العدد 256 -

العدد 256- السنة الثانية والعشرون، جمادى الأولى 1429هـ ، الموافق أيار 2008م

رياض الجنة: منع الجن والشياطين من القرآن الكريم

رياض الجنة:

منع الجن والشياطين من القرآن الكريم

 

– من جميل حفظ الله سبحانه وتعالى للإسلام وللوحي وللقرآن منع الجان ومردة الشياطين من استراق السمع منذ بدء نزول القرآن على سيدنا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى لا يلغوا فيه ولا يخلطوا حقاً بباطل، ولئلا يختطف أحد منهم ولو حرفاً واحداً، فحجبهم عن السماء بعد أن كانوا يسترقون السمع. قال تعالى: (وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا، وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا، وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا) [الجن 8-10]، وقال سبحانه: (وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ، وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ، إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ) [الشعراء 210-212].

وروى الحافظ أبو نعيم عن ابن عباس (رضي الله عنهما) قال: كان الجن يصعدون إلى السماء يسترقون الوحي، فإذا سمعوا الكلمة زادوا فيها تسعاً، فأما الكلمة فتكون حقاً، وأما ما زادوا فتكون باطلاً. فلما بعث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) منعوا مقاعدهم، فذكروا لإبليس -ولم تكن النجوم يرمى بها قبل ذلك- فقال لهم إبليس (لعنه الله) هذا لأمر قد حدث في الأرض، فبعث جنوده، فوجدوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قائماً يصلي بين جبلين، فأتوه فأخبروه فقال: هذا الأمر الذي حدث في الأرض.

وأخرج الشيخان عن عائشة (رضي الله عنها) قالت: سأل أناس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن الكهان، فقال لهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) «ليسو بشيء». قالوا: يا رسول الله، فإنهم يحدثون أحياناً الشيء يكون حقاً، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «تلك الكلمة من الحق يحفظها الجني، فيقرها في أذن وليه قر الدجاجة، فيخلطون فيها أكثر من مائة كذبة».

وأخرج البخاري عن أبي هريرة (رضي الله عنه) أن نبي الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعاناً لقوله فـ(حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا) للذي قال: (الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) [سبأ 23] فيسرقها مسترق السمع… يسمع الكلمة فيلقيها على لسان الساحر أو الكاهن، فربما أدرك الشهابُ المستمعَ قبل أن يلقيها، وربما ألقاها قبل أن يدركه فيكذب معها مئة كذبة، فيقال: أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا: كذا وكذا، فيُصدّق بتلك الكلمة التي سمع من السماء».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *