العدد 195 -

السنة السابعة عشرة – ربيع الثاني 1424هـ – حزيران 2003م

رياض الجنة: البيعة على النصرة

رياض الجنة:

البيعة على النصرة

 

الرسـول (صلى الله عليه وسلم) يلتمس النصـرة من ثقـيف

(إن طلب النصرة من أهل القوة والمنعة، حكم شرعي من الأحكام الشرعية المتعلقة بطريقة العمل لإقامة الدولة الإسلامية. فقد انشغل به الرسول (صلى الله عليه وسلم) منذ وفاة زوجته خديجة وعمه أبي طالب إلى أن آتت هذه النصرة أُكُلَها الطيّب بقيام الدولة الإسلامية في المدينة بواسطة الأنصار، بعد بيعة العقبة الثانية التي هي بيعة على نصرة الإسلام وقيام الأمر).

–  قـال ابـن اسحـاق: ثم إن خديجـة بنت خويلـد، وأبـا طالب هلكا في عام واحد، فتتابعت على رسول اللّه (صلى الله عليه وسلم) المصائب بهلك خديجة، وكانت له وزير صدق على الإسلام يشكو إليها، وبهلك عمه أبي طالب وكان له عضـدًا وحرزًا في أمره، ومنعة وناصرًا على قومه، وذلك قبل مهاجره إلى المدينة بثلاث سنين.

–  قال ابن اسحاق: ولما هلك أبو طالب نالت قريش من رسول اللّه (صلى الله عليه وسلم) من الأذى ما لم تكن تنال منه في حياة عمّه أبي طالب. فخرج رسول اللّه (صلى الله عليه وسلم) إلى الطائف يلتمس النصرة من ثقيف والمنعة بهم من قومهم، ورجاء أن يقبلوا منه ما جاءهم به من اللّه عزّ وجلّ، فخرج إليهم وحده.

–  قال ابن اسحاق: لما انتهى رسول اللّه (صلى الله عليه وسلم) إلى الطائف، عمد إلى نفرٍ من ثقيف وهم يومئذٍ سادة ثقيف وأشرافهم..فجلس إليهم رسول اللّه (صلى الله عليه وسلم) فدعاهم إلى اللّه، وكلّمهم بما جاءهم له من نصرته على الإسلام، والقيام معه على من خالفه من قومه.. فلم يقبلوا. فقال (صلى الله عليه وسلم): “إذا فعلتم ما فعلتم فاكتموا عني”، وكره رسول اللّه (صلى الله عليه وسلم) أن يبلغ قومه عنه فيذئرهم ذلك عليه فلم يفعلوا.. وأغروا به سفهاءهم وعبيدهم يسبّونه ويصيحون به، حتى اجتمع عليه الناس وألجؤوه إلى حائط، ورجع عنه سفهاء الناس ممن كان يتبعه.

–  قال ابن اسحاق: فلما اطمأن رسول اللّه (صلى الله عليه وسلم) قال:

«اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمـين، أنت رب المستضعفين، وأنت ربي، إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهّمني؟ أم إلى عدو ملّكته أمري؟ إن لم يكن بك عليّ غضب فلا أبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنـزل بي غضبك، أو يحلّ عليّ سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك» .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *