العدد 190 -

السنة السابعة عشرة – ذو القعدة 1423هـ – كانون الثاني 2003م

الـصـبـر عند الابـتـلاء (6)

رياض الجنة:

الـصـبـر عند الابـتـلاء  (6)

تحمل علي بن أبي طالب رضي الله عنه للأذى والشدائد

 

         أخرج الطبراني عن عروة رضي الله عنه – مرسلاً – قال «… وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من تحت الليل هو وأبو بكر قبل الغار بثور – وهو الغار الذي ذكره الله عز وجل في القرآن – وعمد علي بن أبي طالب رضي الله عنه فرقد على فراشه يواري عنه العيون. وبات المشركون من قريش يختلفون ويأتمرون أن نجثم على صاحب الفراش فنوثقه فكان ذلك حديثهم حتى أصبحوا. فإذا علي رضي الله عنه يقوم عن الفراش فسألوه عن النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرهم أنه لا علم له به…».

         وأخرج ابن جرير من طريق ابن إسحاق عن يزيد بن رومان عن عروة وعبد الله عن كعب بن مالك الأنصاري رضي الله عنهما قالا: لما كان يوم الخندق خرج عمرو بن عبد ود معلَّماً لـيُرى مشهده. فلما وقف هو وخيله قال له علي يا عمرو إنك قد كنت تعاهد الله لقريش ألاَّ يدعوك رجل إلى خلّتين إلا اخترت إحداهما قال: أجل قال فإني أدعوك إلى الله وإلى رسوله وإلى الإسلام قال لا حاجة لي في ذلك. قال فإني أدعوك إلى المبارزة. قال لم يا ابن أخي؟ فوالله ما أحـب أن أقتلك قال علي رضي الله عنه ولكن والله أحب أن أقتلك. فحمي عمرو عند ذلك وأقبل إلى علي رضي الله عنه فتنازلا فتجادلا فقتله علي رضي الله عنه. كذا في الكنـز.

         وفي البداية من طـريق البيـهـقي عن ابن إسـحـاق قـال: (… ثم أقبل عمرو بن ود نحـو علي رضي الله عنه مغـضـباً، واسـتـقـبـله علي بدرقـته، فـضـربه عمرو في درقته فـقـدَّها وأثبت فيها السـيف وأصاب رأسه (أي رأس علي) فشجه، وضربه علي رضي الله عنه على حبل عاتـقـه فـسـقـط، وثار العجـاج، وسمع رسـول الله صلى الله عليه وسلم التكـبـير، فعرفنا أنَّ علياً رضي الله عنه قد قتله…) .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *