العدد 196 -

السنة السابعة عشرة – جمادى الأولى 1424هـ – تموز 2003م

الحريات الأميركية المزيفة!

الحريات الأميركية المزيفة!

  وشهد شاهدٌ من أهله، شهدت صحفيةٌ أميركية على كذبة الحريات الأميركية فألّفت كتاباً بعنوان “اللائحة السوداء” Black list. روت في هذا الكتاب تجربتها وتجربة 18 زميلاً لها من أميركا ممن أرادوا القيام بتحقيقات حول قضايا حساسة على صلةٍ بشركات أميركية كبرى فكانت عقوبتهم فقدانهم لمواقعهم وإنهاء العقود التي كانت تربطهم بالمؤسسات الإعلامية التي عملوا فيها.

  المؤلفة اسمها “بورجسون” وسبق أن حققت في حادثة تحطّم طائرة “تي دبليو إي” فوق (لونغ آيلاند) عام 1997م. وكانت تريد التأكد من كون الطائرة أُسقطت بصاروخٍ أطلقته القوات الأميركية. كانت هذه الكاتبة تظن أنّ الصحافة الأميركية “حرة” إلى أن صدمت بالواقع المخيف. وتقول إن حرية الصحافة تقتصر على ما لا يمسّ المسؤولين الأميركيين والوكالات والاستخبارات، والشركات الكبرى. وتتحدث الكاتبة عن طردها من شركة (سي بي إس) التلفزيونية لأنها حاولت التحقيق في سقوط الطائرة بصاروخٍ أميركي وصادرت الشرطة الفدرالية التحقيقات والبراهين التي جمعتها لحساب المحطة، ثم عملت في قناة (إي بي سي) ورغبت بمواصلة التحقيق نفسه عبر جمع 30 شاهداً لحادث تحطم الطائرة، فكان أن طلب منها رئيسها وقف البرنامج. وقالت إنه إذا حصل أن تجاوز أحد الصحافيين للخط الأحمر فعندئذٍ يجري الاتصال برئيسه لكي يضغط عليه أو ينقله لقسم آخر.

  وقامت هذه الكاتبة بترجمة كتابها ونشره بالفرنسية إضافةً إلى الطبعة الانجليزية وهي تحاول تعميم استنتاجاتها خارج أميركا لتفضح الزيف الأميركي المفضوح أصلاً لكن من غير أهله، وها هو الآن يتأكد فضحه من أهله فإذا بأميركا التي تتظاهر بالديمقراطية العفنة والحريات المزورة تبدو دولةً من دول العالم الثالث في كل شيء، في الكذب والتزوير والخداع، والقمع، والتسلّط، وسرقة المال العام، والنازية، والمجازر ضد المدنيين في العراق.

  إن الماكينة الإعـلامـيـة الضخمة لأميركا كفيلةٌ بتجميل وجهها القبيح، وتغيير الألوان كما يشـتـهي صنّاع القرار فيها. وهي تجد من يصدقها من بعض السذّج في الداخل والخارج، المهم أن لا تُضبط بالجرم المشهود، وإذا ما ضُبطت فعليها تخليص نفسها حسب القانون المحرّف لمصلحة “الولايات المتحدة” .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *