العدد 246-247 -

العددان 246-247، السنة الواحدة والعشرون، رجب وشعبان 1428هـ، الموافق آب وأيلول 2007م

قضايا مصيرية أصبحت أوراقا للتفاوض!

قضايا مصيرية أصبحت أوراقا للتفاوض!

 

  • أصبحت فلسطين ورقة تفاوض، وكل ما تفرع منها ورقة تفاوض أيضا ، مثل: الجدار، ومعبر رفح، و ” العالقين” على المعبر، والأسرى ، والمستوطنات، والحفريات تحت المسجد الأقصى، وحق العودة، والمال المحجوز لدى ( الإسرائيليين) ، وانفصال غزة عن الضفة، وتشكيل حكومات متعاقبة، وإجراء انتخابات مبكرة للرئاسة وللمجلس، وهكذا انشغلوا بالجزء فنسوا الكل، وأصبح التلهي بالتفاصيل ديدنهم، ولم يعد الحديث عن استرجاع كامل فلسطين حديثا مقبولا، بل يعتبره البعض ضربا من الجنون!

  • افرحوا فتح المعبر، افروا أفرجنا عن الصحفي المخطوف، افرحوا استلمنا مئة مليون دولار من الأموال المجمدة لدى (الإسرائيليين) ، افرحوا سلمنا نصف راتب لكل موظف، افرحوا اجتمعنا في شرم الشيخ وصدر بيان ختامي فأضيف حبر إلى حبر قديم، افرحوا وصوتوا للبتراء بوصفها عجيبة العجائب، افرحوا لقد رممنا مومياء توت عنخ آمون، ثم اكتشفنا مومياء الملكة حتشبسوت، افرحوا صدرنا كذا مليون برميل نفط، افرحوا عمرنا أطول برج في العالم، افرحوا طورنا السياحة فارتفع عدد السياح الذين يتفرجون على تخلفنا، افرحوا فريقنا لكرة القدم غلب كل لاعبي كرة القدم وافتخروا كثيرا كثيرا وهللوا للأبطال! لكن أين فلسطين ؟ أين العراق ؟ أين أفغانستان؟ أين دارفور؟ أين الصومال؟ أين تطبيق شرع الله؟ أين المعتصم؟ سيجيبون: هذا كلام خطير ومتطرف.

  • أين الثوابت ؟ أين المباديء ؟ أين الرجال الرجال ؟ هل أصبحت كل قضايا الأمة مسائل فيها نظر؟ هل أصبح كرسي الزعامة أهم من دماء الأبرياء؟ هل صدقتم أن جزءا من فلسطين تحرر من الاحتلال؟ إذا كان ما أنتم عليه من جزر محتلة برا وبحرا وجوا هو تحرير فكيف يكون الاحتلال؟ إذا كان الزعيم ينتظر على المعابر لكي يسمح له بالمرور فكيف يكون التحرر والاحتلال؟

  • كفوا عن السخرية بعقول الناس، إذا كان المرضى لا يستطيعون الاستشفاء في بلدهم فينتقلون بالآلاف إلى الدول المجاورة، وفي طريق العودة يقفل المعبر في وجوههم ثم يموت 31 مريضا منهم على المعبر، فهل هذه الكيانات قابلة للحياة؟! وإذا كانت الدول التي تتلاعب بمأساة فلسطين غيورة على أهل فلسطين ، فهل يكفي أن نكتفي بالدور المخابراتي والتآمري مع فريق ضد فريق؟ أو أن يقوم الصراع بين الدول العميلة على أرض فلسطين لمصلحة الصراع الدولي على العالم الإسلامي؟ فهل تستمر الأمة في سكوتها عن المتلاعبين بمصيرها، وبدينها ، وبدماء أبنائها وثرواتهم؟

كلا لن تستمر لعبة ضرب المسلمين بالمسلمين، وسف ينقلب السحر على الساحر بإذن الله سبحانه وتعالى.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *