العدد 196 -

السنة السابعة عشرة – جمادى الأولى 1424هـ – تموز 2003م

التنكيل بحـزب التحـرير

التنكيل بحـزب التحـرير

  نشرت جريدة “الرأي العام” الكويتية مقالاً للسيد محمد العوضي بتاريخ 30/06/2003م تحت عنوان: (التنكيل بحـزب التحـرير) جاء فيه:

ــــــــــــــ

  [منذ سنة والحديث يكثر في الإعلام الإخباري العالمي، إذاعات وتلفزيونات وصحف، عن الاعتقالات العريضة التي طالت أعضاء حـزب التحـرير الإسلامي، والزج بهم في السجون، لا سيما في الجمهوريات الإسلامية، وقد عرض الزميل أسعد طه في قناة «الجزيرة» طرفاً من هذه الاعتقالات والتنكيل الوحشي الذي وقع على أفراد الحزب في بعض الجمهوريات الإسلامية.

  وقد لاحظ المراقبون السياسيون سرعة انتشار أفكار حزب التحرير ونشاطه في الجمهوريات الإسلامية التي انفصلت عن الاتحاد السوفياتي.

  لكن الشيء الذي لا يصدق، هو اتهام بعض الحكومات الأوروبية والإسلامية، حزب التحرير بأنه حزب إرهابي يخطط لعمليات تفجير واغتيالات على غرار ما يقوم به تنظيم القاعدة, والحق أن أبناء الحركة الإسلامية بشتى انتماءاتها والحكومات، عربية أم غربية، والدراسات الاستشراقية، ومراكز البحث الفكري في عالمنا العربي، وكل من له أدنى معرفة بالعمل الإسلامي السياسي يعلم أن حزب التحرير لا يؤمن بالعمل المادي في التغيير، وإنما يعتمد على طريق الكفاح الفكري والسياسي أي حمل الإسلام حملا دعائيا، من خلال بيان الأحكام الشرعية، وكشف المخططات الاستعمارية ضد الأمة، وهذا واضح من خلال البيانات الموقعة باسم الحزب التي يصدرها ويبينون فيها الحكم الشرعي في الحدث الضخم الواقع بالمسلمين، مع كشف الواقع الحقيقي للناس، ومن ثم إناطة الحكم الشرعي به، ودعوة المسلمين إلى ما يجب عليهم تجاه تلك الوقائع التي ألمت بهم.

  إن حزب التحرير يرى أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – لم يستخدم العمل المادي قبل قيام دولته في المدينة المنورة، ومن ثم فإن العمل المادي يناط بالدولة الإسلامية وليس بآحاد الناس ولا كيفما اتفق، لهذا نشر حزب التحرير بيانه التوضيحي حول اعتقال شبابه والتنكيل بهم في العالم والافتراء عليهم وذلك في تاريخ 14/6/2003م. ولكن حزب التحرير محارب ومحاط إعلاميا, لذا لم ينشر البيان إعلاميا, فكتبنا هذا المقال] .

  «الـوعــي» تنشر نص البيان المشار إليه الذي صدر بتاريخ 14/06/2003 إتماماً للفائدة:

[بسم الله الرحمن الرحيم

بـيــان مـن حـزب التحـرير

  قامت أجهزة الأمن الروسية يوم الجمعة 6/6/2003 بحملة اعتقالات في موسكو. وبعد انتظار ثلاثة أيام، قامت خلالها بعملية (إخراج) لحملة الاعتقالات، أعلن جهاز الأمن الروسي في 9/6/2003 أنه اعتقل (121) شخصاً في موسكو ثم أظهر صوراً تبين أنه عثر، خلال حملة الاعتقالات هذه، على متفجرات ومنشورات لحزب التحرير وكـتاب لحزب التحرير اسمه (نظام الإسلام). وكان واضحاً من عرض الصور إبراز المتفجرات والمنشورات وكـتاب نظام الإسلام وهي موضوعة معاً للدلالة على أن المتفجرات هي لشباب حزب التحرير الذين اعتقلتهم الأجهزة الأمنية.

  ثم أضافت وسائل الإعلام الروسية تصريحاً للمتحدث باسم جهاز الأمن الروسي بأن حزب التحرير كان يعد للقيام بأعمال إرهابية، ثم أفاض المتحدث بذكر تفاصيل قال إنها لشبكات الحزب الإرهابية! وأضاف قائلاً إنّ جهاز الأمن الروسي أنشأ وحدةً متخصصةً لتعقب أفراد هذه الشبكة.

  وقد سبق أن قررت حكومة روسيا بتاريخ 14/2/2003 وضع حـزب التحـرير على لائحة المنظمات (الإرهابية).

  إننا على يقين من أنّ الحكومة الروسية تدرك تماماً أن حزب التحرير حزب سياسي لا يقوم بأعمال مادية، وإنما يعمل لإقامة الخـلافة الإسلامية الراشدة بالطريقة التي رسمها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

  كما ندرك أيضاً أن إحضار متفجرات ودسِّها مع كـتب الحزب ونشراته وتصويرها معاً أمر لـم يعد يخدع أحداً، فقد صارت هذه الوسائل مكشوفةً، وممجوجةً، سبقهم بفعلها حكام طغاة آخرون، وكريموف طاغية أوزبكستان ليس عنهم ببعيد، حاولوا إلصاق أعمال المتفجرات بالحزب، وكانت النتيجة أن علم القاصي والداني أن هذه كلها افتراءات، وانكشف طغيان هذه الأجهزة، وأنّها تريد ملاحقة الحزب بأية وسيلة شيطانية (تهتدي) إليها، مهما كان عمقها في الكذب والتضليل.

  إننا على وعي تام بالدافع وراء افتراءات روسيا هذه. إن روسيا تخشى من عودة الخـلافة التي يدعو ويعمل لها حزب التحرير، فهي تخشى أن تحاسبها دولة الخـلافة على ما صنعته روسيا من استعمار واحتلال واضطهاد وقتل للمسلمين الذين تمكنت من احتلال بلادهم في أواخر الدولة العثمانية. والذين لا زالوا يرزحون تحت نير الظلم والاضطهاد بفعل روسيا المباشر وغير المباشر في منطقة القفقاس، وبلاد التتار، فضلاً عما تصنعه بنفوذها وجيشها الرابض في جمهوريات تركستان الغربية الإسلامية وما حولها. هذا هو الدافع وراء حملة الملاحقة التي تشنها على المسلمين العاملين للخـلافة.

  إن كون حزب التحرير حزباً سياسياً لا يستعمل الأعمال المادية أمر أشهر من أن يستطيع المتحدث باسم جهاز الأمن الروسي إخفاءه أو تضليل الناس حوله، كما أن حملة الاعتقالات لشباب الحزب وإلصاق متفجرات مع كـتبهم لن يغير من حقيقة الحزب أمام جماهير الناس وبخاصة أهل الفكر والسياسة، وإنما فقط سيزيد من تدهور مصداقية الإعلام الروسي وأجهزته أكثر مما هي عليه من تدهور.

  إن أجهزة أية دولة تحترم نفسها تعمد إلى تصحيح الخبر (الخطأ) الذي تعلنه، فهل تعمد الأجهزة الأمنية ووسائل الإعلام الروسية فتصحح الخبر الذي أعلنته عن وجود متفجرات مع كـتب ونشرات حزب التحرير، وبخاصة وهي تعلم علم اليقين من هي الأجهزة التي دسَّـت المتفجرات مع الكـتب والنشرات؟

  14 من ربيع ثاني 1424هـ.

  14/06/2003م.] .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *