العدد 60 -

السنة الخامسة – العدد 60 – شوال 1412هـ الموافق نيسان 1992م

مع القرآن الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم

وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ) [سورة آل عمران 118].

وقال تعالى: (إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) [سورة آل عمران 120].

نقرأ هذه الآيات الكريمة ونحن نسمع أن مجلس الأمن (أي أمن هذا؟) الدولي يتخذ قراراً بفرض عقوبات على ليبيا. ومجلس الأمن هذا ما زال يفرض العقوبات على العراق.

إن دول الغرب بقيادة أميركا هي ظاهرة علينا الآن (أي هي غالبة لنا) ولذلك فهي لا تَرقُبُ (أي تراعي) فينا إلاَّ (أي قرابة أو صداقة) ولا ذمة (أي عهداً). وإذا رأينا هذه الدول الغربية الكافرة راضية عن بعض بلاد المسلمين مثل السعودية ومصر وتركيا فلأن هذه البلاد تسير في ركاب الدول الكفارة مصداقاً لقوله تعالى: (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ). وبلاد المسلمين هذه تتبع ملتهم فعلاً، فهي دول علمانية وتطبق الأنظمة الغربية وتسير في النهج السياسي والاقتصادي بالشكل الذي يرضيهم.

والبلاد التي يعاقبها مجلس الأمن هي أيضاً دول علمانية ولكنها تخالف بعض أوامر الدول الغربية الكافرة ولذلك يوقعون عليها العقوبات.

لماذا لا يوقعون عقوبات على إسرائيل وهي أكثر الدول عدوانية وأكثر الدول رفضاً لمقررات مجلس الأمن؟

أميركا أليست هي من ضرب هيروشيما وناكازاكي بالقنابل الذرية التي قتلت الرجال والنساء والشيوخ والأطفال وحرقت ودمرت كل شيء وما زالت آثارها حتى الآن؟

دول الغرب التي تتشدق بالإنسانية والمساواة والحرية للشعوب وحقوق الإنسان (يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ) هذه الدول أليست هي دول استعمارية احتكارية مصاصة دماء الشعوب؟ أليست هي دول مؤامرات؟ أليست هي تشعل حروباً من أجل مطامعها؟

هذه الدول تتشدق الآن بأنها ضد الإرهاب!

والمشكلة أن هذه الدول، وعلى رأسها أميركا، فرضت نفسها على العالم من خلال مجلس الأمن، فما يقرره مجلس الأمن هو الشرعية الدولية، وهو العدل والحق بزعمهم. وليس هو في الحقيقة إلا مصالحهم.

فهل يعي العالم أن أكبر خطر عليه الآن هو هذه التركيبة الدولية: النظام الدولي الجديد الذي فرض من خلال أميركا ديكتاتورية صارمة على العالم.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *