العدد 176 -

السنة السادسة عشرة رمضان 1422هـ – كانون الأول 2001م

خطة غزو أفغانستان سبقت التفجيرات

 ـ    كل من له إلمام بالسياسة يعرف أن الدول لا تتخذ القرارت الصعبة خلال لحظات، أو كردة فعل غريزية دون تخطيط مسبق وبرامج جاهزة. وأصبح بدهياً لدى كل متابع للسياسة أن الخطة الأميركية لغزو الخليج وضعت لمساتها في السبعينيات من القرن العشرين وجرى تحضير «التدخل السريع» في بداية الثمانينيات، ثم جرت التدريبات على غزو الصحراء في صحراء نيفادا في وقت مبكر جداً، وحين تم اجتياح الكويت عام 1990م أفرجت أميركا عن المخطط الموضوع في الأدراج منذ عدة سنوات، فاستغلت الحدث العراقي الكويتي لتنفيذ مخططها.

 ـ    الأمر نفسه يتكرر هذه الأيام في أفغانستان. وقد قامت «مجلة الشراع» (العدد 207) اللبنانية بكشف هذا المخطط، وهي التي كشفت «إيران غيت» في الماضي، وها هي تضع عنواناً على غلافها يقول: «ماكفرلين يعود بأفغان غيت».

 ـ    ذكرت “الشراع” أن أميركا رتبت لرجل المخابرات الأميركية المعروف (روبرت ماكفرلين) صلات رسمية مع مجموعة من عملائها العاملين في الوسط العقاري أو التجاري أو الصناعي في باكستان ومن ضمن هؤلاء رجل الأعمال الأميركي (جيمس ريتشي) وشقيقه (جو) لوضع خطة لتبديل طالبان بمعرفة المخابرات الباكستانية. وقد كشفت “الشراع” أن رجل المخابرات المذكور قد اختار الجنرال عبد الحق بديلاً مناسباً لقيادة أفغانستان.

 ـ    وذكرت أن رونالد ريغان شرب نخب عبد الحق في استقباله في البيت الأبيض عام 1985م قائلاً عنه إنه أحد القادة الشجعان الذين ترأسوا مقاتلي الحرية الأفغان، وطلب منه التحدث من على منبر الأمم المتحدة وتم ذلك. قام عبد الحق بعد ذلك بتأسيس شركة استيراد وتصدير في دبي وجعل مستشاراً له (روبرت ماكفرلين) بطل فضيحة إيران غيت (يلاحظ أن هذا المستشار الكبير لا علاقة له بالتجارة وإنما لتغطية الأنشطة الاستخباراتية لخلع طالبان).

 ـ    كان المخطط أن يتغلغل سلمياً وتدريجياً إلى الداخل الأفغاني لمراقبة طالبان ثم مضايقتها ثم الانقلاب عليها وإبعادها عن قندهار، ثم عن كابول. وقالت “الشراع” إن باكستان حضّرت تعاون «عبد الحق مع ماكفرلين والأخوين ريتشي، وهي التي وضعت خططاً عديدة للإمساك بالوضع من جديد في أفغانستان بعد أن بدا أن أسامة بن لادن وبالاتفاق مع أمير المؤمنين الملا محمد عمر فرضا واقعاً جديداً في هذه البلاد جعل عيون إسلام أباد وآذانها عاجزة عن ملاحقة كل ما يجري فيها والتقاطه» .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *