العدد 187 -

السنة السادسة عشرة – شعبان 1423هـ – تشرين الأول 2002م

عودة الاستعمار العسكري !!

عودة الاستعمار العسكري !!

          كانت غالبية أقطار العالم الثالث ترزح تحت نير الاستعمار الأوروبي مع بداية القرن الماضي (القرن العشرين)، ثم انسحبت جيوش المستعمر الفرنسي والبريطاني والإسباني والإيطالي والبرتغالي، وبقي الاستعمار بكافة أشكاله ومنها الشكل السياسي والاقتصادي والثقافي، أي انسحبت جيوشه وبقي عملاؤه في السلطة وفي مفاصل المجتمع يسومون الأمة الخسف والهوان بسياط المستعمر الذي يقبع خلف الستار.

          أما هذه الأيام فقد عادت وساوس الشيطان تراود أميركا لكي تقوم باستعمار العالم الإسلامي بعسكرها وسياسييها وسفرائها وعملائها ومخابراتها، ممارسة كل أنواع الترغيب والترهيب لتحقيق نواياها الخبيثة المبيتة ضد هذه البلاد التي غاب عنها الراعي، وغاب معتصمها فظنت أن الساحة السياسية والعسكرية لها دون منازع.

          أميركا وضعت خططاً طويلة المدى للاستيلاء الكامل على بلاد المسلمين الممتدة من إندونيسيا شرقاً مروراً بباكستان وأفغانستان وآسيا الوسطى ونفط قزوين ثم نفط الخليج ووصولاً إلى شمال إفريقيا وشواطئ الأطلسي غرباً وهي تنفذ هذه الخطط بطريقة مرحلية، وتستفرد بلدانها بلداً بلداً، والحكام السماسرة متواطئون ضد أمتهم يسهلون لعدوهم الغادر اللئيم مهمة الاستيلاء على البلاد والمقدرات والثروات. ويمعنون في قهر وإذلال الناس حتى لا يتحرك هؤلاء لإزالة أثرهم من على وجه الأرض.

          إن السكوت على ما يجري لا يصح بحال، ولا يكفي في وجه هذه الهجمة الاستعمارية الأميركية ما تقوم به بعض الجهات من حركات انفعالية كردة فعل لا أكثر أي أنها (تخرمش) الأعداء بين الحين والآخر انتقاماً لما يقوم به الأعداء من كيد وظلم وقهر.

          إن الواجب على الأمـة، وبخاصة أهل القوة فيها، أن تتحرك الحركة المخلصة لله، الصادقة مع رسول الله، الماحقة لأعداء الله الكفار المستعمرين وعملائهم، لتعيد للبلاد والعباد عزهم ومجدهم بتطبيق شرع الله والجهاد في سبيل الله.

          إن المصائب تتفاقم، والخطوب تتراكم، وما لم نقف في وجهها بحزم وحسم، فإنه سينطبق علينا قولهم (أنجُ سعد فقد هلك سعيد) .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *