العدد 242 -

العدد 242، السنة الواحدة والعشرون، ربيع الأول 1428هـ، الموافق نيسان 2007م

التنازل المتدرّج

التنازل المتدرّج

 

لقد ابتُليت الأمة الإسلامية بمرض التنازل المتدرج عن الكثير من حقوقها المصيرية ابتداءً من سقوط الخلافة وانتهاءً بسقوط فلسطين في قبضة يهود الغاصبين. فحينما سقطت الخلافة تهاون بعض أبناء الأمة في السعي الجاد لإعادتها، فكان أولَ تنازل، ثم توالت التنازلات بقبول هؤلاء لهويات «وطنية» و«قومية» مزّقت الأمة إلى دويلات هزيلة، ثم وقف البعض ضد العمل لإعادتها، ثم محيت من الأذهان.

أما عن فلسطين التي تآمر عليها الإنجليز ودول غربية وقيادات «عربية» مرتبطة بالإنجليز في ذلك الوقت، تظاهر الناس وقاموا بالسلاح، فتآمر على هزيمتهم عملاء «بريطانيا العظمى» حينها. رفض الناس قرار الأمم المتحدة بالتقسيم، ثم طالبوا بطرد يهود من فلسطين التي احتلت عام 1948م، ولكن مرّت السنون واحتلت الضفة الغربية وغزة عام 1967م فكانت لا تزال بعض الأصوات تنادي باسترجاع «كامل التراب الفلسطيني» كما قالوا يومها، أو من «النهر إلى البحر» ثم بدأ التنازل عن هذا المطلب شيئاً فشيئاً حتى بدأ «المقاومون» أو «الثوار» بالمطالبة باسترجاع غزة والضفة فقط، وتنازلوا عن شعار طرد يهود، أو إزالة كيانهم السياسي. وفي عام 1988م غيّروا ميثاقهم. وفي أوسلو اعترفوا ببقاء كيان يهود في فلسطين، وسبق ذلك اعتراف مصر «بدولة» يهود عام 1979م في كامب ديفيد، وانتقلت العدوى إلى الكثير من الفصائل الفلسطينية، ولم يعد أحد يسمع بإزالة هذا الكيان من جذوره، حتى عند بعض الجهات الإسلامية، ثم انتقل الضغط العالمي والرسمي «العربي» والرسمي «الإسلامي» لكي تعترف كل الجهات بالكيان الغاصب حتى يُرفع الحصار عن أهل فلسطين المنكوبين عدة نكبات، فكان أن تفتّقت عبقرية الوسطاء «العرب» عن كلمة «احترام الاتفاقيات» السابقة مع كيان يهود، بدل كلمة «الاعتراف بالاتفاقيات» السابقة، وهكذا وصلنا إلى أخطر تنازل هو التنازل «الإسلامي» الذي يريدون به أن يوقفوا الجهاد ضد يهود… بل أن يعترفوا بهم… بل أن يقيموا علاقات بل تحالفات معهم!..

إن (إسرائيل) ستزول، وفلسطين ستعود، وكلمة الله، بإذن الله، ستسود.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *