العدد 241 -

العدد 241- السنة الواحدة والعشرون، صفر 1428هـ، الموافق آذار 2007م

يا غالب يا مغلوب!

يا غالب يا مغلوب!

 

l في لبنان أزمة سببها الصراع الدولي الذي ينتشر في طول المنطقة وعرضها في العراق وفلسطين ولبنان وفي أماكن أخرى تبدو هادئة حالياً. ولبنان له سوابق في التسويات (لا الحلول) التي تنتهي بصيغة «لا غالب ولا مغلوب» والتي تُبقي النار تحت الرماد، وتُبقي أبواب الصراع مفتوحة أمام كل الجهات اللاعبة في هذا البلد.

l إن التسويات التي كانت تنتهي بالحل الوسط «لاغالب ولا مغلوب»، كانت بمثابة هدنة مؤقتة تتم عن طريق مقايضات بين الأطراف الدولية اللاعبة، فيلتزم بها فوراً جميع اللاعبين المحليين الصغار من دول محلية ومجموعات سياسية تابعة لتلك الدول المحلية.

l ويبدو أن طرفي الصراع في لبنان يسعيان لكي يصلا إلى نتيجة أخرى غير لا غالب ولا مغلوب، وهي «يا غالب يا مغلوب» وهذا سببه حدّة الصراع بين الدول المتصارعة وقوة الدعم السياسي وغير السياسي الذي يتلقاه كلا الطرفين وصولاً إلى المال والسلاح، وسوف يحاول كل فريق الوصول إلى الاستئثار، أو التفرد إذا سمحت له نتائج الصراع، وإذا عجزت عن ذلك، فإنه يقبل بالحل الوسط مؤقتاً بانتظار جولات أخرى في المستقبل.

l إن أطراف الصراع يستعملون التجييش المذهبي والفتنة المذهبية للوصول إلى أهدافهم، وهذه ليست تهمة، وإنما هو واقع الحال المؤسف والمزري الذي لا يتورع أي طرف عن استعماله ولو أدى إلى فتنة لا تُبقي ولا تذر، ولا يخفف من جريمتهم الادعاءات القائلة زوراً: لا نريد الفتنة، والفتنة خط أحمر، فقد سمعنا هذا الشعار في غزة ورأينا عكسه حيث كان الفريقان يرددان دائماً: «الدم الفلسطيني خط أحمر» وبعد كل اتفاق يسقط دم جديد، ويسقط الشعار مرة أخرى في وحول الصراع الخارجي لمصلحة أطراف خارجية يعرفها القاصي والداني.

l إن من يحمل السلاح لا يتراجع بسهولة، ومن ذاق حلاوة تخويف الناس والاستعلاء عليهم يُصاب بالغرور والتكبر، فيُفتي لنفسه بالحق في خوض الحروب الداخلية تحت ذريعة زائفة هي وهم الدفاع عن النفس وقتل المسلمين، وينسى أن القاتل والمقتول في النار، وينسى أن دم المسلم حرام وماله وعرضه حرام، فإلى متى يبقى جنون السلاح تجاه الداخل هو السائد؟!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *