العدد 184 -

السنة السادسة عشرة – جمادى الأولى 1423هـ – تموز 2002م

قضية القضايا

قضية القضايا

 l  أكبر دولة في العالم تغرق في التصريحات المتعلقة بقضية فلسطين لخدمة أغراضها الخاصة، فلا يكاد يمضي يوم إلا ونسمع تصريحاً يتعلق بفلسطين، إما على شكل استنكار لقتل يهودي، أو على شكل دعوة للسلام والحوار، أو على شكل حماية أمن المجتمع اليهودي من جيرانه، أو على شكل استنكارأعمال مقاومي الاحتلال ووصفهم بالإرهاب.

 l  يرافق ذلك وفود قادمة ووفود وزيارات مكوكية، ولجنة تينت، ولجنة ميتشل، واللجنة الرباعية وسعود الفيصل والمعشّر، ووقف العنف، ووقف بناء المستوطنات. «ولجم الإرهاب»، وطرد عرفات، وإصلاح السلطة، وبناء قوى السلطة الأمنية بإشراف مصري سعودي أميركي…الخ.

 l  ألهذا الحد تهمهم القضية؟ وهل تأخذ هذه القضية من وقت المسؤولين الأميركيين كل هذا الوقت وكل هذا الاهتمام؟ ولماذا؟ فهل أصبحت (إسرائيل) هي أميركا وأميركا هي (إسرائيل)؟ وماذا يبقى لدى المسؤولين الأميركيين من متابعات بعد تعبئة وقتهم بفلسطين والعراق وأفغانستان والنفط العربي؟

 l  هل يدل ذلك على غباء في السياسة الخارجية الأميركية أم أنه مناورات لتغطية الانهيار الاقتصادي الداخلي في أميركا؟

 l  لقد صدر لهنري كيسنجر كتاب في هذا العام حمل عنوان «هل تحتاج أميركا إلى سياسة خارجية؟» ويرى فيه أن السياسة الأميركية يتجاذبها تياران أو مدرستان: مدرسة ترى أن السياسة الخارجية تتساوى مع السياسة الاجتماعية وهي تنتقد بشدة أهمية الانتصار في الحرب الباردة، والتيار الثاني يرى بأن الحزم الأميركي و«تراكم القوة» الذي يتحقق ذاتياً هو الذي ينبغي أن يتبع.

 l  إن الاستعراضات العسكرية الخارجية تغطي عجز أميركا السياسي والاقتصادي والأمني ويطلق يدها في متابعة حملتها على الإرهاب المزعوم الذي هو في مفهومها الإسلام والمسلمون وقضايا المسلمين .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *