العدد 182 -

السنة السادسة عشرة – ربيع الأول 1423هـ – أيار وحزيران 2002م

صحيفة (الزيتـونة) ترد على منظمتين إسلاميتين في أميركا

صحيفة (الزيتـونة) ترد على منظمتين إسلاميتين في أميركا

     أدانت منظمتان إسلاميتان في أميركا العملية الاستشهادية التي حدثت في نتانيا في الشهر الماضي، وهاتان المنظمتان هما: (مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية – كير)، (والمجلس الأميركي الإسلامي)، فقامت صحيفة “الزيتونة” التي تصدر في أميركا، العدد 263 تاريخ 13/04/2002 بالرد باسم رئيس التحرير السيد أسامة أبو رشيد على إدانة المنظمتين الإسلاميتين المذكورتين، وكان الرد تحت عنوان حديث الرسول صلى الله عليه وسلم

: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت».

          و«الـوعــي» تنشر مقتطفات من رد “الزيتونة” المذكور ليطلع القراء الكرام عليه.

======================================

          [في الوقت الذي تشن فيه الدولة العبرية عملية تطهير عرقي وديني في فلسطين أرض الرسالات، وفي الوقت الذي يجوب فيه رئيس وزراء إسرائيل الأسبق الإرهابي بنيامين نتنياهو مبعوثا عن مجرم الحرب رئيس الوزراء الإسرائيلي أرئيل شارون – لتبرير العدوان – الولايات المتحدة طولاً وعرضاً، متحدثاً في ندوة هنا، ولقاء إعلامي هناك، ولقاء مع أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي في واشنطن محرضاً لهم على مصالح الولايات المتحدة الأميركية نفسها].

          ويضيف: [وفي الوقت الذي لا زالت فيه أنظمتنا العربية تعيش سكرات التواطؤ مع الجزار الصهيوني، مكتفية بتوسلات خجولة لإيقاف المذابح الصهيونية، ليس من دافع الغيرة والألم على ما يجري لإخوانهم في فلسطين، بقدر ما هو خوف على تزعزع “مسامير كراسيهم الصدئة” من غضبة شعوبهم، وفي الوقت الذي تهدر فيه أصوات الجماهير العربية والإسلامية في شوارع المدن العربية والإسلامية منددين بصمت حكامهم وتواطئهم، ومطالبين بفتح أبواب الجهاد لهم لنصرة إخوانهم المظلومين في فلسطين، وفي الوقت الذي عانق فيه الدم الفلسطيني الطاهر النقي دماء إخوانه الشريفة في عدد من الدول العربية والإسلامية الذين سقطوا برصاص أمنهم وجيوشهم الذي أبى أن يتوجه إلى صدور العدو عبر الحدود، وارتضى أن يكون خادما أمينا لديه، وفي الوقت الذي يعيش فيه كل محبي العدالة وكل أصحاب الإنسانية الصافية الصدمة والغضب جراء وحشية الاحتلال وبربريته التي تجلت في مذابحه العرقية والدينية في الأرض المقدسة.. في ظل كل هذه الأجواء تجيء إدانات بعض مؤسساتنا الإسلامية الأميركية لجهاد شعب فلسطين للانعتاق من ربقة الاحتلال الأخير والأكثر وحشية على وجه هذه البسيطة!

          وجاء في الرد: [دعوني أكون صريحاً أكثر.. بعض المؤسسات الأميركية الإسلامية والعربية تتعامل اليوم لا على أنها ممثلة للجالية ومصالحها وهمومها، لا، بعض هذه المؤسسات أصبحت هي المصلحة والأمل والهدف بحد ذاته، وغدت الجالية في حساباتها كمّاً ورقماً من الأرقام الأخرى التي تحسب في خدمة هذه المصالح. بمعنى آخر أصبحنا جالية لبعض المؤسسات لخدمة أجندتها المؤسسية، وأذهب أبعد بالقول بأنها أيضا لخدمة الأجندة الشخصية للذين يقفون وراءها. بعض هذه المؤسسات ومن يقف عليها، يريدون أن يظهروا بموقف المرنين المعتدلين لكي يحجزوا لهم مقاعد أمام أضواء كاميرات الإعلام، ولكي تتاح لهم فرصة لقاء هذا المسؤول أو ذاك. ولعل الكثير لا زال يذكر كيف أن بعض القائمين على بعض من هذه المؤسسات تسابقوا بالتصريح لهذه الصحيفة أو تلك التلفزة، بأنه لا رابط يربطنا بتلك المؤسسة المتشددة، وبأننا لا نقبل خطابها المتشدد!.. مع العلم أن المؤسسة المعنية تكون مؤسسة إسلامية أميركية أخرى، ولكنها غير مرضي عنها من قبل اللوبي الصهيوني. لقد ساءني جداً وأنا أقرأ لأحد موظفي تلك المؤسسات في مقابلة مع صحيفة يهودية أميركية وهو ينفي بكل ما أوتي من قوة بيان وحجة أنه كان على علم بأجندة وارتباطات مؤسسة أميركية مسلمة أخرى عمل بها مسؤولاً لسنوات، والسبب أن تلك المؤسسة من المغضوب عليها اليوم.. رغم أنها من الناحية القانونية تقف على أرض أكثر صلابة من تلك التي يقف عليها ذلك المسؤول الذي أراد أن يلمع اسمه بتهشيم مؤسسة بل وجالية بأكملها، لا لشيء إلا لأن الحملة الإعلامية الظالمة شددت من وطأتها على المؤسسة التي سبق له أن عمل بها].

          ويضيف: [لا أريد أن أكون سلبياً، ولكن مواقف بعض مؤسساتنا الإسلامية الأميركية المحسوبة علينا بشجبها لمقاومة الشعب الفلسطيني، ومساواتها للضحية بالجزار تفقد أعقل العاقلين صوابه… مواقف هذه المؤسسات الشاجبة للمقاومة الفلسطينية المشروعة لا تنطلق من قناعات بقدر ما تنطلق من رغبة بالحفاظ على صورتهم المعتدلة في أعين الكاميرات، وأما دماء مئات الشهداء الفلسطينيين ومشاعر مليار ونصف مسلم ففي “ستين داهية”! وأما الحق والمبادئ فلا مكان لهما في حسابات الربح والخسارة “الشللية”! وبدل أن تشرح مؤسساتنا العتيدة المعنية أبعاد المقاومة ومشروعيتها ومبرراتها للعقل الأميركي نجدها تصفع هذه المقاومة وتتهمها بالإرهاب، وكأن الاحتلال نعمة!].

          ثم يقول: [لقد سمعت الكثير من مؤسساتنا خاصة الأميركية العربية تطالب بانتفاضة غير عنفية لإحراج الاحتلال وإظهاره بصورة المجرم الذي يقتل ويبطش بالفلسطينيين دون أي سبب.. وكأن الاحتلال بحاجة إلى سبب للبطش والعدوان.. وكأن الاحتلال نفسه ليس بسبب كاف للمقاومة والتحرك.. أقول كثيراً ما سمعت من هؤلاء المتفلسفين هذه السمفونية العفنة، وحجتهم أننا سنستطيع إحراج الدولة العبرية حينئذٍ أمام الرأي العام الدولي… ولا أريد أن أخوض كثيراً في هذا الموضوع، ولكن أقول إن حضراتهم لو سألوا عن استراتيجيتهم وخطتهم للوصول إلى الرأي العام الدولي وخصوصاً الأميركي، لقالوا أننا نعكف عليها.. منذ عشرات السنوات وهم يعكفون عليها.. والآن المطلوب من الشعب الفلسطيني أن يوقف انتفاضته ومعركة تحرره حتى يعد هؤلاء الجهابذة خطتهم لحشد الرأي العام الدولي والأميركي معهم؟ إذن والحال كذلك اصمتوا حتى تعدوا خطتكم، وتقنعوا أمتكم بأنكم قادرون على تحدي اللوبي الصهيوني وماكينته الإعلامية، مع أن الواقع يشهد بأن مؤسساتنا نفسها لم تستطع أن تحمي نفسها من التحريض الصهيوني، فضلاً عن أن تحمي شعباً يقع تحت نير احتلال حضاري وتاريخي وديني، ملبس بعدوانية وهمجية غير مسبوقة على مر التاريخ.

     مقاومة الاحتلال ليست بحاجة إلى تبرير، والحق منتصر في النهاية لا محالة، ومن ضعف عن النصرة حتى اللفظية منها فليس أقل من أن ينتحي جانبا ويترك الساحة لمن هو أجرأ وأكفأ منه إلى أن تمر العاصفة، وليكن شعارنا في ذلك حديثه صلى الله عليه وسلم: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت“.. أما طعنة الغدر في الظهر، فإنها لن تؤدي إلا إلى مزيد من الثبات على الحق والثقة بنصر الله لمن ظلم، ولكنها ستكون حسرة على الغادر في الدنيا والآخرة] .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *