العدد 188 -

السنة السابعة عشرة – رمضان 1423هـ – تشرين الثاني 2002م

الفرانكوفونية في بيروت

الفرانكوفونية في بيروت

 –      عقد مؤتمر الفرانكوفونية في بيروت في 18، 19/10/2002م وتوافدت الوفود التي طغى عليها الطابع الإفريقي الذي يؤكد هوية البلدان التي كانت ترزح تحت الاستعمار الفرنسي، ولا تزال تعاني من شيء من التبعية لفرنسا، لكن مع محاولات حثيثة لا تهدأ من قِبَل أميركا لقلع النفوذ الفرنسي من كل أفريقيا.

 –      التناحر الأميركي – الفرنسي برز في هذه القمة من خلال الكلمات والمواقف وتعليقات السياسيين والصحافة، فالجميع ركّز على الفرانكوفونية مقابل العولمة، أي أنهم رفضوا العولمة وطالبوا بالفرانكوفونية بديلاً لها، ويقصدون بالعولمة، الأمركة والهيمنة الأميركية على العالم.

 –      هذا المؤتمر كان عبارة عن تظاهرة سياسية لرؤساء دول بعضهم كان يسير في ركاب أميركا وبعضهم لا يزال مخلصاً لفرنسا والبعض الثالث بين بين، وحاول شيراك في هذا المؤتمر توجيه رسائل سياسية، منها أنه لا يزال قوة يحسب لها حساب في القرار الدولي وفي الأمم المتحدة، وحاول أيضاً إظهار أن فرنسا لن تتخلى عن مستعمراتها القديمة، وحاول الظهور بمظهر من يملك ورقة كتلة ثقافية يسهل تحويلها إلى كتلة سياسية.

–       على الرغم من الطابع الثقافي واللغوي للفرانكوفونية إلا أن هذا المؤتمر بدا وكأنه يلامس السياسة في بعض القضايا الساخنة دون استحياء، فتحْتَ ستار الثقافة قيل الكثير عن السياسة الدولية، لكن المؤتمر لم يتخذ قرارات ذات شأن سواء في الجانب الثقافي، أم في الجانب السياسي، وبقي أثره لا يتعدى التظاهرة السياسية التي تُلقى فيها الخطب ويعود كلٌّ إلى بيته.

 –      أما فرنسا فهي لا تزال تتشبث بآخر مواقعها في دفاع مستميت أمام هذه الهجمة الأميركية التي لا توفر أحداً، وتحاول فرنسا مغازلة المسلمين وبعض العرب لكي تستطيع الصمود في وجه خصم له نفوذ لا يستهان به في العالم الإسلامي عبر عملائه الذين اكتسبوا شيئاً من العراقة، مما جعل المهمة الفرنسية شاقة، ويبقى على الأمة الإسلامية أن ترفض تكالب الأمم على قصعتها وتعيد الحق إلى نصابه، قبل أن تدوسها أقدام المتناحرين q

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *