سياسة الإلهاء المدروس للأمة!
2007/04/23م
المقالات
2,052 زيارة
سياسة الإلهاء المدروس للأمة!
l تمارس الدول الكبرى وعلى رأسها أميركا سياسة الإلهاء المبرمج للأمة عسكرياً وسياسياً. فعلى الصعيد العسكري تقوم بإشغالهم بأنفسهم عن طريق الحروب الداخلية والفتن، وتمارس معهم لعبة المعارضة والموالاة، ولعبة الإصلاحيين والمحافظين، وقد يتحول الصراع الداخلي إلى استقالات، وتغيير وزارات متواصل، وإضرابات واحتجاجات وتفجيرات واهتزازات أمنية، وهذا ما يحصل الآن في الكثير من البلدان الإسلامية.
l أما عن التحريك السياسي الذي يتفشّى في مختلف البلدان بقصد التخدير والإلهاء، فهو يبدأ من الفتاوى السياسية المفصّلة تفصيلاً لإثارة الرأي العام وإلهائه، أو بطرح بعض الكتب العلمانية التي تسيء للإسلام والمسلمين، أو بنشر فضيحة فساد ينشغل بها الرأي العام لمدة أسبوع أو شهر أو أكثر، أو من خلال محاكمات مسرحية لمتهمين في قضية جنائية أو جرمية، أو بتحريك زوار الليل للقيام بحملة مداهمات واعتقالات من خلال ملاحقات مصطعنة!
l وقد يعلو الصراخ في الصحف، ويتراشق بعض كتاب السلطة التهم مع من يسمّون بالمعارضة، وقد يتراشقون بالكلام البذيء عبر الفضائيات، أو في الندوات والمؤتمرات التي تتكاثر هذه الأيام كما يتكاثر الفطر، هذا عدا عن الحفلات الرياضية من كافة الأشكال والأعمار والمباريات الشعرية، وسباقات الخيول، وسباقات الهِجِن، ومهرجانات الشعر، والاحتفالات بما يسمى «الأعياد» الموسمية والرسمية المرتبطة بالنظام الحاكم ومناسباته العديدة التي ترتبط بانتصاراته المجيدة على طواحين الهواء!
l كل شيء مبرمج ومدروس لإبقاء الحال على ما هو عليه، أو لإرجاعه إلى الخلف لكي يبقى التخلف والانحطاط عنواناً لهذه الأمة المنكوبة بحكامها أولاً، وبأميركا ثانياً، وبالغرب الطامع ثالثاً، وبيهود المحتلين رابعاً، وليس هذا من قبيل الترتيب وإنما للتعداد فقط.
l ولكن على الرغم من كيدهم المتواصل إلا أن جهودهم تنجح حيناً وتفشل في كثير من الأحيان، وهزيمتهم الحضارية حصلت، ولم يبقَ سوى إعلان إفلاسهم السياسي والعسكري. ومهما حاولوا التظاهر بمظهر الغالب والمتغلّب، ولا شك أنهم يكابرون، لكنهم فُضحوا بفضل الله تعالى.
2007-04-23