العدد 252 -

العدد 252- السنة الثانية والعشرون، محرم 1429هـ، الموافق كانون الثاني 2008م

لماذا تفضل أميركا العسكر؟

لماذا تفضل أميركا العسكر؟

 

يبدو أن أميركا تفضل اختيار العسكر حكاماً لدول ما يسمى بالعالم الثالث، وهي مارست هذا الخيار منذ أول انقلاب ناجح لها في القسم العربي من العالم الإسلامي وحتى هذه الأيام، وقد صنعت عدة انقلابات عسكرية في طول المنطقة وعرضها، فأوصلت رجالها إلى السلطة، وفازت بولاء بعض الجيوش مع ولاء قادتها، ثم بدأت بتحضير بعضهم لتولي سدة الحكم، ومن مكملات ديمقراطيتها الشوهاء أن يخلع العسكري القادم إلى السلطة بزّته العسكرية، ويرتدي البزة المدنية حفاظاً على المظهر الزائف للديمقراطية الكاذبة. والسؤال الذي يجول في الذهن هو: لماذا تفضّل أميركا العسكر في الدول المتخلفة رغم تناقض ذلك مع ما تتشدق به من ديمقراطية؟

الجواب على هذا التساؤل  يكمن في أحد أو بعض أو كل العناصر التالية:

1- لأن العسكر يدربون على الولاء الواحد، والانضباط في قوالب الأوامر والنواهي، واحترام التراتبية في السلطة والمسؤولية.

2- لأنهم أبعد عن تقلبات الطبقة السياسية المدنية، وحيلها وألاعيبها، وتحولاتها المتكررة، وولاءاتها المتعددة لدول متعددة.

3- لأن العسكر يشكلون صمام أمان ضد انقلابات الأطراف المعادية للخط الأميركي، أو لأصحاب الولاءات المناقضة للخط الأميركي.

4- لأنهم أقدر على ضبط البلاد، وإخافة العباد، وقمع المعارضين، وتخويف الطامعين في التغيير.

5- لأنهم سبق لهم إجراء دورات عسكرية متعددة في أميركا، وباقي البلدان الغربية، وسبق لهم أن خضعوا لعمليات غسل دماغ في دوراتهم تلك، وذلك يشكل لهم حصانة من الوقوع في الأخطاء المميتة، فقد اختبرهم أساتذتهم ووثقوا في أدائهم.

6- لأن العمود الفقري للسلاح في معظم بلدان التخلف الاقتصادي هو سلاح أميركي، وقطع الغيار أميركية، والذخيرة أميركية، والتدريب أميركي، والمعاهدات الثنائية أميركية، والقواعد العسكرية أميركية، وبعض هذا السلاح يدفع ثمنه من قبل الدول النفطية، أما الدول الفقيرة فقد تحصل على بعض السلاح المتقادم مجاناً.

فهل بعد كل ما سبق يعجب الإنسان ويستغرب التبعية والعمالة التي تحصل؟

لعل القارئ الكريم يعرف عدد العسكر الذين يتحكمون في رقاب المسلمين ابتداءً ببرويز مشرف، وانتهاءً بأي بلد يختاره القارئ، لعل في ذلك عبرة لمن يعتبر، ولعل هذه الشعوب المنكوبة بزعمائها تستفيق فتطهر نفسها من دنسهم!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *