العدد 251 -

العدد 251- السنة الثانية والعشرون، ذو الحجة 1428هـ، الموافق كانون الاول 2007م

رياض الجنة: إنفاق الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) والخلفاء الراشدين (رضي الله عنهم)

رياض الجنة:

إنفاق الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) والخلفاء الراشدين (رضي الله عنهم)

 

– أخرج الترمذي عن عمر (رضي الله عنه) أن رجلاً جاء إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فسأله أن يعطيه، فقال: «ما عندي ما أعطيك، ولكن ابتع لك شيئاً، فإذا جاءني شيء قضيته» فقال عمر (رضي الله عنه): يا رسول الله، قد أعطيته فما كلفك الله ما لا تقدر عليه، فكره النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قول عمر، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله، أنفق ولا تخشَ من ذي العرش إقلالاً. فتبسم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وعرف التبسم في وجهه لقول الأنصاري، وقال: «بهذا أمرت».

– أخرج أبو داود والترمذي وقال حسن صحيح، وغيرهم عن عمر (رضي الله عنه) قال: أمرنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوماً أن نتصدق، ووافق ذلك مالاً عندي، فقلت: اليوم أسبق أبا بكر (رضي الله عنه) إن سبقته يوماً، فجئت بنصف مالي، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «ما أبقيتَ لأهلك؟» قلت: أبقيت لهم. قال: «ما أبقيت لهم؟» قلت: مثله. وأتى أبو بكر بكل ما عنده، فقال: «يا أبا بكر، ما أبقيت إلى أهلك؟» قال: أبقيت لهم الله ورسوله. قلت: لا أسبقه إلى شيء أبداً.

– أخرج البيهقي في شعب الإيمان عن الحسن قال: قال رجل لعثمان (رضي الله عنه) ذهبتم يا أصحاب الأموال بالخير!! تتصدقون وتعتقون وتحجون وتنفقون. قال عثمان: وإنكم لتغبطوننا؟ قال: إن لنغبطكم. قال: فوالله لدرهم ينفقه أحد من جَهْ خير من عشرة آلاف غيض من فيض (قليل من كثير).

– أخرج العسكري عن عبيد الله بن محمد بن عائشة قال: وقف سائل على أمير المؤمنين علي، فقال للحسن أو للحسين: اذهب إلى أمك فقل لها: تركت عندك ستة دراهم، فهاتِ منها درهماً. فذهب ثم رجع فقال: قالت: إنما تركت ستة دراهم للدقيق. فقال علي: لا يصدق إيمان عبد حتى يكون بما في يد الله أوثق منه بما في يده. قل لها ابعثي بالستة دراهم، فبعثت بها إليه، فدفعها إلى السائل. قال: فما حل حبوته حتى مر به رجل معه جمل يبيعه. فقال علي: بكم الجمل؟ قال: بمائة وأربعين درهماً. فقال علي: اعقله على أن أؤخرك ثمنه شيئاً، فعقله الرجل ومضى، ثم أقبل رجل فقال: لمن هذا البعير؟ فقال علي: لي. فقال: أتبيعه؟ قال: نعم. قال: بكم؟ قال: بمائتي درهم. قال: قد ابتعته، قال: فأخذ البعير وأعطاه المائتين. فأعطى الرجل الذي أراد أن يؤخره مائة وأربعين درهماً، وجاء بستين درهماً إلى فاطمة (رضي الله عنها) فقالت: ما هذا؟ قال: هذا ما وعدنا الله على لسان نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم): (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها) [الأنعام 160].

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *