العدد 177 -

السنة السادسة عشرة شوال 1422هـ – كانون الثاني 2002م

أخبار من الدنمارك

جاءنا من الدنمارك ما يلي:

بسم الله الرحمن الرحيم

          الإخوة الكرام في مجلة « الوعي»

          السلام عليكم،

          لقد قامت وسائل الإعلام الدانمركية في الآونة الأخيرة بشن حملة على حزب التحرير بالدانمرك فقد تناولته أهم الصحف على صفحاتها الأولى وهاجمته وبشكل شبه يومي بالإضافة إلى وضعه في أهم عناوين الأخبار في القنوات الرسمية في الساعات الإخبارية وخصوصاً بعد أن قام شباب الحزب بعقد مؤتمر عام يتعلق بالحلف الدولي للقضاء على الإسلام من ناحية التحليل السياسي وواجب المسلمين تجاه إخوانهم في أفغانستان وقد حضر المؤتمر جمع كبير من المسلمين وخصوصاً من حديثي السن من مسلمي الجيل الثاني الذين ولدوا وترعرعوا على الثقافة الدانمركية بالإضافة إلى مسلمين من أهل البلد وبحضور وسائل الإعلام التي تحدثت عن حضور حوالي الألف شخص مما أفقد السياسيين وأصحاب القرار صوابهم وبدأوا بحملة جديدة من التصريحات التي أعلنوا فيها خطورة هذا الحزب على سياساتهم وخصوصاً فيما يتعلق بمخططاتهم لدمج المسلمين وإذابتهم في المجتمع الغربي ولقد شكل نجاح المؤتمر المنعقد في 23 أوكتوبر صدمة لهم مما جعلهم يعلنون صراحةً وعلى لسان وزيرة الداخلية بالعمل الجاد للحيلولة دون كسب هذا الحزب المزيد من الأنصار بشتى الوسائل الممكنة أضف إلى ذلك الدعوات المختلفة من عدد من الأحزاب السياسية إلى حظر حزب التحرير وترحيل شبابه ومن يؤمنون بأفكاره من البلد ولقد كانت التهمة الرئيسية أن الحزب يدعو إلى نبذ الحضارة الغربية والقيم التي تنادي بها ودعوته للوقوف بوجه الهجمة الشرسة ضد الإسلام وما يتعرض له المسلمون على أيدي أصحاب الحضارة الغربية الرأسمالية المتعفنة ومما فاجأهم هو طرح الحزب لهذه الأفكار في الوقت الذي ينبطح فيه الكثير ممن يمثل المسلمين عموماً لإرضاء الولايات المتحدة والغرب.

          وأنقل هنا كشواهد بعض ما جاء على ألسنتهم والترجمة الحرفية لهم فقد نشروه أيضاً باللغة العربية في صفحة الأخبار تحت عنوان هجوم على حزب التحرير.

          رفض عدد من الأحزاب الدانمركية والمنظمات الأجنبية الآراء المتشددة والتي صدرت عن حزب التحرير مساء الأربعاء الماضي وتضمن تصريح الحزب بأن الإسلام أهم من القيم الغربية ومن الديمقراطية الغربية وأن هجوم الولايات المتحدة على أفغانستان هو حرب دينية ضد الإسلام ويجب على جميع المسلمين الانضمام إلى صفوف الأفغان في هذه الحرب وقد صرحت هذه الأحزاب بأن هذه التصريحات لن تقبل في الدانمرك وربما ستكون سبباً في تعرض عملية الاندماج الاجتماعي للمسلمين إلى الانهيار حسب تصريحاتهم.

          وزيرة الداخلية شجبت هذه الآراء أي آراء حزب التحرير وعبرت عن دهشتها لسماعها لها وحسب ما قالت إنها آراء متشددة ودعت كل الدانمركيين إلى النضال من أجل القيم الغربية والمجتمع الدانمركي ودعا حزب اليسار وهو ثاني أهم حزب أعضاء حزب التحرير الرجوع إلى بلادهم إذا لم يريدوا قبول المبادئ الغربية الديمقراطية وقد طالب حزبا الكونسرفاتيف والدانسك فولك بارتي بمنع وجود هذا الحزب انتهى.

          هذا غيض قليل من فيض كثير من الحملة الإعلامية المكثفة التي يتعرض لها حملة الدعوة في الدانمرك التي تعتبر النموذج الأمثل ومضرب المثل في الديمقراطية حتى على صعيد العالم الغربي والذي يعطينا فكرة واضحة عن مدى الكذبة المسماة بالديمقراطية والتي تنص على الحرية وخصوصاً في الاعتقاد والتفكير والتعبير وقبول الآخر.

          فبعد قيامهم بإغلاق صفحة الحزب الناطقة بالدانمركية على الإنترنت ها هم يهددون بطرد شباب الحزب ومن يؤيدهم ويحمل أفكارهم من الدانمرك لأنها تتعارض مع قيمهم وسياساتهم مع علمهم ويقينهم أن الحزب لا يقوم بأي أعمال عنف لا في الدانمرك ولا غيرها. وهو حزب سياسي يعتمد الفكر طريقاً للتغيير ولعل هذا يظهر جلياً أن ديمقراطيتهم والإنترنت عندهم لا تتسع على ما يبدو إلا للإباحيين والشاذين والمنحرفين فهل يصحى المسلمون ويكفوا عن الاغترار بالغرب وديمقراطيته المضحكة التي تعطي الحق لأحد السياسيين في الخارجية الدانمركية بأن يقول: (علينا فعل كل ما بوسعنا لمنع هؤلاء المتشددين من الوصول إلى الحكم في بلادهم) بينما من المحظور على حملة الدعوة فتح صفحة على الإنترنت تنشر أفكارهم.

          (قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر) (آل عمران/118) .

27/10/2001م.]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *