هل انهزمت الأمة في حربها مع أميركا؟
كثير من الذين تابعوا ما جرى في العراق من استسلام غير متوقع للقوات العراقية وترك بغداد لقمة سائغة في يد القوات الأميركية الغازية، اعتبر ما حصل هزيمة نكراء للأمة، وخاتمة العقد التي ستمنع المسلمين من استعادة عزّهم وكرامتهم بإعادة الخلافة الإسلامية واقعًا حيًّا يحيا المسلمون في ظلها. فأميركا قد استولت على العراق الذي حسب قولهم كان يشكّل عمقًا استراتيجيًا للأمة بما يملكه من قدراتٍ عسكريةٍ وعلميةٍ ونفطيةٍ. وبهذا تكون أميركا قد أحكمت السيطرة على المنطقة العربية، فبالإضافة إلى قواعدها العسكرية الضخمة في السعودية وقطر والبحرين والكويت… ها هي سوف تبني قواعد جديدة لها في العراق، فكيف لنا اليوم أن نتحدث عن قيام دولة الخلافة في ظلّ هذا الحصار العسكري الأميركي بدءًا من الخليج وحتى أفغانستان مرورًا بالعراق. ثم إن الحديث عن طلب النصرة من أهل القوة والمنعة المتمثلة اليوم في الجيوش في العالم الإسلامي أمرٌ مُستبعد في ظلّ هكذا أنظمة، وقد علمنا أنّ أميركا حاولت قلب نظام صدام حسين من خلال انقلاب عسكري مستعينةً في ذلك بمخابرات بعض الدول في المنطقة، ولكنها فشلت، فكيف نستطيع نحن؟! أسئلة كثيرة تحتاج إلى أجوبة بعد احتلال أميركا للعراق، وحريٌّ بنا أن نجد لها إجابات صادقة.
ـــــــــــــــــــــــــ
وهذه الإجابات تبدو لنا من خلال عدة نقاط لا بدّ من إبرازها:
-
إن الأمة لم تنهزم أبدًا طوال تاريخها الطويل باعتبارها أمة.
-
إن الأمة لم تنتصر في يوم من الأيام بالعدد والعدة.
-
إن الوجود الأميركي في العراق ليس مانعًا من إقامة الدولة.