العدد 251 -

العدد 251- السنة الثانية والعشرون، ذو الحجة 1428هـ، الموافق كانون الاول 2007م

من كامب ديفيد إلى أوسلو إلى أنابوليس تاريخ أسود

من كامب ديفيد إلى أوسلو إلى أنابوليس تاريخ أسود

 

– من يتذكر المعترضين على اتفاقية كامب ديفد الخيانية يدرك أن الذين اعترضوا عليها ووصفوا من وافق عليها بالخيانة هم من ضمن الوفود التي هرولت إلى أنا بوليس الأكثر خيانة، وقدموا الولاء والطاعة للراعي الأكبربوش. وتعامل البعض مع الحضور بوصفه ضمانة بقائهم في سدّة الحكم، ومن باب إثبات النوايا الحسنة للراعي الأكبر الذي إذا أُخذ رضاه فإن مكوثه في الحكم ستطول مدته.

– هناك دول حضرت بازار أنا بوليس ورفضت مصافحة أعضاء الوفد اليهودي، وهم يمثلون دور الحريص على الحقوق من خلال عدم المصافحة العلنية، أما المصافحة السرية فلا يدري بها إلا الله سبحانه. مساكين هؤلاء وأولئك من الممثلين لدولهم المسكينة.

– هناك تنظيمات في فلسطين تحتكر التحدث باسم فلسطين لسبب واحد هو: التذرع بأنها قدمت شهداء لأجل القضية، وهي ترفع هذه الورقة في وجه كل من يناقشها في تفريطها بالأرض المقدسة، وكأنها تقول للناس : أنا أحتكر حق النطق باسم فلسطين لأنني قدمت شهداء، أو أنا أريد ثمناً لأولئك الشهداء عدّاً ونقداً وفوراً، لكن هؤلاء يتناسون أن الشهداء لم يسقطوا فداءً لكامب ديفيد وأخواتها وصولاً إلى أنا بوليس، لقد سقطوا لأجل تحرير حيفا ويافا واللد والرملة وبئر السبع والقدس الكبرى، أي فلسطين من البحر إلى النهر، هذا الشعار الذي أكلوه على موائد المفاوضات العقيمة المذلة.

– لم يحصل في تاريخ دولة الخلافة أن لجأ المسلمون إلى التفاوض لاستعادة حق من الحقوق، أو استعادة أرض مسلوبة، وتاريخ استعادة القدس زمن صلاح الدين معروفة فهي لم تحصل بالتفاوض المسرحي. ولم يسجل التاريخ الإسلامي المشرّف أسماء اتفاقيات مذلّة مثل كامب ديفيد وأوسلو ، ووادي عربة، وجنيف، وخارطة الطريق، واتفاقية الخليل، وشرم الشيخ، وواي ريفر، وواي بلانتيشن، وأنا بوليس. لقد تحدث التاريخ الإسلامي عن معارك بدر، وأحد، والخندق، وخيبر، ومؤتة، واليرموك، والقادسية، وحطين، وبلاط الشهداء، وفتح القسطنطينية، وكل التاريخ المشرّف.

– هذا التاريخ المشرّف لا يستعاد بهؤلاء المهرولين والمطبعين طمعاً في منصب أو جاه، أو مال، ولا يستعاد بالاتفاقيات المفرّطة بالحقوق، بل يستعاد بالأبطال الذين يقاتلون في سبيل الله صفاً كالبنيان المرصوص، في جيش مقبل غير مدبر، يمتلك كل أسباب القوة العصرية، وتوجّهه قيادة مخلصة لله، ثم لرسوله، ثم لدينه، وللمؤمنين. أما المراهنات على المتخاذلين المفرطين فهو وهم وسراب أثبتت الأيام فشله، ولا داعي لتجربة المجرّب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *