العدد 193 -

السنة السابعة عشرة – صفر 1424هـ – نيسان 2003م

صـراع الحـضـارات و نهاية التاريخ والجغرافيا

صـراع الحـضـارات

و

نهاية التاريخ والجغرافيا

          فـي تاريخ البشرية قديماً وحديثاً ظهر عظماء سجل لهم التاريخ مواقف بارزةً كان لها تأثير كبير، وتحول ظاهر فـي سلوك الناس وفـي بناء مجتمعات متميزة فـي سلوكها وفـي طراز عيشها وفـي نظرتها للحياة.

          فـي التاريخ القديم كانت ظاهرة إرسال الرسل برسالات وتشريعات إلى أقوامهم، ولكن هذه الرسالات حرفت وطرأ عليها الزيادة والنقصان كما أنها كانت خاصةً ولم تكن عامةً، ولذلك ومع التحريفات التي طرأت عليها، فقد وضعت على هامش الحياة أي نحـّـيت جانباً، ولم يبق لها أثر فـي السلوك إلا بقايا تمارس كطقوس روحية منفصلة عن الحياة وشؤون الحياة.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

          ولكن الرسالة الإسلامية هي التي جاءت عامةً، للناس كافةً، وقد حفظها الله سبحانه من التحريف والتبديل علاوةً على أنها تناولت كل جوانب الحياة المادية والروحية وعالجتها علاجاً صحيحاً وشاملاً، وربطت الحياة الدنيا باليوم الآخر، فكانت لها وجهة نظر صحيحة عن الحياة متميزة وقطعية.

          فالأمم تعيش على نتاجها الفكري حسب مبدئها ووجهة نظرها. وصحة مبدئها وصدق تشريعاته تكون عاملاً مساعداً على نشرها، واستعمال القوة المادية من أجل إزالة الحواجز التي تقف أمام تلقي هذه الأفكار ورؤيتها وسماعها.

          وكل الذين ساقهم التاريخ من العظماء الذين استعملوا القوة المادية والعسكرية دون أن يصطحبوا معهم أفكاراً وتشريعات كان مصيرهم الفشل ونتائج حملاتهم العسكرية سلبية، وهذه أميركا بقيادة بوش واحدة منهم.

          إن الإنتاج الفكري يحتاج إلى رؤية حضارية، والرؤية الحضارية تحتاج إلى إيدولوجية، وهذه العناصر متلازمة لا يمكن تواجد عنصر دون الثلاثة مجتمعين.

          فهذا الرئيس الأميركي ولد على فراش الثراء والجاه وعاش بين احضان الخداع والمكر والكذب والتزوير، فلم ير نفسه إلا وهو يمتطي متن السيادة، ويمسك بزمام القيادة، فالمال وفير والجاه عريض، والقوة مترامية الأبعاد، ولكنه عارٍ عن أية رؤية حضارية، ولم ينطلق من إيدولوجية، ولكن شعبه الغارق فـي أوحال الرذيلة المشروعة عندهم، ويتردد على موائد الخمر واللذائذ، حتى أنهكه الترف وأعماه السرف، لم يميز بين الحقيقة والخديعة، ولم يفرق بين التطلع إلى المثل والفضائل، أو السقوط فـي حفر الفحش والرذائل، ساقته عمايات الضلالة لأن يرى فيه قائداً ورئيساً.

          إن عمائر الأبراج انهدمت بفعل قوة مادية، ولكن عمائر الحضارة الأميركية، ها هي تنهدم بفعل المغالاة فـي تفسير هذه الحضارة إلى أن خرجت عن معانيها وتاهت فـي تحقيق غاياتها.

          إن أميركا بدأت تخوض معركة صراع الحضارات، فافتتحها بوش بقوله: (إنها حرب صليبية) ثم بدأ وبلا مقدمات بالزحف على أفغانستان، حيث قال فـي مؤتمر (بون) الذي أفرز (قرضاي) وزمرته: (إن مهمتنا هي بناء أمة).

          إن صراع الحضارات يقوم على قوة الحجة والبرهان، ولا يقوم على قوة الصواريخ والنيران.

          إن أميركا ودول الغرب، لا تملك الحجة والبرهان، وهي تعرف أن حضارة الإسلام تقوم على الحجج العقلية والقناعات الثابتة وهم عراة عن مثل هذه البراهين، فماذا إذن؟ الصواريخ والمدمرات والطارات.

          إن أحط الأفكار التي خلفتها رواسب الوثنية عبر القرون هو ما يسمى بالفكر الديموقراطي وغلالة الحريات الصفيقة بأنواعها.

          أما كراهية أميركا ودول الغرب والكفر قاطبةً للإسلام فهو موثق فـي مناهجها وبرامجها التعليمية والتثقيفية وفـي التربية البيتية، وظهر ذلك الكيد فـي الحملات الصليبية، وكان حليفها الفشل الذريع، ثم أفرغوا سموم غيظهم فـي الأندلس، وأثبتوا بذلك همجيتهم ووحشيتهم فـي محاكم التفتيش.

          وأخذت المؤامرات وخطط الكيد تتوالى، حتى بلغت أكثر من ماية مؤامرة، كان يقوم عليها حكام وقواد وقساوسة ومفكرون، إلى أن جاءت الحرب العالمية الأولى.

          إن بداية المؤامرة تقوم على وضع حاجز كثيف أمام العقل الأوروبي والأميركي حتى لا يفكر فيتعرف على الإسلام، فبذروا بذور الكراهية فـي كل حقل من حقول حياتهم.

          إنهم عندما فصلوا واقع الحياة عن مصير الحياة، أفقدوا العقل التبصر والنظر فـي معنى الحياة، فخرج العقل فـي مسيرته عن الجادة التي تبتدئ بالولادة وتنتهي بالموت. ففقدوا المقاييس الصحيحة التي تؤدي إلى السعادة، ووضعوا مكانها مقايس من عند أنفسهم منحصرة فـي المادة فقط، وأخذوا يتجرجرون فـي الأوحال والأشواك، وبين الانتكاس والاحتراق، يحسبون أنها السعادة، فهذه لذائذ الحياة ومتعها يريدون أن يأخذوا منها ما شاءوا وكما شاءوا دون قيد من فضيلة ويحسبون أنهم على شيء (أولئك كالأنعام بل هم أضل) [الأعراف/179].

          إن قضية ضرب الأبراج، استطاعت أميركا أن تجعلها قضية دول العالم وها هي الآن تعمل على فرض العقوبات على دول العالم (من لم يكن معنا فهو مع الإرهاب).

          كم هي الدول التي وضعتها أميركا فـي قائمة الاتهام دون دليل؟ وكم هي المؤسسات والحركات التي وضعتها أميركا فـي دائرة الإجراءات الحضارية من تعليق أرصدتها وتجميد حساباتها، حتى وصلت إلى صندوق النقد الدولي ليتدخل دولياً؟ فأين هي الأدلة التي تعتمد عليها أميركا فـي هذا التجريم؟

          إن أميركا أخذت تباشر سلطتها فـي إدارة سياسة العالم لأول مرة منفردةً، معرضةً عن أي التزام كانت تلتزمه فـي السابق.

          إن المسلمين مستهدفون ومعنيون فـي المؤامرة التي بدأت أميركا بتنفيذها منفردةً فـي سياستها للعالم، فبلاد المسلمين هي ساحة المؤامرة، والمسلمون أنفسهم هم وقود هذه المؤامرة.

          وإن أوروبا كذلك هي المستهدفة من قبل السياسة الأميركية الجديدة أولاً مروراً من بلاد المسلمين لتمكين الحصار والسيطرة على الممرات والمصادر الحيوية.

          فهل تستطيع أميركا تغيير مجرى التاريخ وحرفه عن مساره؟ إنها تحاول ذلك؛ بالأمس كانت أميركا تقود أوروبا للوقوف أمام عدوٍّ مشترك قوي الشكيمة، قادتهم لحمايتهم والدفاع عنهم. وإذا بالعدو المشترك تتم معه صفقة القرن العشرين. أخذت بعدها تطلق صيحات التهديد والوعيد: الخضوع الخضوع الحضور الحضور. فبدأ التسابق والتهافت إلى الكهف الأبيض.

          هل صحيح أنه بقي ما يسمى الجماعة الدولية والأسرة الدولية وتحالفات وقوانين دولية؟ أم هذا أمر نشاز عند العقلية الإدارية لأميركا أخرجها عن صوابها، فأخذت تخطط لتعبر الكون وتغير التاريخ، وتغير القوانين وتغير تفكير الأجيال؟

          ما هو الإرهاب؟ أين هو الإرهاب؟ كيف نقضي على الإرهاب؟ عبارات وتساؤلات أين واقعها؟ ماذا تفهم أوروبا من هذا؟ إن بريطانيا فقط تفهم ما هذا، ولكن ما شأن الصين وروسيا من كل هذا؟ وماذا على المسلمين أن يفعلوا؟

          لقد مثلت أميركا الإرهاب وحشاً ضارياً ينطوي على مخاطر من شأنها تدمير الرأسمالية ومحقها، فلا بد من تجييش الجيوش وحشد البوارج والمدمرات.

          إن أوروبا وأميركا مشحونة بالكراهية العمياء للإسلام من قبل أيام الحروب الصليبية، متأصل هذا فـي شؤونهم الحياتية، فعروقهم تنبض بالبغض والكيد، فوضعوا حاجزاً سميكاً أمام عقولهم حتى لا تفكر فـي معنى الحياة وفـي مآل الحياة.

          لم يتعظوا بمحاولاتهم الخاسرة التي قادتهم إلى الهزيمة فـي الحروب الصليبية، إنهم لا يملكون فكراً متأصلاً عن الحياة. ووجهة النظر التي يملكونها قائمة على افتراضات فلا برهان ولا دليل. وحتى لا يضطروا إلى متابعة التفكير فـي الحياة ومغزى الحياة، قطعوا الطريق على أنفسهم، أي قطعوا الصلة بما بعد الحياة، ووقفوا عند أبواب الموت، فهم يراوحون بين بداية الولادة ونهاية الموت فعموا وصموا.

          إننا نحن المسلمين أصحاب الحضارة العريقة والمفاهيم والقناعات الصادقة، يجب أن تزحف عليهم ونستهدفهم، نستهدف حضارتهم لاقتلاع الشرور التي يمارسونها على العالم. إننا لا نستهدف أموالهم ولا أجسادهم، ولا خيرات بلادهم، وإنما نستهدف عقولهم وتفكيرهم وطراز عيشهم ووجهة نظرهم.

          لقد نما الإحساس بأن حضارتهم مستهدفة فلا بد من وضع الحواجز، فوضعوا حواجز البغضاء والكراهية للمسلمين وللإسلام. ولما أيقنوا أن هذا ليس إلا حاجزاً واهياً، عمدوا إلى تحريك الدبابات والبوارج والطائرات. ولكن أين هدفهم المطلوب ضربه؟

          استطاع الاستعمار الغربي أن ينجح فـي هجمته على بلاد المسلمين فـي غفلة من السياسيين، وفـي غمرة من الجهل، لقد ولى الجهل وحل محله اليقظة والتنبه، فأصبحت العقيدة الإسلامية هي المحرك لهذه الملايين؛ والفكر الصحيح لا يطيق أن يظل حبيساً، لأنه فكر للإنسان، أي إنسان، فهو فكر لنا ولهم ابتداءً من حقيقة أصل الكون إلى معالجة شراك النعل، فلا بد أن يطرق أذهانهم ويحرك أحاسيسهم، وينقلهم عن مجرى عيشهم، لينقلبوا على نجاسات أفكارهم ويتخلصوا من هذه الرواسب التي ورثوها عن وثنية القرون.

          إن إعلان الحرب على (الإرهاب) فكرة أو خطة لها ظاهر ولها باطن، باطن يخفي وراءه أموراً عظيمةً جداً تفوق ما يتمثل فـي ظاهرها أضعافاً مضاعفةً، لأن ما يتمثل فـي ظاهرها هو: بسط الهيمنة والنفوذ وإحراز المكاسب المادية وتمكين الاستثمارات الأميركية من مناطق كثيرة من العالم، والاستئثار بمصادر الطاقة، والسيطرة على المواقع الاستراتيجية فـي العالم. وكل هذا يعني أن القضية تتعلق فقط بأميركا ومصالح أميركا وحدها دون غيرها.

          ولكن باطن هذه الفكرة، وهي فكرة إعلان الحرب على الإرهاب، فإن الأمر يتعلق بوجهة النظر عن الحياة، أي الفكرة الكلية عن الإنسان والكون والحياة أي العقيدة، ثم مجموعة المفاهيم عن الحياة، ولمن تكون السيادة للأشخاص أم للمبدأ؟ وكيف يكون ترتيب شؤون المال والاقتصاد، وما هو طراز العيش؟ كل هذا وغيره الكثير هو الذي تفكر أميركا فـي مواجهته، وترى أن فـي ذلك خطراً عليها وعلى العالم بأسره، ليختزله فـي جملة واحدة هي (لا إله إلا الله  محمد رسول الله) فاسألوا هرقل كسرى، واسألوا الصليبيين والمغول، اسألوا مشارق الأرض ومغاربها عن هذه الكلمة. إنّـها التي فرض القتال والجهاد من أجلها، هذه الكلمة التي أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقاتل الناس حتى يقولوها، هذه الكلمة قلبت موازين العالم، فظهر الحق وزهق الباطل.

          لقد أثارها بوش بقوله: (حرب صليبية) ولكنه فـي الحقيقة أثارها على رأسه، لقد قال: حرب صليبية، ثم أوجزها بكلمة (إرهاب) فأدخل نفسه فـي متاهات. لقد نبه الغافلين وأيقظ النائمين، وفتح باباً لن يستطيع إغلاقه، وهو التنبه إلى البحث عن الحقيقة، وتحري الصواب، هل هو مع بوش أم مع خلاصة ومضمون كلمة إرهاب؟

          إن العالم أجمع وضح لديه أن كلمة إرهاب التي أطلقها بوش إنما عنى بها الإسلام. إذن: فمنطقة العالم الإسلامي هي المستهدفة ولكن كيف؟ إن رؤيته هذه ستقحمه بأن يتدخل فـي كل نظام فـي المنطقة، ويرتب لها سياستها من جديد، حتى الأمور البيتية، وبالتالي فهذا يعني التدخل العسكري المباشر والحكم العسكري البوليسي، ولكنه لو تمكن من كل هذا فلن يتمكن من العقول والقلوب. ماذا عساهم يفعلون وبيوت المسلمين مليئة بنسخ القرآن الكريم، ويحفظه الصغار قبل الكبار؟

          فـي نهاية الحرب الباردة ظهرت قضيةالعولمة على السطح، وخرج علينا (فرنسيس فوكوياما) الأميركي الياباني الأصل بأطروحة (نهاية التاريخ) معلناً أن الصراع بين الرأسمالية والشيوعية قد حسم لمصلحة الرأسمالية والليبرالية الغربية. هكذا يرى فوكوياما أن تطور المذاهب الاجتماعية قد بلغ غايته فـي وحدانية النظام الرأسمالي الذي يجمع بين اقتصاد السوق والديموقراطية السياسية.

          ولكن طلع علينا مفكر أميركي آخر هو: (صمويل هنتنجتون) حيث قال: (إن العالم لا يتجه إلى الوحدة والتماثل بقدر ما ينحرف إلى صدام الحضارات ..) نعم حتمية صراع الحضارات .. وإلا فما المعنى وما الدافع لبوش الابن عندما دكت الأبراج ليقول: إنها حرب صليبية. وفجأةً برزت المفاصلة بين الإسلام والكفر، وبدأ الاعتداء على المسلمين وعلى المسلمات المحجبات وعلى المساجد فـي أوروبا وأميركا وكندا وأستراليا وغيرها. وبالمقابل أخذت الكتب التي تتحدث عن الإسلام ونسخ القرآن الكريم تنفد من المكتبات فـي أوروبا وأميركا، هذه الكتب التي تحمل بين طياتها حضارةً عريقةً.

          فحتمية صراع الحضارات أمر قائم يفرض نفسه، وهم الذين أثاروا هذا الأمر، وهم الذين خطوا الخطوات الأولى بما أسموه نهاية التاريخ.

          أما نهاية التاريخ، فالحقيقة أن الأمر إن كان سيتم الاستقرار لحضارة واحدة، فإن هذا إنما سيتحقق قريباً للحضارة الإسلامية، وما عداها من الحضارات فسيضمحل وينـزوي، لأن طبيعة هذه الحضارات تفرض فناءها على نفسها، لأنها لا تترسخ عند الإنسان عن قناعات عقلية، ولا تتجاوب مع الفطرة الإنسانية، فالحضارة الرأسمالية الغربية، قد تركت معتنقيها فـي خواء، فهم يتلمسون شيئاً يملأ لهم هذا الفراغ، فقد أخذوا الآن يتوجهون نحو الحضارة الإسلامية ليفهموا طبيعة هذا الدين المستهدف الآن. إن هذه حوافز التنبه كثيرة كما أنها تهيئة لاستقبال دولة الخــلافـة، ووضع هذه الحضارة فـي واقع الحياة تطبيقاً وتنفيذاً، فتكون حينئذٍ حتمية استقرار هذه الحضارة متفردةً لا بقوة السلاح، ولا بحملها مع الرؤوس النووية والمدمرات والبوارج البحرية، لأنها ليست بحاجة إلى ذلك، والقناعات لا تعطى للإنسان بقوة السلاح، وإنما العملية هي التخلية بين هذه الأفكار الحضارية وبين العقول المفكرة لتطرح للمحاكمات العقلية.

          والحقيقة التي لا بد أن تستقر وتتحقق وتستمر هي نهاية التاريخ ونهاية الجغرافيا معاً. فنهاية التاريخ تتم باستقرار الأمر لحضارة واحدة هي الحضارة الإسلامية، ويذوب ما عداها من حضارات، وتزول من الساحة العالمية، وانفتاح الساحة العالمية للحضارة الإسلامية دون منازع يعني اعتناق العالم فـي مجموعه لهذا الدين، وتبنيهم لهذه الحضارة، وتتسع رقعة دولة الخــلافـة، وتزول الحدود السياسية – إلا من بعض المناطق النائية أو المجهولة – وبذلك تتحقق نهاية الجغرافيا، ويتحقق قول الله عز وجل: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً) [النور/55] ويتحقق قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «ليتمن الله هذا الدين حتى يبلغ ما بلغ الليل والنهار» وقوله: «زويت لي الأرض… وسيبلغ ملك أمتي ما زوي لي منها حتى لا يبقى بيت مدر ولا وبر إلا ويدخله الإسلام إما بذل ذليل أو بعز عزيز» فتزول الحدود السياسية وتنتهي الجغرافيا، ويستقر الأمر لحضارة واحدة فقط فينتهي التاريخ، ويظهر الإسلام على الدين كله، ويعم العدل والأمن والرخاء كل جوانب الأرض، وتتنـزل بركات السماء وتخرج الأرض من خيراتها.

          (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون) [يوسـف] .

فتحي سليم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *