العدد 255 -

العدد 255- السنة الثانية والعشرون، ربيع الثاني 1429هـ، الموافق نيسان 2008م

استطلاعات مشبوهة

استطلاعات مشبوهة

 

كثرت الاستطلاعات المختلفة التي تقوم بها مراكز ومعاهد مختصة، وكلها تظهر الموضوعية، والنزاهة، والعمل على وزن الرأي العام حول مختلف القضايا، ورصد اتجاهاته، مدعيةً عدم التدخل أو محاولة التأثير… أما النسب التي تخلص إليها هذه الاستطلاعات فتسوقها على أن لها أهميتها ويجب احترامها كونها تتوافق مع فكرة الأكثرية في الديمقراطية، وهي، وإن كانت غير ملزمة ولكنها تحاول أن توظفها لمصلحة جهةٍ ما تعمل لها.

فهل هذه الاستطلاعات بريئة؟ أم وراءها أهداف وسياسات… واستخبارات؟

لا شك أنها غير بريئة بعكس ما تعمل على إظهاره… وطريقة طرح السؤال، والجهات التي تقف وراءها، والأهداف التي تسعى إلى تحقيقها، والمواضيع التي تعمل على تسويقها، وتهيئة الرأي العام لتقبل فكرة ما أو عمل سياسي ما أو خيانة ما… تقف وراءها، فتظهر النتائج ولا تظهر الخلفية، فيأكل الناس الطعم بعدما يخدعون بصنارة الاستطلاع. وعلى سبيل المثال:

نشر معهد أو بنيون ريسرتش (أو أر بي) ومقره لندن دراسة ميدانية في 30/1 أعلن عنها أن أكثر من مليون عراقي قتلوا في أعمال العنف في العراق منذ غزوه سنة 2003م فرد عليه استطلاع أجرته مؤسسة أميركية بأن القتلى هم مئة ألف.

وأجرى مركز فلسطيني استطلاعاً نفذ بين 13 و15/3 وشمل 1270 شخصاً في الضفة وغزة أنه في حال جرت انتخابات تشريعية فلسطينية جديدة فإن حركة حماس ستحصل على 35% مقابل 42% لفتح، بينما أجرى مركز آخر استطلاعاً نظمه ما بين 28 و29/1 شمل 1360 شخصاً في الضفة والقطاع حول الموضوع نفسه فكانت النتيجة بفارق ملحوظ وهو 18% لحماس و47% لفتح مع أن الفارق من حيث الزمن هو شهر ونصف فقط.

إن الاستطلاعات هي من أساليب تسويق السياسات. والمسلمون ليسوا هم من يقررون المواقف السياسية، وإنما الحكم الشرعي الملزم لهم. (فعندما يقرر 54.8 معارضته إطلاق حماس للصواريخ على اليهود مقابل 38.7 يؤيدونه) فهذا يعني تسويق مثل هذه الأفكار وتهيئة الرأي العام لتقبل وقف الصواريخ.

إن كل من لم يبنِ رأيه على الشرع من كلا الفريقين هو آثم، فليحذر المسلمون من هذه الاستطلاعات المشبوهة، وليحزموا أمرهم بأن يكونوا مع شرعهم يدورون معه حيث دار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *