العدد 189 -

السنة السابعة عشرة – شوال 1423هـ – كانون الأول 2002م

إنهم أسـوأ مما تتوقعون

إنهم أسـوأ مما تتوقعون

 l     نسمع بين الفينة والأخرى نبأ تسليم أحد المطلوبين بتهمة «الإرهاب» إلى أميركا، أو إلى دولة إقليمية لتسلّمه بدورها إلى أميركا، ونسمع عن أنباء التنسيق الكامل مع الأميركان «وتبادل المعلومات» والأصح تقديم المعلومات إلى «المعلم» الكبير لعله يرضى عن الموظفين النشطين الذين يتبرعون أحياناً بخدمات لم تطلبها أميركا.

 l     قد يظن البعض أن مسارعة بعض الحكام في إعطاء أميركا كل ما تريده منهم هو من قبيل دفع شرها، واتقاء خطرها، وخضوعاً للضغوط الهائلة التي تمارسها بحقهم، لكن الأمر يبدو عكس ذلك، إنهم يشهدون قبل أن يُستشهدوا، ويخدمون قبل أن تطلب منهم الخدمة، ويتبرعون بالقُرُبات لأسيادهم لعلهم يحظون ببعض الشفقة من أولئك الأسياد، والعبد تبقى نفسيته نفسية استجداء واستذلال مهما رفعت من شأنه.

 l     الكل سمع وزير خارجية دولة عربية وهو يقول: «لا نملك إلا الاستجداء» تجاه أميركا، ثم سمع الناس كلاماً لاحقاً للوزير نفسه يقول عن الحكام: «الكل سارع لأميركا ليتهم شقيقه بالتقصـير وليزود أميركا بمـعـلـومـات عن دول عربية أخرى، تماماً مثل (الحرامية) الذين يختلفون على السرقة» قال هذا الكلام عبر أشهر فضائية عربية ولم يردّ عليه أحد.

 l     ستبدي لك الأيام القادمة أنه مهما خطر ببالك فهم أسوأ من ذلك، وأن ما أُعلن لا يتعدى خمسة أو عشرة في المائة عن السوء، والخذلان، والعمالة.

 l     الكل سمع أكثر من مسؤول أميركي وغير أميركي يقول: «الحكام العرب يقولون في العلن شيئاً، وفي السر عكسه» وكل ما يقولونه عن رفضهم لضرب العراق هو من باب التضليل لشعوبهم، بل قد يتبرعون بالقيام بأعمال لم يطلبها منهم أحد. نعم، هؤلاء هم من يُراهن عليهم بعض البسطاء من الناس ويدينون لهم بالولاء، ويتملقون لهم حباً في مطمع دنيوي زائل، فهل أدرك هؤلاء هول يوم الحساب؟!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *