العدد 186 -

السنة السادسة عشرة – رجب 1423هـ – أيلول 2002م

حَيِّ الشهيدَ

حَيِّ الشهيدَ

حَيِّ الشهيدَ وَحَيِّ ثمَّ رِفَاقَا
إِنَّ الشهَادَةَ مَطْلَبٌ لِرِجَالنَا
أَرَأَيتَ مَنْ رَبحَ الحَيَاةَ بمَوْتهِ
فَتَرَاهُ يَطْرَبُ لِلنِّزَالِ وَيمْتَطي
وَيمُوجُ في لُجَجِ الصُّفُوفِ يَشقُّهَا
مُتَمَنْطِقاً بالمَوْتِ يَقْتَحِمُ الرَّدَى
أَوَ مَا رَأَيتَ المَوْتَ طَيَّ حِزَامِهِ
إِنَّ الذِي شجَبَ البُطُولَةَ ه4ذِهِ
جَوْلاَتهُ مَشبُوهَةٌ وَلسَانهُ
لَيْسَ انتحَاراً إِنهُ لَشهَادَةٌ
المَوْتُ مُرٌّ لاَ يُطَاقُ مَذَاقُهُ
رُوحُ الشهيدِ تجَاوَزَتْ بصُعُودِهَا
عَزَمَاتهُ مَشحُونةٌ بمَضَائهِ
يسْقي العَدُوَّ بمَا حَوَاهُ حِزَامُهُ
وَدَمُ الشهيدِ مُبَارَكٌ وَأَرِيجُهُ
وَمَوَاكِبُ الشهَدَاءِ مَاجَتْ زْدَهِي
رَبحَتْ تجَارَةُ بَيْعهمْ مُذْ بَايعُوا
وَالأَنبيَاءُ وَصَحْبُهُمْ كَانوا لَهُمْ
وَثرَى فِلَسْطِينَ ارْتوَى بدِمَائهمْ
عَلَمُ الجهَادِ عَلاَ عَلَى هَضَبَاتهَا
أَخْبرْ صَلاَحَ الدِّينِ أَنا نبْتَغي
أَوَ مَا ترَى الجُبَنَاءَ يَرْتجفُونَ مِنْ
حُمُرٌ تفرُّ كَأَنَّ قَسْوَرَةً بدَا
إِنَّ اليَهُودَ أَحَاطَهُمْ جَيْشُ الهُدَى
وَبَنُو قُرَيظَةَ إِذْ قَضَى سَعْدٌ بهمْ
ه4ذَا الجَزَاءُ مَصيرُكُمْ كَمَصيرِهِمْ
ضُرِبتْ علَيْهمْ ذِلَّةٌ وَمَهَانةٌ

ه4ذَا الفَتَى ضَحَّى بزَهْرِ شبَابهِ
فَقَضَى وَبسْمَاتُ الرِّضَا في ثغرِهِ
وَقَفَتْ توَدِّعهُ بدَمْعٍ سَاجمٍ
هَتَفَتْ مُزَغْرِدَةً لَهُ في عرْسِهِ
وَازَّينَتْ وَاسْتَبْشرَتْ بقُدُومِهِ

زَحَفَتْ جُيُوشُ الكُفْرِ صَوْبَ بلادِنا
قَدْ مَزَّقُوا أَوْصَالَنَا وَاسْتَنْزَفُوا
وَتقَاسَمُوا أَمْوَالَنَا نهْباً عَلَى
جَزُّوا نوَاصيَنَا وَقَدْ فَتَحُوا لَنَا

مَنْ يَزْعمُونَ بأَنَّ عَوْدَةَ قُدْسِنَا
يتَبَجَحُّونَ بوَحْدَةٍ وَتضَامُنٍ
قَدْ عَطَّلُوا فَرْضَ الجهَادِ وَأَسْرَفُوا
سَنُعيدُهَا خَفَّاقَةً رَايَاتهَا
يأْتي إِمَامُ المُسْلمينَ وَخَلْفَهُ
حَتَّى يدُكَّ بقَبْضَتَيْه ِ حُصُونهُمْ
فَتَرى السَّمَاءَ تدُرُّ مِنْ بَرَكَاتهَا
وَالأَرْضُ يفْشو العَدْلُ في أَرْجَائهَا

@ @ @

@ @ @

@ @ @

مَنْ ينْشدُونَ بهِ الغَدَاةَ لَحَاقَا
وَنسَاؤُنا كَانتْ لَهُنَّ صَدَاقا
مُسْتَبْشراً فَلْيَهْنهِ مَا لاَقَى
مَتْنَ الخُطُوبِ يَخَالُهُنَّ عِتَاقا
يفْرِي الشوَى وَيقَصِّفُ الأَعْنَاقا
يطَأُ العدَا أَعْظِمْ بذَاكَ نطَاقا
يلْقَى الحُتُوفَ بلَهْفَةٍ مُشتَاقا
مُلئَتْ جَوَانبُهُ أَذىً وَنفَاقا
مَا كَانَ إِلاَّ هَذْرَةً مِسْلاَقا
قَدْ نالَ إِحْدَى الحُسْنَيَيْنِ وِفَاقا
إِنَّ الشهَادَةَ طَيَّبَتْهُ مَذَاقا
سَبْعاً بنَاهُنَّ العَليمُ طِبَاقَا
وَزَئيرُهُ قَدْ طَبَّقَ الآفَاقا
كَأْسَ المَنيَّةِ مُتْرَعاً دَفَّاقا
مِسْكٌ وَيثغبُ جُرْحُهُ رَقْرَاقا
تسْقي العَدُوَّ حَمِيمَهُمْ غَسَّاقا
صَدَقُوا العُهُودَ وَأَكَّدُوا المِيثاقا
في ظِلِّ جَنَّاتِ النَّعيمِ رِفَاقا
مَتِ الغرَاسُ وَأَينَعَتْ أَوْرَاقا
في عِزَّةٍ وَكَرَامَةٍ خَفَّاقا
بمَوَاكِبِ الشهَدَاءِ ثمَّ لَحَاقا
شبَحٍ إِذَا مَدَّ الظَّلاَمُ رُوَاقا
وَإِلَى المَخَابئِ يجمَحُونَ سِبَاقا
بحُصُونِ خَيْبَرَ سَامَهُمْ إِرْهَاقا
قَتْلاً وَسَبْياً حُكْمَهُ اسْتحْقَاقا
وَمُطَابقٌ حُكْمَ السَّمَاءِ وِفَاقا
وَغَدَا لَهُمْ نكْثُ العُهُودِ خَلاَقا

لاَ ينْثني جَزَعاً وَلاَ إِشفَاقا
وَالفَوْزُ يكْسُو وَجْهَهُ إِشرَاقا
أُمٌّ رَؤُومٌ مَا تطيقُ فِرَاقا
وَلَهُ الجُمُوعُ تطَاوَلَتْ أَعْنَاقا
حُورُ الجنَانِ وَقَابلَتْهُ عِنَاقا

بدْرُ الخِلاَفَةِ عَادَ بَعْدُ مُحَاقا
مِنَّا الدِّماءَ وَأَمْعَنُوا اسْترْقَاقا
مَا سَنَّهُ نيْرُونهُمْ إِحْرَاقا
قَصْدَ النِّخَاسَةِ عبْرَهَا أَسْوَاقا

بالسِّلْمِ لَمْ يبْقُوا لَهُمْ مِصْدَاقا
وَيمَارِسُونَ تفَرُّقاً وَشقَاقا
إِذْ أَحْكَمُوا أَبوَابهُ إِغْلاَقاً
في القُدْسِ، في الأَقْصَى، غَداً نتَلاَقى
جَيْشٌ يشدُّ عَلَى العَدُوِّ خِنَاقا
وَنطَهِّرَ البُغدَانَ وَالأَفْلاَقا
تضْفي النَّمَاءَ وَتغدِقُ الأَرْزَاقا
وَالنَّاسُ يصْفُو عَيْشهُمْ إِرْفَاقا

الشاعر: أبو غازي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *