بعد أن وضعته تحت المراقبة منذ عام 2000م. وحظرته الحكومة الدانمركية في أوائل عام 2006م. وفي أوزباكستان تصنف الحكومة الأوزبكية الحزب على أنه منظمة متطرفة. كما أن للحزب حضوراً قوياً في الجمهوريات البلطيقية. وينشط الحزب الآن في 40 إلى 50 دولة في العالم، ويضم إلى صفوفه النساء كما يضم الرجال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *