العدد 242 -

العدد 242، السنة الواحدة والعشرون، ربيع الأول 1428هـ، الموافق نيسان 2007م

رسالة إلى سيد الأنصار

رسالة إلى سيد الأنصار

 

أبو مؤمن الشامي


عادت ليالي العرسِ بالأفراح
يا سيّدَ الأنصارِ هاكَ رسالةً
صفحاتُها تمتدُّ عَبْرَ بلادِنا
كمْ حورِبَ الإسلامُ عُذِّبَ أهلُهُ
وكشعْبِ طالبَ تحت ذُلِّ حصارهِمْ
عمّارُ أو خبّابُ لاقى فتنةً
وسُميةٌ أُولَى الذينَ استشهَدُوا
واليومَ قد خانَ الرجالُ سلاحَهمْ
أنا أُختُكُمْ يا مسلمونَ وعِرضُكُمْ
أنا أُختُكم بُسنيةٌ ومُصيبتي
أَنَّ العفافُ بصدرنا وقد اشتكى
وأنا أُخيّةُ في العراقِ سبيَّةٌ
وأنا السَّليبةُ من بقيَّةِ قُدْسِكُمْ
فَرِمَالُ غزَّةَ خُضِّبتْ بدمائنا
وَدَمَارُ لبنانَ الذي ما هزَّكُمْ
نصرٌ كذي قارَ الّتي قد بَشَّرتْ
لكنّ حكامَ الضِّرارِ استبدلوا
أتُحكِّمون الذئبَ رَغْمَ عدائِهِ؟
أنا شامُكمْ والشطْرُ ألفى دامياً
كيف الشهامةُ تستغيثُ بأهلِها؟
وَصَدَقْتَ شوقي قد ذُكِرْتَ برحمةٍ
ورأيتَ كلَّ الهولِ من أيامِها
واليوم نرقُب عودةً لخلافةٍ
يا سيّد الأنصار يكفي غُرْبَةً
ها قد شهدتَ بكل أرضٍ فتنةً
ها قد سمعتَ بكلّ أرضٍ داعياً
ها قد بكت جُمَعُ الصلاة إمامَها
يا سيدَ الأنصار هل من بيعةٍ
يا سيّد الأنصار هل من نصرةٍ
فاتتْ بني شَيْبَانَ فرصةُ سَبْقِهِمْ
حفظوا لكسرى عهدَهم وجوارَهم
ما من تلافٍ لابنِ عامرِ يومَها
أما ثقيفُ فإنَّ قبحَ لقائهم
آذَوا رسولَ الله أدمَوا جسمَهُ
والصبرُ جاءَ بيسره من بعدها
يا أيها الضباط يكفي غفلةً
فلتكسروا بابَ المذلة والخَنَا
ها أنتُمُ تُمضون عمرَكُمُ سُدًى
وتُنافقون لكلّ أرعنَ مارقٍ
مَن منكمُ عندَ النَّصيحة يرعوي
تمضي الحياةُ وما بها من عِزَّةٍ
من سيدُ الأنصار يغدو للعُلا
من ذا يفوزُ بجنةٍ قد زُيِّنت
يا سيدَ الأنصار يا صِنوَ الأُولى
وأُسَيْدَ والعباسِ وأبي طلحةٍ
يا أيّها الأنصار إنّ تريُّثاً
يا سيدَ الأنصار مثلُك سابقٌ
ها قد رأيتم فعلَهم في أمكم
ها قد رأيتم إخوةً لكمُ غَلَتْ
وتَغَيَّظت غضباً حُشاشةُ قلبِهم
إن كان في بعث العزائم فيكُمُ
يا ثلةً تُحيي الخلافةَ في الورى
صبَرتْ على ظلمٍ وسحلِ شوارعٍ
ملأت سجونَ الظالمين جموعُهم
مهما أقولُ فلن أُوفِّي حقَّكُمْ
يا سابقون لظلّ عرشٍ حسبُكمْ
ما خابَ عبدٌ حسبُه من ربّه
إنـــا نراهـــــــــا فـــــــرحــــــةً
قــد أقبــــــــلت

 

قد لاحَ فجرٌ مُبْلَجُ الإصباحِ
كُتبت بأحرفَ من دم ضَحْضَاحِ
هلاّ قرأتَ رسالتي وجراحي
وكآلِ ياسرَ كَمْ ترى في السَّاحِ
يا لَلحِصارِ وجرحِهِ القَرَّاحِ
واليومَ بالآلافِ كابْنِ رَبَاحِ
ورجالُها قَطَعُوا يَدَ السَّفَّاحِ
سبعونَ ألفاً أُثْقِلَتْ بِسِفَاحِ
هلْ في الرجالِ حرارةُ الأَرواحِ؟!
عَظُمَتْ ولكنْ من يجيبُ صياحي؟!
طهرُ الحرائرِ خذلَةَ الأَقْحاحِ
مَنْ لي بمعتصِمِِ الوَغَى ورِمَاحِ؟
عمرٌ أُرجِّي أو جيوشَ صَلاَحِ
وَبَكَتْ أباها طِفْلَةُ النُّزَّاحِ
صُوَرُ البلاقِعِ أبلَغُ الإفصاحِ
بالقادسيّة فالمجوسُ أضاحي
بالنّصر مُرَّ هزيمةٍ وقُراح
هل عقلُكم أضحى صريعَ الرّاحِ؟
ولم يوحِها خبرَ المكارمِ واحي
هل في القعودِ لها هوى المُرتاحِ؟
لما رَثَيْتَ خلافةً بنواحِ
ببصيرةٍ من لحظِك اللّمّاحِ
وبنورِ ربي يهتدي مِصباحي
يا سعدُ فابسُط صفقةً لصِفاحي
فيها يُباعُ الدِّينُ بَيْعَ سَمَاح
يدعو إلى الكذَّاب أو لِسِجَاحِ
ورأيتَ عِرْبيدَ القضاء وقاحِ
تأتي بخيرٍ للورى وصلاحِ
وتفوزُ بالفردوسِ دارِ فَلاَحِ
ضَنُّوا بنُصْرتِهمْ بكلِّ نَواح
خالوا التَّفرعُنَ غيرَ ذاتِ بَرَاحِ
لا مطلبٌ لذُنابِها يا صاح
لم تمحُهُ عبرَ القرونِ مَواحي
ويذودُ زيدُ بحبه الوَضَّاحِ
في بيعةٍ للثلة الصُّلاّح
فالقفلُ يستعصي على مفتاحي
ولتَحْطِموا بوَّابة الألواح
تأتونَ لهواً كلَّ غيرِ مُباحِ
تأبى العبيدُ فِعَالَهم وتلاحي
إنَّ الجوادَ يثوب بعد جِماح
عِزُّ الرجال بغدوةٍ ورواح
من ذا يبيعُ بصفقةِ الأرباح
بقصورها وبعذقِها الرّدّاح
سعدٍ وأسعدَ أو أبي الدّحداح
تلقَ الوفا في الجِدِّ خيرَ سلاح
يذرُ الكفورَ لحقده المِلْحاح
للخيرِ لا يمحو الكرامة ماح
قُتِلَت بغير جَريرةٍ وجُناح
بعروقهم دفقُ الدّم النضّاح
والشوقُ فاضَ بمدمعٍ سحّاح
بذلُ النفوسِ، نَجودُ بالأرواح
نذرتْ حياةً للهدى بكفاح
مَلَّتْ عذاباً شفرةُ الجرّاح
لَبِستْ بهمْ طشقندُ خيرَ وِشاح
وأفيضُ بالمأثور من أمداحي
أن تشتكوا للواحد الفتَّاح
وعدُ الكتابِ وبِشرُهُ بِصِحاح
بالنّصــــــر بالتمكـــــــين
بالإصـــــــباح .

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *