العدد 182 -

السنة السادسة عشرة – ربيع الأول 1423هـ – أيار وحزيران 2002م

المسلمون لا بواكي لهم

المسلمون لا بواكي لهم

إن المتدبر حال المسلمين اليوم ينتابه الحزن والأسى، فهم في العدد مليار أو فوق المليار، وفي الثروة يملكون من كل نافع الشيء الكثير، فمن الملح والبوتاس والفوسفات إلى الحديد والذهب واليورانيوم. أموالهم تحرك بنوك الغرب، وتقيم اقتصاده، وتسد عجزه، وهم من حيث الموقع والمكان في أفضله وأقواه، يتحكمون بمفاصل القارات، وأهم المحيطات، يطلون على الهندي والأطلسي والهادئ، ولهم عليها شطآن وخلجان وجزر.

لكنهم رغم هذا العدد والثروة والمكان، مطموع فيهم لا يقام لهم وزن، لا يحترمهم صديق ولا يرهبهم عدو. يُقصفون ويُقذفون من كل جانب في الشيشان والبلقان، وفي الهند يحرقون هم وبيوتهم بالنيران، أما فلسطين فحدث ولا حرج، اليهود من ضربت عليهم الذلة والمسكنة، يعيثون في الأرض الفساد، فمن قتل واغتيال واعتقال، إلى حواجز منتشرة في كل حدب وصوب، وأطفال تسفك دماؤهم، ونساء تلد على الحواجز فتزهق أرواح الوالدة والمولود، وشيوخ تنحني ظهورهم من الأثقال والأحمال فلا يجدون ناقلة تنقلهم أو دابة تحملهم.

الحكام يفسدون البلاد والعباد، ويعطونها لقمة سائغة للأعداء، ولاؤهم للكفار، وعداؤهم للإسلام وحملته ليل نهار. والعلماء، إلا قلة قليلة، مشايخ سلاطين، يزينون سوء الحاكم، ويفتون بما يرضي الحاكم ويغضب رب الحاكم، يَعرفون ويَحرفون، قلبوا المنكر معروفاً، والمعروف منكراً. والناس إلا من رحم الله يرون المنكر والخيانة ويصمتون، ويُحسون بالظلم يقيناً ولا يتحركون، فهم أموات غير أحياء ولكن لا يشعرون.

          كل هذا وذاك والعلاج بيِّن والحل أبلج، إعادة الخـلافة إلى الوجود، وتحريك الجيوش عبر الحدود، فيعود الحكم بما أنزل الله وتحمى بيضة الإسلام، ويقضى على أعداء الله ورسوله، وتخفق راية  لا إله إلا الله  محمد رسول الله، وتمتلئ الأرض عدلاً بعد أن ملئت جوراً، وتشرق الأرض بنور ربها. فهل من سامع مجيب، أو قارئ لبيب، أو رجل رشيد يأتي البيت من بابه، ويعيد الحق إلى نصابه، فيعيد سيرة الأولين ويفوز في الأولى والآخرة (وبشر المؤمنين) [البقرة] .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *