العدد 86 -

السنة الثامنة محرم 1415هـ, حزيران 1994م

زمجرة الغضب

أيمن القادري

كَبِّرْ وسُلَّ سيوفاً كلُّها غضبُ
.

 

وأَوْقِدِ الفجرَ ناراً كلُّها شُهُبُ
.

كبّر، ففي صخرةِ التكبيرِ زمجرةٌ
.

 

تُضَعْضِعُ الكفرَ.. تُدميهِ.. وتَلْتَهبُ
.

شقّ العنانّ، عنانَ الأُفقِ، كيف عَلا
.

 

هُتافَ حَقٍّ تُدوّي بعدَهُ السُّحُبُ:
.

لا شمسَ توقفُ زحفي اليومَ، لا قمرٌ
.

 

وإنْ أُحِلاَّ على جنبَيَّ يا عَرَبُ!
.

فدارُ (أَرْقَمَ) شدَّ الرحلَ ساكنُها
.

 

وقربَ أبوابِها قَدْ أُلقيَ الرُعُبُ
.

وغارُ (ثورٍ) سَدَدْنَا بابَ مَدْخَلِهِ
.

 

فليسَ من ثالثٍ في الغارِ تَرْتَقِبُ
.

دمّرتُ قيدي، وتلكَ الدربُ أسلكها
.

 

إليكِ يا قدسُ، والأشواكُ تَ،ْتَصِبُ
.

 

* * *

 

لا شيء يوقف زحفي اليومَ… لا قممٌ
.

 

ولا اتفاقٌ ولا حِبْرٌ ولا عُسُبٌ
.

أقسمتُ بالله: ديني لا أبدِّلُهُ
.

 

وغمدُ سيفي برئٌ منه… لا نَسَبُ
.

أتهدأُ العينُ في نومٍ ومُضطَجَعٍ
.

 

وأرض مَسْرى رسول الله تُغتَصبُ
.

أَيَبْسُمُ الثغرُ في لهو وفي فرحٍ
.

 

وطفلةُ القدس في القضبانِ تَنْتَحِبُ
.

ويلاهُ… يا أُمَّةً بَشَّتْ لقاتلها
.

 

ويلاهُ… يا أُمُّةً أمجادُها سَلَبُ
.

 

* * *

 

يا لليهودِ غَرَفْتُمْ أنَّهم ظُلموا
.

 

والظلمُ تَأْنَفُ منه السُّادةُ النُجُبُ
.

قولوا لهم: «عذْرُنا أنّاتُ أرملةٍ
.

 

ودمعُ شيخٍ على أثوابه سَرَبُ»
.

قولوا لهم: «عذْرُنا جرحٌ ومجزرةٌ
.

 

وهتكُ عِرضٍ وسجنٌ كلُّه نَصَبُ»
.

«إنّا استجبنا لأهواءٍ (مناضلةٍ)
.

 

وللكرامةِ.. أما اليومَ لا غَضَبُ»
.

وخُشَّعاً سُجَّداً جِئْنَا بتَوْبَتِنا
.

 

وفي المآقي الدموعُ الهُطْلُ تَنْسَكِبُ!»
.

ألقوا النقابَ، وزحفاً نحو مؤتمرٍ
.

 

حيث البلاغةُ والأشعارُ والخُطَبُ
.

ألقوا النقابَ، فقد بانَتْ وجوهُكُمْ
.

 

ما عاد يُجدي التَّخَفِّي اليومَ والحُجُبُ
.

هَيّا ازْحفوا… فأفاعي الأرضِ زاحفةٌ
.

 

وَقَبِّلُوا رِجْلَ إسرائيل تكتبوا
.

 

* * *

 

صليلُ سيفكَ ماضٍ ليسَ يُسكِتُهُ
.

 

صريرُ أقلامهم، بل كلُّ ما كتبوا
.

نارُ اليهودِ كنارِ الفرسِ خامدةٌ
.

 

عمّا قريب… ونصرُ الله مُرتَقَبُ
.

فاشْدُدْ بعزمِك ولتضربْ عُروشَهُمْ
.

 

وَلْيهوِ ما رَكبُوا.. وَلْيهوِ ما ارتَكَبُوا
.

جيشُ العقيدةِ جَبَّارٌ ومُنْتَقمٌ
.

 

جندُ المساجدِ لا ينتابُهُمْ رَهَبُ
.

جيلُ المصاحفِ ضَارٍ في تَوَعُّدِهِ
.

 

ورايةُ الدينِ قد تاقَتْ لها الهِضَبُ
.

صونوا العروشَ طُغاةَ العُرْبِ وانتخَبوا
.

 

لها النمارقَ وليُنْقَشْ من حولها العَقِبُ
.

تَرْوي لكم كيفَ نادى كلُّ طاغيةٍ:
.

 

«أنا الإله.. لِيَ الأمجادُ والغَلَبُ».
.

وكيف هانوا وذَلُّوا بعدما رُفعوا
.

 

وذي جماجمُهُمْ ضاقَتْ بها التُرَبُ
.

الله أكبرُ… جُنْدُ اللهِ قادمةٌ
.

 

تجتَثُّ هاماتِكُمْ، بالفأسِ، يا نُصُبُ
.

كبّرْ وسُلَّ سيوفاً كلُّها غَضَبُ
.

 

وأوقِدِ الفجرَ ناراً كلُّها شُهُبُ
.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *