العدد 195 -

السنة السابعة عشرة – ربيع الثاني 1424هـ – حزيران 2003م

متى كان المستعمر صـادقـاً؟!

متى كان المستعمر صـادقـاً؟!

 –         مراسلات حسين مكماهون، وغدر الإنجليز بالحسين بن علي وخداعهم له يتكرّر الآن على يد أميركا لما يُسمّى بالمعارضة، وها هم بعض المطايا من “المعارضة” يتباكون على غدر أميركا بهم في قرار مجلس الأمن الأخير الذي صنّف قوات الغزو الأميركي والبريطاني باعتبارها قوات احتلال، فانزعج “المعارضون” على هذا القرار، وقالوا لأسيادهم: لم نتّفق على هذا من قبل، لقد وعدتمونا بأن تكونوا قوات تحرير للعراق!

 –         لم يتعلموا من التاريخ ولا من غيره، ولم يسمعوا قول الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم): “لا يُلدغ المؤمن من جحرٍ واحدٍ مرتين” ربما لأنّهم ليسوا بمؤمنين، وربما أسكرتهم الوعود الأميركية، والمناصب الموعودة، فصدّقوا الوعود فوقعوا في الفخ ولا يزالون، ولن يخرجوا منه إلا بالمزيد من الذلّ والعار والصَّغار.

 –         ليس هؤلاء هم أول المخـدوعين بالوعود، فلقد خُدع من قبل الحسين بن علي من قِبل الإنجـليز، وخُدع ثوار أفغانسـتان بعد دحـر الجيش الروسـي المحتل من قِبل أميركا ووعودها وخُدعت (قوات تحالف الشمال) وجاءت أميركا بعميلها “كارازاي” وخُدع جماعة لحد في جنوب لبنان من قِبل العدو اليهودي فتخلّت عنهم في أصعب ظروفهم، وتخلّى مناحيم بيجين عن بعض القوى الميليشياوية المرتبطة به في لبنان في معركة الجبل، ومعركة شرق صيدا.

 –         رغم ما حصل حتّى الآن فإنّ بعض العملاء مـمّـن يُسمَّون بالمعارضة، لا يزالون يدافعون عن أميركا ويراهنون عليها. إنّه ينطبق عليهم المثل القائل “يرضى القتيل ولا يرضى القاتل” فأميركا تقول لهم: إنّا قوات احتلال، وهم يقولون لها: كلا أنت قوات تحرير، لقد حرّرتِنا من صدام، وعليك الاستمرار في احتلالنا وإدارة شؤوننا لأنّنا لا زلنا تحت سنّ الرشد، ولا نستطيع العيش دون الوجود الأميركي.

  ولكن لن يطول ليل الاحتلال فهو إلى زوال طال الزمن أم قَصُر .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *