العدد 173 -

السنة الخامسة عشرة جمادى الآخرة 1422هـ – أيلول 2001م

مؤتمـر وزراء الإعـلام العـرب

          عقد مؤتمر وزراء العرب مؤخراً في القاهرة وانفض المؤتمرون كما اجتمعوا ولم يعلق عليهم المسلمون آمالاً، لا هؤلاء، ولا مؤتمرات قمة الرؤساء والملوك، ولا مؤتمرات القمة الإسلامية، فالقصة هي، هي، قصة إبريق الزيت، وليست بحاجة إلى تعليق، إلا إذا كان بعض الناس لا يزال يصدق أن إسرائيل سوف تهزم بواسطة الإعلام العربي المميز جداً !! ومن التعليقات التي وردت في الصحف الناطقة بالعربية تعليق لجلال الماشطة في صحيفة “الحياة” يقول فيه:

          «حصل الفلسطينيون على دعم عربي لوجستي واستراتيجي واسع النطاق يؤهلهم لمواجهة آلة الحرب الإسرائيلية، ومراكز النفوذ اليهودية في العالم أجمع، فمن شمال إفريقيا وصلت دفعات من تصريحات نارية لم تبق حجراً على حجر من جيش شاؤول موفاز، فيما واصلت المدفعية الإعلامية لدول الجوار تقويض الهياكل الأساسية للقوات المسلحة الإسرائيلية، وانطلقت من منطقة الخليج صواريخ إذاعية ـ تلفزيونية وقذائف صحفية هزت مقرات الموساد والشين بيت.

          وعلى الصعيد العالمي تحركت الرساميل العربية (حكومية وأهلية) في زحف على بيوت المال اليهودية لتنذرها بالويل والثبور وعظائم الأمور إن هي لم تكف عن الإغداق على عمليات تهويد القدس.

          وصدرت قرارات تتوعد الدول المؤيدة لإسرائيل بوقف كل المعاملات التجارية معها وإغلاق بعثاتها الدبلوماسية إذا واصلت إصرارها على أن تكون إسرائيل محظية بنظام الدولة الأولى بالرعاية.

          ولقد أرغى الشارع العربي من المحيط إلى الخليج وأزبد، وحوّل غضبه إلى فعل تجسّد في تشكيل فيالق لتحرير القدس، على أن تسلك طرقاً التفافية يمر الأول عبر القطب الشمالي، والثاني يخترق القطب الجنوبي، فيما يقوم جحفل ثالث بحركة تمويهية من خلال رأس الرجاء الصالح. ويتوقع أن يُعلن بين عشية وضحاها إفلاس نوادي القمار وبيوت الدعارة في أوروبا وجنوب شرق آسيا بسبب انحسار نشاطها بعدما هدد الزبائن العرب بتحويل كل ثرواتهم لإعالة أطفال الانتفاضة وشراء قطع من الأراضي التي (تهوّدت) في القدس.

          ومن المنتظر أن تعقد الجامعة العربية سلسلة اجتماعات على مستويات القمة والقاعدة ستتمخض حتماً ومن كل بدّ عن قرارات مصيرية، كما عودتنا الجامعة دائماً،… وتُوِّجت الجهود العربية بتأسيس جمعية خيرية باسم «المزيد» للمطالبة بالمزيد من التصريحات الملتهبة والمزيد من النيات الصادقة والمزيد من الدم الفلسطيني، ألا نستحي ؟»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *