العدد 246-247 -

العددان 246-247، السنة الواحدة والعشرون، رجب وشعبان 1428هـ، الموافق آب وأيلول 2007م

التذاكي الإعلامي

التذاكي الإعلامي

 

تمارس بعض وسائل الإعلام الناطقة بالعربية نوعا من التذاكي الإعلامي يخفي وراءه طبيعته الحقيقية. وهذا يؤدي إلى تضليل بعض المشاهدين أو القراء، وذلك لكي يتم تحريكهم باتجاه معين، لخدمة مخططات مدروسة ليست في صالح الأمة ، بل في صالح الدول العدوة الطامعة في بلاد المسلمين. أي أن وسائل الإعلام الناطقة بالعربية أصبحت سلاحا في يد الأعداء ولو كان ظاهرها غير ذلك.

خذ مثلا أي وسيلة إعلامية ناطقة بالعربية، ولتكن إحدى المحطات التلفازية الفضائية واستمع إليها يوما بل ساعة ، فماذا تسمع وماذا ترى؟

انظر طريقة تغطية هذه المحطة للأحداث في العالم الإسلامي، حيث تجمع بين المتناقضات، ولا يستطيع المراقب تفسير هذا التناقض إلا من باب التذاكي لتضليل المشاهدين عن طبيعة الدور الخفي الذي تمارسه لغسل الأدمغة.

ستراها تمارس التطبيع الإعلامي مع الكيان اليهودي المطنع، ثم تراها تقفز من موقع إلى موقع لتغطية أخبار من قاوموا اليهود في جنوب لبنان، وبخساسة منقطعة النظير ، أما في فلسطين فهي تقف مع فريق ضد فريق وفق ولاءات المحطة، وليس من باب العداء لدولة يهود أو عدم العداء، وهكذا في العراق تقف مع المقاومة على استحياء، أو تمدحها أو تهاجمها، وفق ولاءات المحطة والمتغيرات الدولية، وليس من باب العداء للاحتلال الأميركي أو عدم العداء، بل هي تميل مع الريح حيث تميل.

وتراها تدافع عن العلمانية حتى الاستماتة، ثم تجدها من جهة أخرى تتلقف أشرطة فيديو من القاعدة، وتكون دائما السباقة الحصرية لبث تلك الأشرطة، وتحسن اختيار التوقيت لبث ذلك الشريط.

وحينما تسمعها وهي تدافع عن ما يسمى المعارضة في البلدان العربية وفي العالم الإسلامي. تجدها شديدة الحماس للتغيير ، فلا تبقي ولا تذر من أقوال تكشف عيوب وفساد النظام، لكنها لا تنبس ببنت شفه على أنظمة أخرى أكثر فسادا… لكن تلك الأنظمة تدعم هذه المحطة ومعنويا لذلك يصبح فسادها صلاحا!

أفما آن لهذه المحطات أن تدرك أن تذاكيها على الناس أصبح بضاعة مكشوفة ملقاة على قارعة الطريق! وأنها مهما حاولت إخفاء وجهها الحقيقي، فهي مكشوفة ومعرفة الولاء، وهذه المحطات تتبع ولاء الدول التي أسستها ، فتلك تستقر في قطر وبالتالي تتناغم مع المحطة البريطانية بي بي سي ، وتلك في الإمارات وخلفها السعودية، فتسبح بحمدها وتنهج نهجها، وثالثة تشرق مع المشرقين، ورابعة تغرب، وهكذا دواليك…. ولهذا يتنوع الولاء بتنوع ولاء الدول المؤسسة لوسائل الإعلام، وذلك من ضمن أدوات الصراع المستعملة في هذه البقعة من العالم. ويتوهم من يظن أن هذه الحلا ستدوم طويلا. قال تعالى : { والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون} يوسف 21.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *