العدد 176 -

السنة السادسة عشرة رمضان 1422هـ – كانون الأول 2001م

كلمة أخيرة: أعيدوا قراءة القرآن والسنة

         أن يقول بعض العلمانيين أو القوميين أو اليساريين كيف يتكلم مسلم أو جماعة إسلامية في قضايا المسلمين دون توكيل أو ترخيص منهم، هذا ليس مستغرباً. لكن أن يصدر من (مشايخ) أو بعض العاملين في مجال الدعوة فهو أغرب ما يمكن أن يتوقعه المرء. لقد نجح الإعلام الأميركي في غزو بعض العقول الخاوية فأصبحت تردد ما يقوله الأميركان، فليتذكر هؤلاء على سبيل المثال لا الحصر، قوله تعالى: (إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون) (الأنبياء/92)، وقوله صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد…» وقوله: «المؤمنون تتكافؤ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم، وهم يدٌ على مَنْ سِواهُم» وقوله: «المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشدّ بعضه بعضاً» وقوله: «المسلم أخو المسلم لا يَظلمه ولا يَحقره ولا يُسلِمه ولا يخذله».

         يبدو أن الماكنة الإعلامية الغربية فعلت فعلها لدى بعض العقول ما أنساهم أحكاماً شرعية بدهية، نعوذ بالله من سوء العاقبة، وسوء الخاتمة، حينما يزيّن الشيطان للبعض سوء المنقلب فيفتي لنفسه بالخيانة والطعن في الظهر، وفي زمان الفرز لا يستحيي البعض من الله سبحانه، ولا من عباده، فما أسهل الفتوى على ألسنتهم. وما أرخص الثمن الذي يتلقونه مقابل تلك الفتاوى.

         لابد أن المحرجين هذه الأيام كُثر «فمن يأكل من خبز السلطان عليه أن يحارب بسيفه» «وحينما تطعم الفم تستحيي العين» كما تقول الأمثال، فقد حان وقت ذبح الخراف التي كانوا يربونها على موائدهم ويسلطون الأضواء عليها، تماماً كما حصل في غزو ما سمي (بالحلفاء) للعراق فكانت الفتاوى على قياس أميركا وحلفائها، فلم يتوبوا ولم يتعلموا درساً، وإذا تكررت الحرب الأميركية في مكان آخر من العالم الإسلامي سوف تبرز الفتاوى إلى السطح تحمل كل غريب وعجيب، ومن يعش يرى. اللهم لا حول ولا قوة إلا بك، وحسبنا الله ونعم الوكيل .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *