العدد 246-247 -

العددان 246-247، السنة الواحدة والعشرون، رجب وشعبان 1428هـ، الموافق آب وأيلول 2007م

صبرًا أخا الإسلام فالسجن ليس له اعتبار

صرخة حياة

صبرًا أخا الإسلام فالسجن ليس له اعتبار

 

إلى توأم روحي…

إلى من وثّق الله علاقتنا ووحدنا على هم واحد لأجله خلقنا ولأجله نعيش…

تجري الدموع وتنسكب العبرات، ليس اعتراضًا على حكم الله، فقد رضينا بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم قائدنا ومعلمنا نبيًا ورسولا ً… رضينا بالقدر خيره وشره من الله تعالى، ونأمل أن يكون خيرًا لنا في الدنيا والآخرة إن شاء الله.

أشعر وكأن كل يوم يمر علينا كأنك تمسك بي إلى درجات أعلى في الجنة… كأنك تحتضنني إلى الفردوس الأعلى، إلى جوار المصطفى عليه الصلاة والسلام والصحابة الكرام، فعسى أن نكون معهم في جنة الخلد، نتمتع برؤية الله عز وجل، ويكرمنا بما قدّمنا، ويجعلنا من المئة الذين تكفل برزقهم.

أيها الزوج الغالي…

لا تبتئس إن أهانوك بجرعة دواء، ولا تحزن إن كان مع كل جرعة ذلٌ وإهانة، فعسى ربك أن يعوضك في الجنة بقوله: (وسقاهم ربهم شرابًا طهورًا)]الإنسان 21[ ولا تضعف إن عذبوا الجسد، فعسى أن يكون لك في كل عضو حجة يوم القيامة يخفف عنك من أهوالها، واحذر يرحمك الله من الفتنة واستعن على ذلك بقوله تعالى: (فاذكروني أذكركم)]لبقرة 152[ وأوصيك بخير الزاد التقوى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا) ]الطلاق 2[ وحسن التوكل على الله: (ومن يتوكل على الله فهو حسبه)]الطلاق 3[… وأوصيك بالثبات وعدم الركون إلى الظالمين بشيء حتى يكون لك من الله نصيرًا، بعد أن تتذكر قوله تعالى: (ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا، إذاً لأذقناك ضعف الحياوة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرًا)]الإسراء 74-75[.

أيها الزوج الغالي:

إني أشعر أن الله يحبنا إذ جعلنا من عباده المبتلين، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه، وإن كان في دينه رقة خفف عنه، وما يزال البلاء بالعبد حتى يمشي على ظهر الأرض ليس عليه خطيئة)… أشعر أن النصر بات قريبًا، يقول تعالى: (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب)]البقرة 214[. اللهم اجعلنا من هؤلاء الصادقين… واجعلنا من أوليائك الذين ذكرتهم في قولك: (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون)]يونس 62[. ومن حزبك الذي ذكرته في قولك: (ألا إن حزب الله هم المفلحون)]المجادلة 22[.

صبرًا أيها الزوج الغالي… صبرًا أيها الصابر الثابت بثبات الله لك… لقد حان وقت النصر إن شاء الله… فما أحلاها لذة، وما أجملها تكرمة من الله أن يكون النصر على أيدينا…

أيها الزوج الغالي

هذا العمل ليس بمندوب بل هو فرض، وأي فرض، إنه تاج الفروض… التقديم له تقديم لرب العالمين، لإظهار دينه وإعلاء كلمته… التقديم له يرخص معه تقديم النفس والأهل والمال… التقديم له، في الحقيقة، تقديم لأنفسنا، قال تعالى: (وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرًا وأعظم أجرًا)]المزمل 20[ وكم أثلج صدري حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سيأتي أقوام يوم القيامة يكون إيمانهم عجبًا، يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم، فيقال: بشراكم اليوم وسلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين، فتغبطهم الملائكة والأنبياء على محبة الله لهم، فيقول الصحابة: من هم يا رسول الله؟ قال: ليسوا منا ولا منكم، فأنتم أصحابي وهم أحبابي، هؤلاء يأتون بعدكم فيجدون كتابًا عطله الناس وسنة أماتوها، فيقبلون على الكتاب والسنة يحيونها ويقرؤونها ويعلمونها الناس فيلاقون في سبيلها من العذاب أشد وأعنف مما لاقيتم، إن إيمان أحدهم بأربعين منكم، وشهيد أحدهم بأربعين من شهدائكم، فأنتم تجدون على الحق أعوانًا وهم لا يجدون على الحق أعوانًا، فيحاطون من الظالمين من كل مكان وهم في أكناف بيت المقدس، في هذا الظرف يأتيهم نصر الله، وستكون عزة الإسلام على أيديهم، وقال: اللهم انصرهم واجعلهم رفقائي على الحوض).

اللهم آمين، اللهم نوّر قلوبنا بالإيمان بك، اللهم لا تبتلنا فتفضحنا، وإن ابتليتنا فثبتنا، اللهم فرج همنا وهم كل مسلم، الله عجل لنا بالفرج والنصر والتمكين.

زوجة معتقل- حاملة دعوة زوجها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *