العدد 196 -

السنة السابعة عشرة – جمادى الأولى 1424هـ – تموز 2003م

رياض الجنة البيعة على النصرة (2) عرض رسـول اللَّه (صلى الله عليه وسلم) نفسه على القبائل

رياض الجنة

البيعة على النصرة  (2)

عرض رسـول اللَّه (صلى الله عليه وسلم) نفسه على القبائل

  بعد سعي رسول (صلى الله عليه وسلم) إلى الطائف يلتمس النصرة من ثقيف وردهم عليه رداً قبيحاً؛ قدم رسول اللَّه (صلى الله عليه وسلم) مكة، وقومه على أشد ما كانوا عليه من خلافه وفراق دينه إلا قليلاً مستضعفين ممن آمن به. فكان (صلى الله عليه وسلم) يعرض نفسه في المواسم إذا كانت على قبائل العرب يدعوهم إلى اللَّه ويخبرهم أنه نبيّ مرسل، ويسألهم أن يصدقوه ويمنعوه حتى يبين لهم ما بعثه اللَّه به.

  –  قال ابن إسحاق: إن رسول اللَّه (صلى الله عليه وسلم) كان يقف على منازل القبائل من العرب فيقول: يا بني فلان إني رسول اللَّه إليكم، يأمركم أن تعبدوا اللَّه ولا تشركوا به شيئاً، وأن تخلعوا من دونه من هذه الأنداد، وأن تؤمنوا بي، وتصدّقوا بي، وتمنعوني، حتى أبيّن عن اللَّه ما بعثني به.

  –  قال ابن إسحاق: إن رسول اللَّه (صلى الله عليه وسلم) أتى كندة في منازلهم، وفيهم سيد لهم يقال له: مليح، فدعاهم إلى اللَّه عز وجلّ، وعرض عليهم نفسه، فأبوا عليه… وأنه أتى كلباً في منازلهم، إلى بطن منهم يقال لهم بنو عبد اللَّه، فدعاهم إلى اللَّه وعرض عليهم نفسه، حتى إنه ليقول لهم، يا بني عبد اللَّه، إن اللَّه عز وجلّ قد أحسن اسم أبيكم، فلم يقبلوا منه ما عرض عليهم… وأنه (صلى الله عليه وسلم) أتى بني حنيفة في منازلهم، فدعاهم إلى اللَّه وعرض عليهم نفسه، فلم يكن أحد من العرب أقبح عليه رداً منهم… وأنه أتى بني عامر بن صعصعة فدعاهم إلى اللَّه عز وجلّ وعرض عليهم نفسه. فقال له رجل منهم: واللَّه لو أني أخذت هذا الفتى من قريش لأكلت به العرب، ثم قال: أرأيت إن نحن بايعناك على أمرك، ثم أظهرك اللَّه على من خالفك، أيكون لنا الأمر من بعدك؟ قال: الأمر إلى اللَّه يضعه حيث يشاء. قال: فقال له: أفتُهدف نحورنا للعرب دونك، فإذا أظهرك اللَّه كان الأمر لغيرنا! لا حاجة لنا بأمرك؛ فأبوا عليه…

  –  قال ابن إسحاق: فكان رسول اللَّه (صلى الله عليه وسلم) على ذلك من أمره، كلما اجتمع له الناس بالموسم أتاهم يدعو القبائل إلى اللَّه، وإلى الإسلام، ويعرض عليهم نفسه، ومما جاء به من الهدى والرحمة، وهو لا يسمع بقادم يقدم مكة من العرب، له اسم وشرف، إلا تصدّى له فدعاه إلى اللَّه، وعرض عليه ما عنده (صلى الله عليه وسلم) .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *