مظاهر الإساءة إلى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)
2008/03/26م
المقالات
2,460 زيارة
مظاهر الإساءة إلى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)
إن الناظر إلى أحداث الإساءة إلى الإسلام، ومنها الإساءة إلى الرسول الكريم، عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والتسليم، يرى أنها أحداث ليست معزولة عن بعضها، بل هي متصلة ضمن خطة مرسومة وهدف محدد، ويتنادى لها شذاذ الآفاق في بلاد الغرب، وتلقى سكوتاً وتواطؤاً من حكام المسلمين، وتبعية عمياء تودي إلى النار بأصحابها من العلماء الرسميين والجمعيات والمنتديات التي تدعي نصرة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، والتي صنعها هؤلاء الحكام لتمتص أي نقمة شعبية، ولتنفس أي غضب عارم يمكن أن يجتاح الأمة الإسلامية جراء الهجمة عليه… يرى أنها أوركسترا لها مايسترو واحد، وسلسلة متصلة الحلقات تتعلق بمفاهيم صراع الحضارات الذي اشتعل أواره مع صعود اليمين الأميركي المتصهين الذي يسير على طريقة كلما هدأت عاصفة تجددت أو هبت أخرى. أما مظاهر الإساءة إلى الرسول الأكرم فهي تتجلى بالتالي:
في شهر تشرين أول 2004م التقى عراب أيديولوجية المحافظين الجدد المسيحي المتصهين دانييل بايبس في مقاطعة فيلادلفيا في الولايات المتحدة مع المحرر الثقافي لصحيفة يولاندز بوسطن الدانماركية «فلامينغوروس» التي نشرت صحيفته الرسوم المسيئة للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) واتفقا على تأجيج الصراع الحضاري بين الإسلام والمسيحية.
في شهر أيلول 2005م بوليتيكان الدانماركية نشرت مقالة بعنوان «الرهبة الشديدة من انتقاد الإسلام» تحدثت فيها عن الصعوبة التي لاقاها كاري بلونكن الصحفي الدانماركي في إقناع الرسامين برسم صور للرسول محمد لإضافتها إلى كتابه الذي يروي فيه سيرة الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) للأطفال باسم: «القرآن وحياة الرسول محمد». ولما وصل الخبر إلى صحيفة يولاندز بوسطن الدانماركية، قامت بإجراء مسابقة بين أربعين رساماً كاريكاتورياً لرسم صور تنهي معاناة بلونكن، ولدحض الادعاء القائل بأنه لا يوجد فنان مستعد لرسم الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأثناء المسابقة انسحب عدد من الرسامين خوفاً من أن يحدث لهم ما حدث للمخرج الهولندي ثيو فان غوغ الذي قتل في 2/11/2004م، أو خوفاً من أن يتعرضوا للضرب كما حدث لأحد المحاضرين في معهد (Carsten Niebahr Institute) في كوبنهاغن في تشرين أول سنة 2004م من قبل خمسة طلاب. وأثار انسحاب هؤلاء نوعاً من روح التحدي عند رئيس التحرير الذي اعتبر ذلك منافياً لحق وحرية التعبير حسب وصفه، فاختارت الصحيفة 12 رسماً من الرسوم المرسلة فيها استهزاء وسخرية من الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وإحداها تظهر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو يلبس عمامة على شكل قنبلة بفتيل، وقامت بنشر مقالة في العدد الصادر في 30/9/2005م بعنوان «وجه محمد» ونشرت معه هذه الرسوم المسيئة.
ثم لم يقتصر الأمر على نشر هذه الصحيفة للرسوم، فإنه عقب الضجة التي قامت بين المسلمين قام عدد من وسائل الإعلام والصحف في مختلف دول أوروبا وأميركا وأستراليا بنشر هذه الرسوم في تحدٍ واضح للمسلمين تحت شعار «حرية التعبير» حتى إن مجلة (ماغازنيت) الدانماركية نشرت هذه الرسوم في أول أيام عيد الأضحى في 10/12/1426هـ. وصرح رئيس التحرير فيبيورن سيليك: «لقد ضقت ذرعاً، شأني شأن يولاندز بوسطن من تآكل حرية التعبير الذي يحدث خفية» وقال: «نعرف أن حرية التعبير في منطقتنا مهددة من دين ليس غريباً عليه اللجوء إلى العنف». وكذلك نشرت الصحيفة الألمانية (Die welt) هذه الرسوم، والصحيفة الفرنسية (Charlie hebdo) الأسبوعية قامت بنشر الصور الكاريكاتورية وأضافت صورة من عندها مع تعليق يقول: «من الصعب أن يحبك الأغبياء» ثم وهناك الكثير الكثير من الصحف التي نشرت هذه الرسوم. ومن ثم تم منح صحيفة يولاندز بوسطن جائزة فيكتور التي تمنح سنوياً من قبل صحيفة (Ekstra bladet) الدانماركية للصحف التي تدافع عن حرية الرأي. وصرح روبرت مينارد رئيس جمعية «مراسلون بلا حدود» بأن جريدة يولاندز علمت العالم درساً في حرية التعبير عن الرأي. ثم وبعد حوالى السنتين تجددت حملة الإساءة على الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في الدانمارك، إذ نشرت 17 صحيفة دانماركية في منتصف شهر شباط سنة 2008م رسماً كاريكاتورياً للنبي تحت شعار “حرية التعبير”. وادعت هذه الصحف أن موقفها هذا يأتي تضامناً مع صاحب الرسم الذي استهدفه اعتداء تم إحباطه وفق الشرطة الدانماركية.
2008-03-26