العدد 282 - 283 -

العدد 282 – 283 ، السنة الرابعة والعشرون، رجب وشعبان 1431هـ، الموافق تموز وآب 2010م

كيف تواجه الحركات الإسلامية الهجوم على الإسلام والمسلمين؟

كيف تواجه الحركات الإسلامية الهجوم على الإسلام والمسلمين؟

 

محمد عبدالحفيظ

إن الحركات الإسلامية تمثل طموح وسعي الأمة الإسلامية للانعتاق عن الكفار، وإثبات شخصيتها وهويتها بتطبيق الإسلام، وحمل دعوته بإيجاد الدولة الإسلامية العالمية. فيجب عليها، أي الحركات الإسلامية، أن تكون دائمة الإدراك لذلك، فلا تتصرف تصرف الحركات الوطنية والإقليمية، وإنما تتصرف التصرف الذي يستوعب الأمة الإسلامية لتبقى بمستوى الواقع الذي يجب أن تكون عليه، فمن غيرها يجّسد تطلعات الأمة الإسلامية؟ فلا يمكن للأنظمة الحالية ولا للحركات الوطنية والقومية والعلمانية أو أي قوة سياسية أخرى تقوم على غير عقيدة الإسلام أن تجسد طموح وتطلعات وأحاسيس أمة تعتنق الإسلام.

إن أنظمة الحكم الحالية والحركات الوطنية والقومية والعلمانية إنما تعتبر رأس حربة للأعداء في جسد المسلمين، أوجدها الغرب للمحافظة على الوضع القائم الذي صاغه على أنقاض كيان الأمة الإسلامية السياسي وهو دولة الخلافة الإسلامية، فمن الطبيعي أن يكون سلوك هذه الأنظمة والحركات والأحزاب يصب في منع إقامة الخلافة من جديد، فتلك مهمتها.

إن على الحركات الإسلامية وهي تشق طريقها في الحياة السياسية أن تعمل على ترسيخ مفاهيم الإسلام لدى الأمة، وهي تقوم بذلك كأمر مفروض عليها لتصل إلى غايتها وهي وصول الإسلام إلى الحكم بإقامة دولة الخلافة الإسلامية التي هي دولة الأمة الإسلامية الواحدة. وما ذلك إلا لأنها أي الحركات الإسلامية الابن الشرعي للأمة الإسلامية، وكانت عملية إنجابه حركة للأمة بوصفها أمة إسلامية لا غير.

لذلك فإن الهجوم على الإسلام والمسلمين إنما يتركز على الحركات الإسلامية، وتشارك في هذا الهجوم كأدوات الأنظمة الحاكمة في بلادنا، وكذلك الحركات العلمانية والوطنية وكل الحركات التي تقوم على غير الإسلام، وما ذلك إلا لأن الحركات الإسلامية من المفروض أن تجسد طموح الأمة الإسلامية في العودة كما كانت أمة واحدة لها مكانتها الدولية كدولة عظمى صاحبة حضارة ورسالة عالمية.

ولمواجهة تلك الهجمة على الإسلام فإن على الحركات الإسلامية أخذ النقاط التالية بعين الاعتبار:

1) أن تبقى مدركة أنها حركات إسلامية فعلاً وليس بالاسم، فترسخ في شبابها وكوادرها أن التعلق إنما يكون بالإسلام لا بالأشخاص، حتى إذا ما فتن شخص من القيادات لا يشكل ذلك خطراً عليها، فيَسُدُ الطريق بذلك  على الكفار حين يعملون على اختراق الحركات الإسلامية.

2) أن تنتشر في الأمة كلها، وأن تجعل المعركة بين الأمة والكفار المستعمرين وليس بين الحركة الإسلامية والكفار، فما غلبت الأمة الإسلامية في معركة قط خاضتها كأمة إسلامية، وبهذا تكون عملية الهجوم على الإسلام والمسلمين من قبل الكفار أحد العوامل التي تساعد في إيقاظ أمتنا لما تجد أنها مستهدفة باعتبارها أمة إسلامية.

3) أن تتجنب أي صراع مع أي حركة إسلامية أخرى، وأن ترسخ في شبابها حب الخير للحركات الإسلامية الأخرى وتمني النجاح والتوفيق لها، فإن نجاح أي حركة إسلامية إنما هو نجاح لجميع الحركات الإسلامية، بل هو نجاح للأمة كلها مهما اختلفت آراء تلك الحركات ما دامت آراء إسلامية لها شبهة دليل. ولا يعني ذلك عدم النصح للحركات الأخرى وإبداء الآراء، فذلك من التعاون على البر والتقوى على أن يكون نقاشاً بين آراء إسلامية إذا كانت هذه الآراء إسلامية.

4) عليها أن تدرك أن الكفار إنما يعملون على احتواء العمل للإسلام بإيجاد حركات ذات مظهر إسلامي تعمل على التوفيق بين الإسلام والحضارة الغربية بحيث تدخل علينا حضارة الغرب بصفتها تجارب للآخرين لا تخالف الإسلام ، ويمكن الاستفادة منها. مثل أخذ ما لدى الغرب من أنظمة حكم بدل نظام الخلافة الشرعي. ومثل تسويق أفكار المواطنة والدولة المدنية وحقوق الإنسان وحقوق الطفل وحقوق المرأة (بمقاييس الغرب) والبراغماتية واحترام الرأي الآخر  ولو كان مخالفاً للأسس العقائدية القطعية والتعددية السياسية بأن يقبل المسلمون بوجود أحزاب ذات عقائد مختلفة عندهم.  وهذه الحركات تخوض العمل السياسي في النطاق الإقليمي الوطني الضيق وتتصرف مثل الحركات الوطنية والعلمانية رغم ظهورها بمظهر إسلامي. إن الغرب يهدف من ذلك إلى عدة أهداف يصيبها برمية واحدة، منها:

– نقل الصراع ليكون بين الحركات الإسلامية نفسها.

– إلهاء المسلمين عن العمل للدولة الإسلامية العظمى بذلك الصراع.

– ضرب ثقة الأمة الإسلامية بحركاتها الإسلامية لما بينها من صراع دائم.

– تقوية الأنظمة الحاكمة والحركات الوطنية والعلمانية.

– دبُّ الشك في الأمة الإسلامية بالأفكار التي تعمل الحركة الإسلامية على ترسيخها لعشرات السنين مثل أن الدولة الإسلامية إنما هي دولة الخلافة الواحدة، وإيجاد الغموض والميوعة على مفاهيم الإسلام الأساسية.

– أن يكون العمل للإسلام محصوراً بالمجال الإقليمي الوطني الضيق، وبذلك يتعامل المسلمون معاً كشعوب متجاورة لا كأمة واحدة، الأمر الذي يبعدهم عن العمل لدولة الخلافة .

لذلك علينا كحركات إسلامية أن نبقي الصراع بيننا كمسلمين وبين الغرب الكافر، والمحافظة على بقاء الهجوم عليه وعلى أفكاره وحضارته بوصفها حضارة أخرى غير حضارة الإسلام ، وعلينا بيان زيفها وبطلانها ووجه مخالفتها للإسلام بشكل تفصيلي حتى ينكشف للأمة كل من يعمل على تسويقها على أنه عميل للغرب ولو ظهر بمظهر إسلامي. لا أن نخوض الصراع ضد تلك الحركات المزعومة فإن ذلك يحقق للغرب أهدافه.

5) أن تتجنب الفتن الطائفية التي يعمل الغرب على إشعالها في أمتنا مثل الإيقاع بين السنة والشيعة، بواسطة الأنظمة الحالية وأوساطها السياسية، بل إن علينا الامتداد في فضاء أمتنا كلها باختلاف مذاهبها الفقهية، وبما أننا حركات إسلامية فما المانع من أن كل من كان مسلماً يمكنه الانتساب لأي حركة إسلامية والعمل في صفوفها سنياً كان أم شيعياً ما دام ملتزماً فكر الحركة التفصيلي وبذلك نكون للوحدة أقرب. إن بقاء المسلمين منقسمين هكذا فوق ما بهم من تفرق معناه بقاء امتلاك الغرب إمكانية إشعال حروب طائفية بيننا تحرق الأخضر واليابس.

6) الحرص على بقاء الهدف واضحاً في كل الظروف فلا تغطيه أو تعمي عنه غبار المعركة مهما اشتدت الأحوال، وكذلك الحرص على البقاء على طريق الوصول إلى الهدف، ولنعلم أن الكفار وهم يشدون علينا إنما يفتحون لنا طرقاً أخرى تؤدي بنا إلى الانحراف عن هدفنا لنضل وتتفرق بنا السبل، ونكون بذلك إن خرجنا عن هدفنا وطريقنا المؤدي إليه قد أوقعنا أمتنا في دياجير اليأس والتبعية، ولنتذكر دائماً قول الله تعالى: (إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا) [الشرح 6] وكذلك قوله تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا(2)وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) [الطلاق 2-3].

7) توثيق العلاقة بالمؤثرين في الأمة ووضعهم أمام مسؤولياتهم ليتحركوا ولو كانوا خارج صفوف الحركات الإسلامية التنظيمية، فهم مسلمون وعليهم واجبات شرعية فإن في تحركهم تدريباً لهم على العمل والعطاء، ودباً للحيوية في الأمة، وليكن الخطاب الموجه إليهم إسلامياً شرعياً لا خطاب حركات وفصائل وبذلك تتعمق الدعوة في الأمة وتنتشر أكثر.

8) التمرد والخروج من حالة الإقليمية إلى التوسع في فضاء الأمة الإسلامية الواسع بأن تكون الحركات حركات أممية لا محلية، فإن الإقليمية قفص وضعه الكفار لنا وأغلقه علينا، ووضع عليه سجانين هي الأنظمة الحاكمة والحركات الوطنية والعلمانية، وعدم الالتفات للمشاركة مع الأحزاب الوطنية والعلمانية، فإن في تلك المشاركة البقاء في قفص الإقليمية مما يبقي أمتنا حبيسة سيطرة الكفار عليها. ثم إن الحركات الإسلامية أن فعلت ذلك بالخروج من حالة الإقليمية تبعها الناس، فهي التي تجسد أحاسيسهم وتطلعاتهم وليس الحركات الوطنية والعلمانية ،وإن اجتنبت مشاركتها في الحياة السياسية مع بقائها تعمل في الدعوة فان الحركات الوطنية والعلمانية لن تستطيع إضفاء الشرعية على نفسها بالانتخابات لأنها أصبحت مكشوفة للأمة وسوف تكون انتخاباتها فارغة من مضمونها، ألم نرَ كيف أن الحركات قد أصبحت مجرد مكاتب فيها شللٌ من المنتفعين والمحافظين على الفساد؟ ثم إن التوسع في فضاء الأمة الإسلامية  يُصعّب على الكفار ضرب الحركات الإسلامية وكذلك يصعب على الأنظمة والأحزاب الوطنية تفريق الأمة، لأن الأمة بامتداد الحركات الإسلامية فيها كقوى سياسية تصبح أقرب إلى الوحدة، وهو ما يعمل الغرب ومعه الأنظمة والحركات الوطنية والعلمانية ضده.

9) أن تعلو الحركات الإسلامية عن المفردات السياسية التي وضعها الكفار لنا مثل المصلحة الوطنية فلا يحوي الخطاب السياسي أي مفردة من غير ثقافتنا الإسلامية، ففيها من المفردات الكثير التي يجب علينا إحياؤها مثل أيها المسلمون بدل ياشعبنا، ومثل دار الاسلام والبلاد الإسلامية بدل الوطن، لنجعل الأمة تتحرك للألفاظ والمفردات الشرعية فتكون للوحدة أقرب.

10) جعل هجوم الكفار علينا عاملاً إيجابياً يرفد العمل للإسلام بكشفه وإظهاره على حقيقته هجوماً على الأمة الإسلامية ودينها للحيلولة دون عودتها دولة عظمى ، لينكشف بذلك كل من يعارض تطبيق الإسلام بإقامة الخلافة على أنه عميل للكفار ضد الأمة، فيفقد بذلك الكفار أدواتهم بيننا من أنظمة حكم وأوساط سياسية وأدوات أخرى تظهر بمظهر مفكرين إسلاميين.

11) عدم القبول ببقاء الجيوش على الحياد لأن ذلك يسهل على الكفار العمل في جعلها ضد مشروع الأمة الإسلامية، وهو ما هو كائن في عدة أماكن، أو يجعلها محافظة على الوضع القائم باسم المحافظة على الديمقراطية في البلد، وعلى الحركات الإسلامية أن تتجنب أي استهداف لتلك الجيوش بأعمال عنف أو غيرها، بل عليها أن تستهدفها بوصفها جيوش إسلامية عليها حماية الأمة الإسلامية ورد العدوان عنها، بل عليها واجب ضمان تطبيق الإسلام في الداخل والعمل على تهيئة الأحوال خارجياً لنشر الإسلام، فيجب أن يكون الخطاب الموجه إليهم خطاب مسلمين لمسلمين، وبما يرفع معنوياتهم ويشوقهم للعمل للإسلام لنيل رضا الله تعالى، فلا تقبل بالقعود محايدة في هذه المعركة التي شُنت على دينها وأمتها. ويكون ذلك بتوجيه خطاب المظاهرات والمسيرات إليهم حتى يكون تطلع الأمة إليهم كلما المَّ بها ضرر أوقعه الكفار بها. ليكون ذلك رأياً عاماً يواجهه كل منتسب لتلك الجيوش حيثما وجه وجهه، بأن عليهم التحرك للقيام بمسؤولياتهم الشرعية.

12) إن علينا كحركات إسلامية ونحن نجابه أعداءنا أن نكشفهم لشعوبهم، فعلينا أن ندير المعركة إدارة سياسية تساعد في كسب الجولة، فإن أعداءنا إنما يحاربوننا حتى لا نعود أمة عظمى تأخذ مكانتها الدولية اللائقة بها كأمة يقتدى بها، وهم يدركون أن نجاحنا في تحقيق هدفنا هذا يؤدي إلى اضمحلال حضارتهم الرأسمالية وحلول الحضارة الإسلامية مكانها لما لحضارتنا من مزايا تجعلها جذابةً للبشر إذا ما تمثلت في دولة، إن علينا أن ندرك واقعهم إدراكاً جيداً حتى نعلم كيف نهاجمهم، وكيف أنهم يعيشون في مجتمعات رأسمالية علمانية، أفقدتهم القيم الروحية والأخلاقية والإنسانية، وأصبح الإنسان عندهم فرداً لا يهمه سوى مصلحته الشخصية المادية، حتى إنهم أصبحوا عاجزين عن تكوين الجيوش إلا بإغراءات مادية، كذلك أدت بهم حضارتهم إلى أن اصبحوا مجتمعات شائخة فهم بحاجة إلى شباب يرفدون مجتمعهم بالحيوية والقوى الإنتاجية سواء على صعيد الجيش أم العمالة أم الضرائب، فبقلة شبابهم أرهقتهم كثرة الضرائب فأصبحوا يتفلتون منها، إن مستقبلهم في أيدينا فمهما فعلوا فلن يستطيعوا حل هذه المشاكل لأنها مشاكل عقائدية فكرية، وقد أدركوا ذلك ، فصارت تظهر وتقوى فيهم الأحزاب اليمينية التي تكافح ضد انتشار الإسلام فيهم، وما تلك الإساءات للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) من جهاتٍ متعددة فيهم إلا محاولة لتذكير الغربيين أن هويتهم هي الهوية النصرانية في مقابل الإسلام، وهم يوظفون كل خطاب سياسي من مسلمين يهاجمهم كنصارى في عملية إحياء النصرانية كهوية للغرب. إن الشعوب الغربية نتيجة شيوع التفكير العلمي فيها فقدت الثقة بالنصرانية  وصارت تفكر علمياً، وبذلك أزيل حاجز مهم بينهم وبين اعتناق الإسلام خاصة وأن الإسلام يقوم على العقل وليس التقليد.

فإذا ما تمثل الإسلام في دولة فسرعان ما يقبلون عليه، بل فسرعان ما يكونون مثل الفرس والبربر والترك السابقين الذين بمجرد اعتناقهم الإسلام حملوه، وصاروا في الصفوف الأولى التي تحمله ، والشعوب الغربية تعودت الانضباط وفيها من الطاقات الكثير .

إن الفئة الحاكمة التي تحكم الغرب تدرك ذلك، وهي فئة رأسمالية أصحاب احتكارات تريد الحفاظ على وضعها، من هنا تحاول إدخال النصرانية في الصراع مستعينة بالكنائس التي تغرق في مشاكلها وبالأحزاب اليمينية، فإذا ما نجحت في ذلك وضعت حاجزاً بين الشعوب الغربية وبين فهم الإسلام، وهي تظن أنها بذلك ربما استطاعت أن توجد لدى الناس دافعاً للإنجاب أكثر لتسد الطريق أمام انتشار الإسلام عن طريق المهاجرين.

إن هذه النقطة بحاجة إلى بحث أعمق وأشمل، ولذلك أكتفي بهذا وما أوردتها إلا لندرك خطر مخاطبتهم كنصارى، إنما يجب علينا أن نبقي المعركة على صعيد الإسلام والرأسمالية كمبدأين للحياة وعدم إدخال النصرانية في الصراع، والشعوب الغربية قد أدركت فشل الرأسمالية وتعيش في فراغ ولكنها لا تجد بديلاً، والإعلام الرأسمالي يحاول تصوير الإسلام لها بأنه مجرد دين قياساً على الأديان الأخرى إلا أنه يدفع أتباعه إلى العنف والقتل، فكل خروج عن هذا التكتيك بمهاجمتهم كنصارى إنما يصب في خدمتهم، وكل تحييد للنصرانية وحصر للصراع بين الإسلام والرأسمالية يصب في صالحنا كأمة إسلامية عالمية، وهنا لابد من ذكر أن مخاطبة النصارى كنصارى حين دعوتهم لها مفرداتها الخاصة بها والتي تتميز عن مخاطبة الرأسمالية.

ثم إن مهاجمتهم بوصفهم نصارى يثير النصارى الذين بين أظهرنا بشكل سلبي، مع أنه مع عودة الإسلام إلى الحكم سيتم الحفاظ عليهم وعلى هويتهم، إذ إن الأحكام الشرعية تقضي ببقاء أحوالهم الشخصية تفصل حسب أديانهم بقضاءٍ منهم وتقضي بعدم فتنتهم في دينهم، أما العلمانية فتقضي بأن كل القوانين حتى الأحوال الشخصية إنما تفصل بقوانين مدنية وبذلك يذوبون ويفقدون هويتهم تماماً كما حصل للشعوب الغربية.

إن في حصر الصراع بين الإسلام والرأسمالية والعلمانية ضرباً للفئة الحاكمة في الغرب، وإيجاد فجوة بينها وبين الشعوب الغربية، وقطعاً للطريق على الأعداء في جعل النصارى الذين بين أظهرنا في صفهم، وإبقاءً للكنائس الغربية على سرير الموت، وفيه كذلك رفع من شأن الإسلام وإظهار لحقيقته على أنه عقيدة عقلية ينبثق عنها نظام يعالج جميع قضايا الإنسان وينظمها تنظيماً دقيقاً من لدن عليم خبير.

أما حركات المقاومة المسلحة فينبغي عليها البقاء على ما هي مستمرة عليه في الإيقاع بالكفار المحتلين لبلادنا ومستنـزفة لقواهم، ولتتحاشَ الدخول في صراع مع أطراف داخلية، فإن ذلك فوق كونه مخالفاً للإسلام ومعصية كبيرة يعد تحقيقاً لأهداف أعدائنا وإيجاداً لعراقيل كبيرة أمام العمل لإقامة دولتنا الإسلامية التي هي دولة كل المسلمين، وعليها أن تحصر عملها في جهاد الكفار المستعمرين دون أي واجهة سياسية.

نسال الله تعالى أن يسدد على الحق خطانا، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، وأن يكون في عون جميع العاملين المخلصين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *