العدد 251 -

العدد 251- السنة الثانية والعشرون، ذو الحجة 1428هـ، الموافق كانون الاول 2007م

مستودع الزعماء المطرودين

مستودع الزعماء المطرودين

 

تشكل الدول الغربية مستودعاً لبعض الزعماء المطرودين ، أو المنفيين، أو المعارضين للأنظمة القائمة، وفي بعض الأحيان تستضيف بعض الدول العربية بعض المطرودين من بلادهم، وذلك ضمن لعبة التحالفات السياسية والصراع السياسي الدولي الذي تدور رحاه على أراضي المسلمين، ويوضع هؤلاء في مستودع الأمانات بانتظار تبدل الأوضاع السياسية في بلدهم، فيعودون على جناح طائرة غربية أو عربية لا فرق، ومنهم من يعود مع جيوش المحتلين المتعددي الجنسية حين يأتي دورهم في اعتلاء سدة الحكم.

مناسبة هذا الكلام ما حصل مع بنازير بوتو، ونواز شريف اللذين كانا في مستودع الأمانات السياسي للمنتظرين لدور يفصّل لهم حين يحين دورهم. لقد تم الاستدعاء من قبل برويز وبموافقة أسياده في صفقة سياسية مكشوفة، وابتدأت مسرحية المعارضة والموالاة، وخداع الناس. لقد حصل ذلك من قبل مع بعض القيادات(الكرازايات) في أفغانستان، ثم تكرر في العراق مع الجلبي، وإياد علاوي وباقي عملاء أميركا الظاهرين والمستترين، وحصل في لبنان، ولا يدري أحد هل يأتي دور رفعت الأسد، أو خدام.

ومن المنتظرين في مستودع السياسيين أبناء وأحفاد بعض الزعماء والملوك في انتظار فرصة تؤمنها له دولة كبرى ليطير على جناح العمالة إلى بلد الآباء والأجداد؛ لكي يستعيد إرث الآباء الذي تركه رئيس مخلوع، أو راحل.

تتبع الدول المستعمرة مبدأ الحيطة والحذر السياسي، وذلك لأن عملاءها المؤهلين للزعامة والقيادة عددهم قليل، وحينما تخسر أحدهم بالنفي والإبعاد فإنها تحتضنه في بلادها بوصفه كنـزاً ثميناً، ثم تؤمن له الحماية اللازمة، وتبدأ بالتخطيط لإعادته للسلطة عبر انقلاب، أو من خلال ائتلاف سياسي مع الانقلابي الموجود في السلطة.

إن من أكثر الدول احتضاناً للسلالات الملكية المنقرضة، والرئاسية المنفية، كل من بريطانيا وفرنسا، ثم تأتي باقي الدول بنسب أقل، وسبب ذلك أن هذه الدول كانت تملك أكبر عدد من المستعمرات في بلاد المسلمين، وفي ما يسمى بلدان العالم الثالث، فجاء المدّ الأميركي ليطرد بقايا النفوذ البريطاني والفرنسي في بعض الدول الأفريقية والآسيوية فامتلأت المستودعات بالمطرودين، فمنهم من قضى نحبه في المنافي، ومنهم من ينتظر،وتتكرر المأساة في أكثر من بلد، وتتكرر شعارات عاش الملك مات الملك، إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *