العدد 188 -

السنة السابعة عشرة – رمضان 1423هـ – تشرين الثاني 2002م

بيان صحفي

بيان صحفي

 

جاءنا من الناطق الرسمي لحزب التحرير في السودان البيان الصحفي التالي:

بيان صحفي

التاريخ: 13/10/2002م

الموافق: 07 شعبان 1423هـ

         في الساعة الخامسة والنصف من صباح يوم الخميس السابع والعشرين من شهر رجب الموافق للثالث من أكتوبر، وفي وقت صلاة الفجر، شن متمردو ما يسمى بالجيش الشعبي لتحرير السودان هجوماً غادراً على خلاوي (مراكز) تحفيظ القرآن الكريم في مدينة همشكوريب، وامتد الهجوم لثمانية مواقع متفرقة على جبهة طولها مائة وثمانون كيلو متراً بمحاذاة الحدود مع إريتريا. وكان المتمردون قد احتلوا مدينة توريت بشرق الاستوائية في الأول من سبتمبر المنصرم.

         وفي واشنطن أجاز مجلس النواب الأميركي يوم الثلاثاء 8 أكتوبر، مشروع قانون يعتبر الحرب الدائرة في الجنوب حرب إبادة عنصرية، وينص على فتح تحقيق حول ما أسماه بـ (جرائم الحرب)، ويطالب جورج بوش بفرض عقوبات اقتصادية على السودان، ومنع عائدات النفط عن الدولة خلال ستة أشهر إذا تأكد أن محادثات السلام لم تحرز أي تقدم.

         هذا، وقد أعلنت الحكومة استعدادها للعودة للمفاوضات يوم 14 أكتوبر الجاري عقب توقيع هدنة مؤقتة مع المتمردين، وما زالت بعض القوى السياسية تنادي بضرورة العودة لمفاوضات ميشاكوس.

         إزاء كل هذه التطورات فإننا نبين الآتي:

         1 –  إن أميركا أطلقت يد عميلها مجرم الحرب جون قرنق لاحتلال مدينة توريت مستغلة أجواء المفاوضات لكسر إرادة الجيش في محاولة لتركيعه للموافقة على المؤامرة الصليبية الأميركية لتمزيق السودان تمهيداً لنهب ثرواته، والتي يرفضها الجيش مثله في ذلك مثل سائر أبناء هذه الأمة. وعندما فشل المتمردون في المهمة عمدت الإدارة الأميركية إلي إصدار مشروع القانون من مجلس النواب.

         2 –  إن المتمردين بمواصلتهم هذه الحرب الصليبية لما يقارب العقدين من الزمان وتخريبهم للمساجد وتمزيقهم للمصاحف كما فعلوا في توريت مؤخراً (صحيفة أخبار اليوم)، وباستهدافهم لخلاوي القرآن الكريم في همشكوريب، وقصفهم للمسلمين في صلاة الفجر، واختيارهم يوم السابع والعشرين من شهر رجب يوم الإسراء والمعراج ميقاتاً لعدوانهم، وقولهم مراراً وتكراراً بأن الظلم الواقع عليهم سببه تطبيق أحكام الإسلام، والتي يعلم القاصي والداني أنها غير مطبقة، وإعلانهم بأنهم سيقاتلون حتى تلغي الدولة القوانين الإسلامية. كل ذلك يؤكد مدى حقدهم الدفين وعدائهم السافر للإسلام والمسلمين، ويؤكد أيضاً أن المتمردين عبارة عن عصابات تعمل ضمن الحرب الصليبية على الإسلام ليس فقط لتقتيل المسلمين، إنما كذلك للحيلولة دون تطبيق الإسلام، قال الله تعالى: (إن الكافرين كانوا لكم عدواً مبيناً) [النساء]، وقال: (ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا) [البقرة/217].

         3 –  إن مشروع القانون الذي أجازه مجلس النواب الأميركي، والدعم المكشوف الذي تقدمه أميركا للمتمردين من مال وعتاد ودعم معنوي وسياسي وضغط على أهل البلاد لتركيعهم، وتورط بريطانيا والدول الأوربية في هذه الحرب بدعمهم المفضوح للإرساليات التبشيرية التي تزود المتمردين بالسلاح. كما جاء في التقرير الذي نشره “جري بايتون” مساعد مدير جامعة ترنتي العالمية وذكر فيه أسماء خمس وثلاثين إرسالية تعمل بنشاط في الجنوب، منها (24) أميركية، و(3) كندية، و(2) بريطانية، و(2) نروجية، و(1) نيوزيلندية، و(1) بلجيكية، و(1) سويسرية. وقد بث التلفزيون النرويجي برنامجاً في نوفمبر 1999م عن تهريب السلاح في صناديق الإغاثة، ذكر فيه أن منظمة (نرويجن بيبلز إيد إن بي إيه) هرّبت هي بمفردها من (80) إلى (100) طن من الأسلحة. إن هذا الدعم المكشوف من قبل أميركا والدول الأوربية للمتمردين يجعلهم غير مؤهلين للقيام بأي دور في هذه القضية ويجب إيقاف تدخلهم فوراً، وطرد إرسالياتهم التبشيرية ومنظماتهم التي تعمل في البلاد.

         4 –  إن الجيش الذي يعمل في أحوال غاية في الشدة، استطاع بفضل الله تعالى أن يحرر عشرة مناطق بولاية الوحدة والنيل الأزرق، ومن قبلها قوقريال وقاعدة أنكن، وتوّج ذلك في الثامن من أكتوبر الجاري حيث صلى الجيش الظهر في توريت التي دخلها عَنْوةً واقتداراً. فكيف سيكون الحال إذا أعدنا تأهيل هذا الجيش مادياً وفكرياً على المستوى الفردي والجماعي وبنيناه بناءاً جهادياً باعتباره جيشاً صاحب قضية ورسالة يريد إبلاغها للعالم من خير أمة أخرجت للناس.

         5 –  إن الوقائع المادية والحقائق الثابتة والموقف الميداني قد أكدت أن الجيش قادر على حسم التمرد وقطع دابره نهائياً، كما صرح بذلك وزير الدفاع والناطق الرسمي باسم الجيش. وبالرغم من كل ذلك، تخرج علينا الحكومة، تحرّضها بعضُ القوى السياسية، بالرجوع لمفاوضات ميشاكوس التي تمزق البلاد وتكرّس العلمانية وتمكن أميركا من الهيمنة على السودان. وطالما أن الجيش قادر على حسم التمرد كما هو الواقع، فهل من سبب للرجوع إلى المفاوضات غير الشعور بالضعف والخوف والهلع الذي كاد أن يخلع قلوب بعض السياسيين كلما ذُكِرَتْ أميركا، قال تعالى: (أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه ومن يضلل الله فما له من هاد) [الزمر]، لهؤلاء وأولئك نقول: لا تجزعوا من تهديدٍ أو وعيدٍ من أميركا، ولا تستسلموا للهوان، قال تعالى: ( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين) [آل عمران].

         إن حسم التمرد وفصل قضيته عن قضية أهل الجنوب وإحسان رعاية شئون أهل الجنوب يجرد أميركا من عصاباتها التي تعمل في السودان. واعتصامنا بحبل الله ونظامه في خلافة على منهاج النبوة تحمي السودان والعراق والشيشان وكشمير والمسجد الأقصى، وتحمي كل شبر من بلاد المسلمين، بل وتحمل الإسلام دعوة هدى وخير للعالم .

علي سعيد علي (أبو الحسن)

                              الناطق الرسمي لحزب التحرير في السودان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *