العدد 195 -

السنة السابعة عشرة – ربيع الثاني 1424هـ – حزيران 2003م

غايةُ أميركا من احتلال العراق وطريقةُ إفشاله (2)

غايةُ أميركا من احتلال العراق

وطريقةُ إفشاله  (2)

          بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وذهاب مبدئه أدراج الحياة؛ لم يبق مبدأ يشكل تهديدًا وبديلاً للمبدأ الرأسمالي سوى الإسلام. لذلك اتخذت العلاقة بين أميركا والأمة الإسلامية شكل الصراع الحضاري الذي ترتّب عليه صراع سياسيّ وعسكريّ واقتصاديّ.. وكانت الحملة على العراق حلقة من سلسلة الحملات الأميركية على المسلمين، وكان االهدف من هذه الحملات حرب الإسلام والمسلمين حضارة وأمة، وهي حرب صليبية لا غير.

          فما الموقف الصحيح مما قامت به أميركا في العراق؟ وفي غير العراق؟ وكيف السبيل إلى إفشاله؟

ـــــ

          إن موقف المؤمن الحق من هذا العمل يجب أن يكون مبنياً على العقيدة الإسلامية، أي يجب أن يكون مأخوذاً من الوحي – القرآن والسنة -، فلا يجوز أن يكون مبنياً على العقل لأن عقل الإنسان محدود وعاجز عن إصدار الحكم الصحيح على الأعمال التي تتعلق بتنظيم العلاقات بين الناس ومنها علاقات الأمم والشعوب، فهو أي عقل الإنسان محدود القوى ومتناقض ومتأثر بالبيئة التي يعيش فيها. ولا يجوز أن يكون الموقف مبنيًا على الناحية الوطنية لأن الوطنية خالية من نظام ينظم العلاقة بين الناس والأمم والشعوب، ولا يجوز أن يكون الموقف مبنيا على المصلحة المادية لأن المصلحة ليست نظاماً وهي متغيرة وعرضة للتبديل. لذا يجب أن يكون الموقف مبنياً على العقيدة الإسلامية، لأن العقيدة الإسلامية ينبثق عنها نظام من الله خالق البشر، ينظم الخالق من خلاله علاقات الناس والأمم والشعوب بعضهم ببعض، حتى يرقى بالإنسان وتتحقق له السعادة في الدارين. ومن مقتضيات الإيمان أن يُسلّم المؤمن أمره لله ويخضع في كل أموره لأمر الله عزّ وجلّ, قال تعالى: (ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين) [الأعراف] وقال تعالى: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً) [الأحزاب]، والتزامًا بالقاعدة الشرعية: “الأصل بالأفعال التقيد بالحكم الشرعي”. وانقياد المؤمن لأوامر اللّه انقيادُ الجازم بأنها حق لا يأتيها الباطل من بين أيديها ولا من خلفها، فهذه الأوامر هي التي تقود إلى الصراط المستقيم وتنقذ المؤمن من شقاء الدنيا وخزي الآخرة، وهي وحدها الصحيحة وما دونها من شرعة البشر باطلة وفاسدة واتّباعها يؤدي إلى الضنك في الدنيا والخسران في الآخرة، قال تعالى: (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى) [طه].

          ومن كمال الشريعة الإسلامية أنها قد شملت أحكاماً لجميع المستجدات وجميع الأعمال التي تصدر من الإنسان مهما اختلفت الأزمنة والأمكنة، ولذلك فالشريعة الإسلامية تحوي حكماً شرعياً لكل حادثةٍ من الحوادث، ويجب على المسلم أن يعرفه ويلتزم به لأنه حق اللَّه في عنقه، وهو مسؤول عن أي عمل يصدر منه تجاه الحوادث التي تقع في حياته. ولا شك أنّ العمل العسكري الذي تنوي أميركا القيام به ضد العراق له حكمٌ شرعيٌّ. فقد أوجب اللَّه سبحانه وتعالى على المؤمن قتال من يعتدي عليه، كائناً من كان، قال تعالى: (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين) [البقرة] وقال تعالى: (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين) [البقرة].

          أمّا إعانة الكافر على قتال المسلمين فهو حرامٌ شرعاً ومنكرٌ عظيم قال تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) [المائدة/2]، وأي إثمٍ وأي عدوان أكبر من إعانة االكافر على حرب الإسلام والمسلمين، ومن يقتل مؤمناً متعمّداً فقد باء بغضب اللَّه وحلّت عليه لعنتهُ وخُلِّدَ في العذاب الأليم، قال تعالى: (ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً) [النساء]، ومن يشارك في القتل فحكمه حكم القاتل، كما عظّم اللَّه حُرمةَ المسلم على المسلم قال (صلى الله عليه وسلم): “كل المسلم على المسلم حرام دمهُ ومالهُ وعرضهُ” (رواه مسلم)، ونهى اللَّه عن ظلم المسلم وخذلانه قال (صلى الله عليه وسلم): “المسلم أخو المسلم لا يَظلِمهُ ولا يَخذِلهُ ولا يُحقّرُهُ (رواه الشيخان).

          أمّا تمكين الكفار من ثروات المسلمين العامة فهو كذلك حرامٌ شرعاً، لأنّ ثروات المسلمين النفطية وغيرها ملكٌ عام لهم، ولا يجوز أن يُسمح لأحد منهم أن يتملّكها، فمن باب أولى أن يمنع الكافر من نهبها وسلبها، فلا يجوز إعانة الكافر على نهبها، قال تعالى: (ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً) [النساء]، وقبول المسلم أن يكون سُخرةً للكافر ليتمكّن من ثروات المسلمين حرام شرعًا، لأنه بذلك يكون وسيلة إلى الحرام والوسيلة إلى الحرام حرام. ومما يدلّ على أنّ نهب ثروات المسلمين النفطية من غايات الكفار، ما نقلته صحيفة الجارديان في أكتوبر 2002م: “إنّ كبار رجال النفط ومنفيين عراقيين ومحامين قد عقدوا اجتماعا بعنوان “غزو العراق: المخاطر والفرص في رجال النفط ومنفيين عراقيين ومحامين قد عقدوا اجتماعا بعنوان “غزو العراق: المخاطر والفرص في قطاع النفط”، أحد المشاركين أخبر الصحيفة أنّ كل الاجتماع ممكن اختصاره بـ “من يأخذ النفط؟” ومن أقوال هنري كسينجر المشهورة: “النفط سلعة أثمن من أن تترك بأيدي العرب”، ومن الأقوال التي تدلّ على استخفافهم بالمسلمين وأطماعهم قول السيناتور بوب سميث:” لِمَ نشتري النفط؟ لماذا لا نأخذه؟ فلنأخذه…” في معرض حديثه عن العراق.

          أما تغيير صدام بصفته عميلاً إنجليزيًا بآخر أميركيًا فالأمر سواء بالنسبة للمسلمين، فلا يجوز أن يحكمهم عميل، بغضّ النظر عن عمالته، أو مَن مِنَ الكفار نصّبه على رقاب المسلمين، لقوله تعالى: (ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً) [النساء].

          أما كيف السبيل لإفشال هذا العمل العسكري الصليبي على العراق؟ فهناك أعمالٌ كثيرة يجب القيام بها تؤدي لإفشال هذا العمل. فيجب عدم السماح للقوات الأميركية باستخدام الموانئ البحرية والمطارات والقواعد في الخليج وحول العراق، ويجب إلغاء الاتفاقيات السياسية مع أميركا وبريطانيا وإغلاق سفاراتهما، ويجب قطع جميع العلاقات الاقتصادية مع أميركا وبريطانيا فلا نستورد منهم ولا نصدّر لهم، ويجب وقف بيع النفط للعالم أجمع حتى يتّخذ موقفًا مؤثّراً بشأن العمل العسكري ضد العراق. ولكن ما يجعل هذه الأعمال غير قابلة للتطبيق هو اتصالها بحكام المسلمين فجميع هذه الأعمال تحتاج إلى قرار سياسي من حكام المسلمين، إلا أنّ هؤلاء الحكام عملاء للكفار، أميركا وغيرها، فأي عمل متصل بهم مصيره الفشل، لان الدور المرسوم لهم هو تمكين الكافر من المسلمين وليس تخليص الأمة من هيمنة الكافر.

          ولكي تكون الأعمال ناجحة والأساليب منتجة لا بد أن تكون عملية قابلة للتطبيق، فمثلاً المطالبة بموقف عربي موحّد، أو قرار من قمة عربية، أو موقف من الجامعة العربية أو تنسيق بين السفراء العرب في الأمم المتحدة، أو مشاركة عربية بلجنة التفتيش، أو إطلاع الجامعة العربية على تقرير لجنة التفتيش، كل هذه الأعمال غير ذات جدوى، لأنها تنطلق من التسليم بقيادة أميركا للعالم والاعتراف بشرعية قرارات الأمم المتحدة، فهذه الأعمال لا تحقق ردع أميركا والعالم الغربي بأسره، ليتراجع عن العمل العسكري ضد العراق وسائر بلاد المسلمين. والموقف الدولي يخدم أميركا في توجيه ضربة عسكرية ضد العراق وغيره من بلاد المسلمين. كما أننا ندرك تمام الإدراك أنّ هيئة الأمم والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي والجامعة العربية والقمم العربية ومنظمة الأوبك وجميع المحافل الدولية والمعاهدات والتحالفات العسكرية والاقتصادية، ما هي إلا أغلالٌ على الأمة لبقاء هيمنة الكافر. فالمستجير بهذه الهيئات والمنظمات والمحافل لحمايته من بطش الدولة الأولى كالمستجير من الرمضاء بالنار.

          ولمعرفة العمل الصحيح الذي يؤدي إلى ردع أميركا وغيرها عن ضرب بلاد المسلمين، والعربدة في أراضي المسلمين لا بد من العودة إلى ما ذكرناه سالفا. فأميركا لا تقوم بالأعمال السياسية والعسكرية ضد المسلمين كشعب أميركي، بل كدولة وبصفتها الدولة الأولى في العالم. والأعمال التي تصدر من أميركا ضد الأمة لا تواجه بشكل شعبي أو فردي، ولا يُعتمد المنطق العقلي وإقامة الحجج ولا الخطاب البليغ ولا التحرّك الديبلوماسي، أساسا للوقوف في وجه الدولة الأولى في العالم، بل تواجه بكيان مرهوب الجانب، قادر على ردّ الصاع صاعين وردّ العدوان بالقوة. ولذلك فالخطوة العملية الأولى على طريق المواجهة مع أميركا لردعها وردّها على أعقابها، هي إيجاد كيان مخلص للأمة وهو الخلافة الراشدة، وهذا ما أوجبه اللّه تعالى حيث قال: (وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم) [المائدة/49]، ولا عزّ لنا إلا بالخلافة الراشدة. وقد بيّن اللّه لنا بوحيه لرسوله (صلى الله عليه وسلم) الطريق العملي لإقامة الخلافة، وجعلها تاج الفروض وقضية المسلم المصيرية التي يتّخذ حيالها إجراء الحياة والموت، وكما بيّن ذلك لنا رسول اللّه (صلى الله عليه وسلم) عندما ذهب كفار قريش لعمه أبي طالب عارضين عليه الملك والسيادة والمال، مقابل التخلّي عن إقامة دين اللّه وإظهاره في دولة تطبّقه، فكان ردّه حاسماً في قولته المشهورة (صلى الله عليه وسلم): “واللّه يا عمّاه لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على ان أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره اللّه او أهلك دونه”، فالخلافة ليست فكرة خيالية، بل هي نظام حكم بيّنت الأحكام الشرعية تفصيلاته وجميع أجهزته.

          وقد أوجب اللّه على المسلمين العمل لإقامة الخلافة حين أوجب تطبيق الإسلام لأن “ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب”، فلا يمكن تطبيق الإسلام كاملاً إلا من خلال وجود خليفة للمسلمين تبايعه الأمة على أن يحكمهم بكتاب اللّه وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم)، وقد انعقد إجماع الصحابة رضي اللّه عنهم على ذلك، فما أن مات رسول اللّه (صلى الله عليه وسلم) حتى اشتغلوا بتنصيب خليفة له في سقيفة بني ساعدة، وتمّت مبايعة أبي بكر الصدّيق رضي اللّه عنه خليفة للمسلمين، فلا يجوز أن تخلو الأمة في أي وقت من الأوقات من وجود خليفة أكثر من ثلاثة أيام قال رسول اللّه (صلى الله عليه وسلم): “من خلع يداً من طاعةٍ لقي اللّه يوم القيامة لا حجّة له ومن مات وليس في عنقه بيعةٌ مات ميتةً جاهليّةً” (رواه مسلم)، وغيرها كثير من النصوص الدالة على وجوب العمل لإقامة الخلافة. ولإقامة الخلافة يجب أن يتقدّم المخلصون القادرون من أهل القوة في جيش أحد الكيانات في العالم الإسلامي للإطاحة بالحكم، وتسليمه للمخلصين القادرين على تطبيق الإسلام تطبيقاً شاملاً دون تأخير. والعمل على التمكين للإسلام وإعداد ما نستطيع من قوة لحماية الخلافة، قال تعالى: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم) [الأنفال/60]، ثم تقوم الخلافة بضمّ البلاد المجاورة حتى يتحقّق إيجاد كيان قوي يوحّد المسلمين لقوله (صلى الله عليه وسلم): “إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما” (رواه مسلم)، وما أن تتمكن الخلافة من ضمّ كيان أو كيانين حتى تصبح ذات قوة مرهوبة الجانب، لا يتطاول عليها أحدٌ من الكفار، وتكون الخلافة قادرة على ضمّ باقي البلاد لبسط نفوذها على جميع العالم الإسلامي. وبهذا تستطيع الأمة أن تحمي نفسها من مخططات الكافر وإفشال اعماله وطرده من بلاد المسلمين والقضاء على أحلامه ورفع الذلّ عن نفسها. وهذا ما فرضه اللّه على المسلمين، قال تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) [آل عمران/103]، وهذه هي النتيجة التي رتّبها الرسول (صلى الله عليه وسلم) على وجود الخليفة حيث قال: “الإمام جنّة يقاتل من ورائه ويُتقّى به” (رواه مسلم).

          ثم بعد ذلك تنطلق الأمة لحمل الإسلام رسالة للعالم بالدعوة ثم الجهاد امتثالاً لأمر اللّه، قال تعالى: (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون) [التوبة] والصِغار هو الخضوع لأحكام اللّه، وإقامة الحجة عليهم بحكمهم بكتاب اللّه وسنة نبيّهِ، قال تعالى: (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً) [البقرة/143].

          هذه هي الطريقة الواقعية العملية التي نتخلّص بها من واقعنا المهين المذلّ، والطريقة العملية لإفشال جميع الأعمال التي تقوم بها أميركا ضد الأمة. فأميركا دولة عظمى ولا يستطيع هؤلاء الشرذمة من العملاء أن يحققوا للأمة شيئاً من خلال عمالتهم لأميركا، بل على العكس ستحقق أميركا النجاح تلو الآخر ما دام حكامنا عملاء للكفار. فالخلاص يبدأ بتقدّم المخلصين القادرين من أبناء الأمة للتخلّص من أحدهم وإعلان إقامة الخلافة وحكم الناس بكتاب اللّه وسنة نبيّه (صلى الله عليه وسلم).

          فالإسلام دين واقعي لأنه ينطبق تماماً على الإنسان، فهو ينظّم غرائزه ويشبع حاجاته العضوية، ولكن لا بإشباع بعضها على حساب بعض، ولا بكبت بعضها وإطلاق بعض، ولا بإطلاقها جميعاً، بل نسّقها وأشبعها جميعها بنظام دقيق، مما يهيئ للإنسان الهناءة والرفاه، ويحول بينه وبين الانتكاس إلى درك الحيوان بفوضوية الغرائز، قال تعالى: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) [الانبياء]. والإسلام دين عملي لأنّ جميع ما أمرنا اللّه تعالى به قابل للتطبيق حيث قال: (وما جعل عليكم في الدين من حرج) [الحج/78]، فلا وجود للفلسفة الخيالية في الإسلام، ولا للمُثل التي لا تطبّق إلا على الملائكة، وقد طُبّق الإسلام قرابة الألف وثلاثمائة سنة دون حاجة لتغييره أو تحريفه، على الرغم من طول الزمن وتجدّد الحوادث والأقضية في حياة المسلمين.

          فمن السطحية والجهل أن يتصوّر المسلم أنّ إقامة الخلافة طلب بعيد المنال، فاللّه قد أوجب على المسلمين إقامتها، وربّ العزّة لا يوجب على المسلمين ما هو مستحيلٌ عليهم فعله، قال تعالى: (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها) [البقرة/286]، ومن يقول غير ذلك فقد نعت اللّه بالظلم، قال تعالى: (وما ربك بظلام للعبيد) [فصلت]. ولا يجوز أن نترك العمل بما أوجبه اللّه علينا ونتعلّق بأوهام فرضها الكافر علينا في واقعنا حين دعانا للقيام بأعمال لا طائل من ورائها، والتذلل أمام المحافل الدولية والقبول بالفتات. بل إيمان المؤمن يقتضي أن يستجيب إلى داعي اللّه وداعي رسوله (صلى الله عليه وسلم) لأنّ اللّه تعالى يقول: (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون) [الانفال]، وما يدعونا إليه اللّه ورسول اللّه هو الحكم بما أنزل اللّه وتوحيد الأمة والقتال من أجل الدفاع عن بيضة الأمة وحمل الإسلام رسالة للعالم.

          قال تعالى: (إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون) [آل عمران] .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *