العدد 174 -

السنة الخامسة عشرة رجب 1422هـ – تشرين الأول2001م

أخبار المسلمين في العالم

ـ الواقع يكشف زيف الادعاءات ـ

          قبل أعوام تعرضت سفارتان لأميركا في إفريقيا للتفجير وحتى هذه الساعة لم يُعرف الفاعل الحقيقي رغم الادعاءات المتكررة من قبل السلطات الأميركية بأن الفاعل هو ابن لادن ولم تأت أميركا بدليل واحد على ادعاءاتها وبقي الأمر «اتهاماً استنتاجياً» أو اتهاماً مسبقاً. وقبل عام تعرضت بارجة أميركية في ميناء عدن إلى عملية تفجير ولا تزال التحقيقات جارية ولم تصل أميركا والسلطات اليمنية إلى طرف خيط، وكل ما صدر عن أميركا من اتهامات لابن لادن بقيت في عداد الاتهامات. فبعد هذا العجز الأميركي في معرفة من يقف وراء تلك التفجيرات منذ أعوام في كينيا وتنـزانيا، ومنذ شهور في اليمن كيف استطاعت أميركا في ساعات، الحكم على ابن لادن بأنه يقف وراء تفجيرات نيويورك وواشنطن؟ حتى هذا الحكم على ابن لادن اعترف بوش وباول وغيرهم بأنه «احتمال» أو استنتاج أو اتهام، أو ربما يكون من المتورطين، أو ربما يقف وراءه .

ـ لائحة المتهمين ألـ 19 ـ

          حينما نشرت أميركا لائحة زعمت أنها تضم 19 متهماً خطفوا الطائرات وماتوا في الحوادث على متن الطائرات ذكرت شخصاً توفي حينما سقطت طائرة التدريب التي كان يقودها واسمه أمير بخاري، وورد اسم الطيار عامر كنفر (سعودي الجنسية) الذي تقول الأنباء إنه أنهى تدريبه قبل ستة شهور وعاد ليعمل في طواقم الخطوط الجوية السعودية، وورد في اللائحة اسم عبد الرحمن العمري وهو حي يرزق في جدة ولم يمت على متن الطائرات المخطوفة، وذكرت الأنباء أنه اتصل بالسفارة الأميركية لكي يُعلمها بوجوده في جدة طالباً منها تصحيح الخطأ الذي زج باسمه في لائحة المتهمين الميتين.

          هذا الأمر يدل على أن طرح أسماء هؤلاء هو طرح عشوائي لإبراز قدرة الأجهزة الأميركية وطول باعها وسرعة اكتشاف الفاعلين لإعادة الثقة بالأجهزة وإعادة ثقة الجمهور الأميركي بقياداته ولو عن طريق تزوير اللوائح الاتهامية، ثم لتأكيد الصورة النمطية في ذهن الرأي العام بأن كل عمل تدميري يحصل يكون وراءه مسلمون «أي فتش عن المسلم» إن ورود أسماء مات من يحملها قبل عام أو لا يزال على قيد الحياة وهم يدعون أنه قتل مع الخاطفين يدل على مدى التخبط الذي تعيشه الأجهزة الأميركية والتي ربما لجأت إلى استعراض أسماء كل من تلقوا تدريبات على الطيران في الولايات المتحدة في الأعوام الماضية وانتقاء بعض السعوديين لكي يصدق الناس أن هؤلاء المتهمين هم من أتباع ابن لادن، وحبذا لو طُعِّمت الأسماء ببعض العرب الآخرين واحد من لبنان واثنان من الإمارات وهكذا… حتى تكتمل القصة الملفقة ضد المسلمين بوصفهم العدو المزعوم والذي إن عطس فإنه يمارس عملاً من أعمال «الإرهاب» على حد زعمهم!! .

ـ زعماء العشائر في الأردن ـ

          نشرت الصحف صورة لزعماء بعض العشائر في الأردن وهم يضعون وروداً أمام السفارة الأميركية في عمان. والملفت أن هذا المشهد لم يلاحظه الناس من قبل في مناسبات أخرى تتصف بالمأساوية بدءاً من فلسطين وانتهاءً بالشيشان .

ـ مفتي السعودية ـ

          أفتى الشيخ عبد العزيز عبد الله آل الشيخ (مفتي السعودية) ورئيس هيئة كبار العلماء بأن الاعتداءات التي تعرضت لها الولايات المتحدة هي (ضرب من الظلم والجور والبغي الذي لا تقره شريعة الإسلام…) ودعا المفتي علماء الأمة الإسلامية لأن يبينوا الحق في مثل هذه الأحداث ويوضحوا للعالم أجمع شريعة الله وأن دين الإسلام لا يقر بمثل هذه الأعمال .

ـ إيران تقفل حدودها ـ

          سارعت إيران «الجمهورية الإسلامية» بإقفال حدودها في وجه الأفغان المسلمين الذين يتوقع أن ينـزحوا عن بلادهم إذا قامت أميركا بعدوان على من تدعي أنهم يقفون وراء ابن لادن. فالجار للجار والصديق وقت الضيق لهذا تُقفل في وجهه الحدود، وغالباً ما يصدق المثل، وأحياناً يصبح معكوساً .

ـ رجال الأعمال السعوديون ـ

          أدت أنباء المضايقات العنصرية التي يتعرض لها المسلمون في أميركا إلى إلغاء العديد من رحلات رجال الأعمال السعوديين إلى القارتين الأوروبية والأميركية، وقال أحد هؤلاء «كنت قد قررت رحلة عمل إلى ألمانيا للمشاركة في معرض فرانكفورت للسيارات لكن نصائح وجهت إلينا بإلغاء رحلاتنا بعد الإجراءات القاسية التي تتخذها السلطات هناك، وضمنها وضع مسارات معينة للعرب وتفتيشهم بواسطة كلاب» .

ـ هل علمت الاستخبارات الإسرائيلية بالهجوم ؟ ـ

          نشرت صحيفة “الحياة” مقالاً بعنوان: «هل علمت الاستخبارات الإسرائيلية باحتمال هجوم إرهابي؟» وقد نقلت عن صحيفة يديعوت أحرونوت اليهودية بقلم المعلق البارز في تلك الصحيفة (برنياع) وكان مقاله بعنوان: «هل توافرت لدى الاستخبارات الإسرائيلية معلومات عن هجوم إرهابي محتمل على الولايات المتحدة وتحديداً على شاطئها الشرقي؟» وكان سبب طرح هذا المعلق لهذا السؤال هو: رفض جهاز الأمن (الشاباك) الإسرائيلي (قبل أيام من الهجوم الذي حصل في نيويورك وواشنطن) رفض طلب شارون السفر إلى نيويورك للمشاركة في مهرجان تضامن مع إسرائيل أعدت له المنظمات اليهودية والوكالة اليهودية والذي كان من المفترض أن يبدأ يوم 23/9 لكنه أُجّل بعد حصول الهجوم. وتساءل المعلق في يديعوت أحرونوت عن سر موقف الشاباك الرافض لمشاركة شارون دون أن يعطي رداً على تساؤله واكتفى بالقول: «إنه موقف غريب» .

ـ أربعة آلاف يهودي ـ

          كتبت صحيفة «تشرين» الحكومية أن أكثر من أربعة آلاف يهودي يعملون في مركز التجارة العالمية في نيويورك «تغيبوا عن عملهم يوم الاعتداء على المركز، بناءً على إيعاز من الحكومة الإسرائيلية، الأمر الذي أثار شكوكاً لدى المسؤولين الأميركيين الذين يحاولون معرفة كيفية علم حكومة شارون بخبر الهجمات مسبقاً وإخفائها المعلومات عن الإدارة الأميركية» .

ـ مدى تجاوب مصر ـ

          نقلت الصحف الناطقة بالعربية عدم تجاوب مصر مع المناحة وذرف الدموع وإشعال الشموع، وقالت: «باستثناء شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي تجاهل أئمة المساجد المصرية الإشارة بشكل مباشر في خطب الجمعة إلى التفجيرات التي ضربت نيويورك وواشنطن، وكانت معالجة التلفزيون الرسمي متوازنة… ولم يستجب أي مسجد مصري للدعوة الأميركية للصلاة من أجل أرواح الضحايا وبدا الناس في حيرة فهم من جهة ضد الإرهاب، وهم في الوقت نفسه لا يمكن أن يتجاهلوا الصراع العربي ـ الإسرائيلي والدور الأميركي فيه… وقال أحد المصلين للحياة: (إذا كانت السلطات تمنع المواطنين من التظاهر للتعبير عن غضبهم من السياسات الأميركية فهل يقوم المواطنون بالتظاهر لتأييد الأميركيين؟)» .

ـ الهند تسارع للمساعدة العسكرية ـ

          قال وزير الدفاع والخارجية الهندي: «إن الهند ستوافق على تقديم مساعدات في مجالات النقل والإمداد والتموين أو توفير أرض تنطلق منها عملية عسكرية أميركية، وقال إنه جرت اتصالات على كل المستويات السياسية والتنفيذية ومستوى العمليات في هذا الشأن وإن الموضوع بالغ الحساسية .

ـ بعض التعليقات على الحدث ـ

          l  يريد شارون أن يتاجر بالجثث ويرقص على الأنقاض لئلا يتهم بها… لذلك بادر الإسرائيليون إلى احتلال واجهة المناحة للتخفيف من أي رد فعل متوقع عليهم.

          l  يبدو الأمر كأن سوقاً جديدة فُتحت وبدأ تجار السلاح والموت يتنافسون بمزايدة علنية فوق جثث الضحايا. وأخطر ما في الاندلاع الحالي أن الولايات المتحدة القائدة تأتي إلى هذا التحالف الاستثنائي بالعقلية ذاتها، بالأفكار ذاتها، بالمفاهيم ذاتها وكأن الإرهاب الوحيد المعترف به هو الذي يضرب في أميركا ذاتها.

          l  صار يمكن لإسرائيل والولايات المتحدة وغيرهما تقديم الانتفاضة الفلسطينية بصفتها إرهاباً بحتاً لم يعد العالم معنياً بالتمييز بين مقاومة وإرهاب.

          l  الولايات المتحدة هي الآن من يطالب الآخرين بالحزم بعدما طالبوها بالعدل، تحت شعار «من يتلكأ مشكوك فيه».

          l  «سيؤرخ الغرب لبداية القرن الواحد والعشرين بذلك اليوم الأسود 11 أيلول 2001م الذي أبيد فيه آلاف من المدنيين الأميركيين وغير الأميركيين» .

ـ الخذلان في مؤتمر ديربان ـ

          الحكام خذلوا شعوبهم في مؤتمر ديربان الذي عقد في جنوب إفريقيا لإدانة العنصرية والرق والتعويض عن مئات السنين من الرق الذي قام به الغرب ضد الأفارقة. وبذلت إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية جهوداً مضنية لمنع صدور قرار في البيان الختامي يقرن بين إسرائيل والعنصرية، وانساقت معهم دول أوروبا، إلا أن المخزي هو موقف حكام العالم الإسلامي الذين تراجعوا عن كل ما اتفقوا عليه مع أطراف أخرى في ما يسمى العالم الثالث أو الدول الفقيرة، وكان موقف ممثلي الدول غير العربية والدول غير التابعة للعالم الإسلامي أكثر تصلباً من موقف ممثلي دول العالم الإسلامي والدول التي تحتمي بمظلة الجامعة العربية، فأضحكوا شعوبهم وشعوب العالم عليهم وعلى جبنهم في مواجهة الإصرار الأميركي اليهودي على عدم بحث الموضوع أو الإشارة إلى عنصرية دولة يهود .

ـ اغتيال ماسوني تركي ـ

          ذكرت الأنباء أن رجل الأعمال التركي الذي اغتيل قبل أسابيع في تركيا هو من كبار قادة الماسونية في تركيا، وذكرت الأنباء أيضاً أن ردة فعل الماسونيين كانت بالهروب إلى الأمام أي أنهم كثَّفوا من برامج التعريف بالماسونية في وسائل الإعلام بصورة غير معهودة من قبل حيث كان ديدنهم التعتيم والسرية المطلقة، ومن الجدير بالذكر أن معظم المناصب الرفيعة في تركيا يحتلها ماسونيون منذ عهد الرئيس مصطفى كمال (الماسوني) من يهود الدونمة وحتى هذه الأيام .


ـ اللحديون في خدمة اليهود ـ

          ذكرت الصحف أن الفارين من جيش لحد نحو فلسطين المحتلة تستعملهم دولة يهود لتعقب أهل فلسطين والتنكيل بهم على بعض الحواجز ونقاط التماس، وعلق البطرك صفير على ذلك بالقول: «قرأنا في إحدى المجلات أن اللبنانيين الذين تركوا الجنوب إلى ما وراء الحدود يُستعملون على كره منهم في تعقب إخوانهم الفلسطينيين وهذا ما هالنا» .

ـ اليهود فجروا عنصريتهم ـ

          استغل زعماء اليهود حادث التفجير في نيويورك وواشنطن منذ اللحظات الأولى لإذاعة النبأ فألصقوه فوراً بكل المسلمين.

          فقال وزير الحرب (بنيامين أليعازر): «العالم يعي الآن ما حذرنا منه دائماً بأن الإرهاب الإسلامي هو العدو الأول للعالم الحر» .

ـ لا نتعاون مع الأميركيين ـ

          أعرب أبو بكر عبد الله القربي وزير الخارجية اليمني عن قلق بلاده تجاه بعض المطالب الأميركية في ما يخص التحقيق الأمني في حادثة تفجير المدمرة الأميركية “كول” في ميناء عدن في أكتوبر من العام الماضي. وبرغم نفيه لصحة وجود طلب أميركي بشأن التحقيق مع مسؤولين يمنيين في الحادث، أبدى المسؤول اليمني قلقه من الموقف الأميركي، وأكد ضرورة أن يتم التعامل مع موضوع “كول” في إطار القانون والدستور اليمنيين.

          وقال الوزير: «لا أخفي أن هناك أيضاً كثيراً من الأسئلة، التي قد يطرحها الجانب الأميركي، وتتعلق ليس فقط بقضية كول، وإنما يحاولون أن يربطوا هذه القضية بالإرهاب، الذي يُمارس خارج اليمن»، وأضاف: «علينا أن نتعاون للوصول إلى الحقيقة، دون أن نتجاوز قانون ودستور اليمن» .

ـ مقاطعة ـ

          عمال ميناء الدخيلة القريب من الإسكندرية رفضوا تفريغ بضائع مستوردة من دولة يهود وصلت على متن الباخرة “بيل تروم تريكر”. مستورد الشحنة عرض دفع مبالغ كبيرة للعمال لكنهم أصروا على موقفهم ولا تزال الشحنة على الباخرة [مجلة الوسط 30/9] .


ـ عفو عام لا يشمل الإسلاميين ـ

          بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة للاستقلال، أعلن عفو عام في أوزبيكستان، لكنه لم يشمل من وصفوا بأنهم «أعضاء في المنظمات الإرهابية والدينية الراديكالية»، والمقصود بهم الإسلاميون.

          ويشمل قرار العفو ـ الذي صدر بتوقيع إسلام كريموف رئيس الجمهورية ـ أكثر من خمسين ألف سجين يجري إطلاق 25 ألفاً منهم فوراً فيما يجري تخفيض مدة محكومية البقية بدرجات متفاوتة .

ـ الناتو ينـزع سلاح الألبان ـ

          زودت كل من روسيا وأوكرانيا الحكومة المقدونية بكميات كبيرة من الأسلحة سرّاً، في إطار سعي بعض الدول الأوروبية لتحجيم دور الأقلية الألبانية، ولقهر الأقليات الأخرى في البلقان والمناطق المجاورة. يأتي ذلك في وقت يتم فيه نزع سلاح المقاتلين الألبان، على يد قوات حلف الناتو، مع أنها أسلحة خفيفة، ولا تقارن بما تحصل عليه مقدونيا من صفقات الأسلحة السرية الجديدة!

          ونقلت صحيفة ألـ «تايمز» البريطانية عن مسؤولين غربيين تأكيداتهم أن أوكرانيا وافقت سرّاً ـ تحت ضغط من الاتحاد الأوروبي (!) ـ على إرسال كميات كبيرة من الأسلحة يتم نقلها لمطار «بيتروفاتش» المقدوني، حيث تعمل حكومة سكوبي على زيادة مخزونها من الأسلحة!

          وكان حلف الناتو بدأ في نشر طلائع قواته في مقدونيا للإشراف على نزع سلاح المقاتلين الألبان.

          يذكر أن الناتو اشترط لتنفيذ نشر قواته في مقدونيا وقف إطلاق النار، وموافقة المقاتلين الألبان على تسليم أسلحتهم .

ـ صلة العرب والمسلمين بالهجمات ـ

          نشرت جريدة “الدستور” الأردنية الصادرة بتاريخ 15/09/2001م الخبرَ التالي:

          [استبعد اقتصادي أميركي بارز أن تكون أحداث يوم الثلاثاء الماضي التي وقعت في مدينتي نيويورك وواشنطن قادمة من العالم العربي والإسلامي.

          وقال ليندون لاروش «إن التفجيرات التي تمت في الولايات المتحدة عمل مخطط له جيداً وهو من أعمال صدام الحضارات ولا تدل الإرادة والقدرات التي ينطوي عليها أنه قادم من العالم العربي والإسلامي».

          وأضاف لاروش في حديث لراديو أميركا ونشرته يومية الشرق القطرية أن «التنسيق الحاصل في الهجمات يعكس إرادة قوية وعملية مخططة جيداً وهو هجوم على الولايات المتحدة نعرف مصدره».

          وقال «أنا لدي أفكاري الخاصة بشأنه… هناك شخص يريد من أميركا أن تساند إسرائيل».

          وأضاف يقتول «هذا هجوم مخطط له بمستوى عال ومؤسسة ذات قدرات عالية… وهو عرض مثير للهلع في الدرجة الأولى» مؤكداً أنه ليس عمل هواة بل أكبر من ذلك بكثير.

          وفيما يتعلق بإمكانية تورط الجماعات العربية أو الإسلامية أو الجماعات داخل الولايات المتحدة قال لاروش «بالتأكيد لا أعتقد أن هذا من عمل الجماعات الإسلامية، فالإرادة والقدرة على ذلك غير متوفرة في العالم العربي».

          وتابع يقول «بعض الناس يريدون أن تدخل الولايات المتحدة في حرب ضد العالم العربي».

          وقال ليندون لاروش «بعض الناس يعتقدون بأنك إن استطعت أن تقنع الأميركيين بأن (بيرل هاربر) قد قصفت للمرة الثانية فإنه من الممكن دفع الولايات في اتجاه أحمق» وحذر لاروش من الانزلاق إلى نتائج وأعمال متسرعة وقال «يجب أن نقوم بدون هلع بتصحيح بعض الأشياء بأسرع ما يمكن»] .

ـ ناطحة سحاب في تل أبيب ـ

          صار اليهود يتوقعون تفجير أبراجهم وناطحات السحاب عندهم على غرار ما حصل في نيويورك في 11 أيلول. فقد ذكرت وكالة (أ ف ب) في 22/09/2001 أن مصادر عسكرية إسرائيلية أعلنت عن توقيف عنصرين فلسطينيين بتهمة التخطيط لتفجير ناطحة سحاب في تل أبيب.

          وقالت هذه المصادر إن المعتقليْن هما محمود سليم جبريل ورامي فوزي بن سعيد، وهما من سكان مخيم للفلسطينيين قرب نابلس. واتُّهِما بأنهما تدرّبا في أحد معسكرات القيادة العامة التابعة لأحمد جبريل في سوريا. وأضافت المصادر العسكرية أن هدفهما كان تفجير برج «إسرائيلي» وهو ناطحة سحاب في تل أبيب تشتمل على 49 طابقاً ويبلغ ارتفاعها 186 متراً وتضم مكاتب ومركزاً تجارياً كبيراً قريباً جداً من مقر قيادة الجيش. وبحسب لائحة الاتهام فإن المتهميْن كانا يعتزمان توقيف سيارات ملأى بالمواد المتفجرة في موقف يقع في الطابق السفلي للمبنى. وكان الرجلان عملا في المركز التجاري لبرج «ارزييلي» حسب ما أفادت صحيفة «معاريف» .

ـ يحوّلون النعمة إلى نقمة ـ

          أعلن رئيس باكستان بيرفيز مشرّف في خطاب متلفز في 19/09/2001 أنه سيعطي أميركا كل ما تطلب. وكان من بين مبررات خضوعه غير المشروط حماية الأسلحة النووية الباكستانية. وهنا تأتي المفارقة، إذ إن الأسلحة النووية هي من أسباب القوة وليست من أسباب الخضوع والاستسلام، والأسلحة النووية تحمي أصحابها من الخضوع والاستسلام، وليس أصحابها يخضعون ويستسلمون من أجل حمايتها.

          وهذا يذكّرنا بالنفط في السعودية والخليج. فبدل أن يكون أداة قوة في يد أهله صار أداةً تجرُّ الطامعين للسيطرة على أهله ونهبه، وإبقاء أصحابه تحت حماية الأعداء وتحت إذلالهم.

          فهل تعي الشعوب كيف يقلب حكامهم النعم إلى نقم؟! .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *