العدد 86 -

السنة الثامنة محرم 1415هـ, حزيران 1994م

أخبار عن اليمن

09/05/94 ـ أ.ف.ب: أثر اغتيال الغشمي (رئيس اليمن) في 24/06/78 بانفجار حقيبة مفخخة حملها إليه موفد جنوبي، تم تعيين (علي عبد الله صالح) عضواً في المجلس الرئاسي المؤقت الذي تشكل في صنعاء وضم أربعة أعضاء.

وبعد ذلك عيّن صالح الذي اعتبر مؤيداً للسعودية في منصب القائد المساعد للقوات المسلحة ورئيساً للأركان وجرت ترقيته إلى رتبة مقدم قبل أن ينتخب في 17/07/1978 رئيساً للدولة من قبل الجمعية التأسيسية. وواجه محاولات عدة لقلب نظامه أمر على أثرها في 10/08/1978 بإعدام 30 ضابطاً اتهموا بالتآمر مع عدن ضده.

وقام أيضاً بتصفية منفذي محاولة انقلاب أخرى بدعم من ليبيا وأعدم مجموعة من 21 ضابطاً (على مرحلتين في تشرين الأول وتشرين الثاني 1978).

ودفعت الحرب بين شطري اليمن الجنوبي والشمالي في شباط 1979 والتي لم تكن لصالح الشماليين رغم دعم الرياض لهم، بالرئيس صالح إلى التقرب من الاتحاد السوفياتي.

حين بدأ اعتكاف علي سالم البيض في آب 1993 كان لتوه عائداً من زيارة لأميركا. وقبيل إعلانه الانفصال قام رجاله بجولة على عواصم المنطقة. وجاءت تصريحاتهم أن حكاماً عدة وعدوهم بالاعتراف. وظهر أن مصر والسعودية والإمارات وغيرها اعترفت بشكل ضمني بانفصال اليمن الجنوبي.

قبل انفجار القتال قام بلليترو مساعد وزير خارجية أميركا لشؤون الشرق الأوسط، بزيارة إلى اليمن قابل أثناءها علي عبد الله صالح في صنعاء وقابل علي سالم البيض في عدن. وخرج بلليترو يقول: نحن حذرناهم من القتال لأنه يجر إلى تدخلات خارجية ويؤدي إلى عدم استقرار المنطقة.

والذي نستطيع أن نفهمه بشكل مؤكد أنه حرّض بشكل من الأشكال علي سالم البيض على الانفصال ووعده بتأمين الحماية والاعتراف، إذ أن هذا سارع إلى استعمال القوة. ومن هذا نفهم بشكل مؤكد أن المشكلة من تدبير أميركا وهذا يفيد أن عند أميركا خطة رهيبة تنطلق فيها من اليمن لتمتد إلى مناطق أخرى خارجها. ما هي هذه الخطة؟ هذا متروك إلى وقت لاحق إن شاء الله.

جاء تدخل مجلس الأمن وقراره لتمييع الموضوع، فلا هو أعطى اعترافاً صريحاً بالانفصال بحيث يجعل التدخل الخارجي لحمايته مشروعاً، ولا هو اعتبر أن الانفصال تمرد داخلي بحيث سمح لحكومة صنعاء أن تحسم الأمور عسكرياً. وهذا يشير إلى تطويل أمد النزاع.

ونلاحظ أن الأسلحة تتدفق على الطرفين مع أن الطرفين لا يملكان ثمن الأسلحة التي تأتيهم. وهذا يعني أن أميركا توعز لجهات معينة بإمدادهم بالسلاح. وهذا يشير إلى بعض أغراض أميركا من هذه الفتنة.   

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *